مقدمة الخطبة الحمد لله وليّ الصَّالحين، وأشهد أنَّ لا إله إلَّا الله وحدهُ لا شريك له إله العالمين، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبدهُ ورسولهُ إمام المرسلين، الحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد صلى الله عليهِ وسلم، والسلام على من جاء بالصِّدق وأمر بهِ وحذَّر ونهى عن ضدهِ، اللهمَّ اجعلنا من الصِّديقين الصَّادقين في الأعمال والأقوال، وأعذنا من الكذب والكاذبين. [١] [٢] الوصية بالتقوى عباد الله، أوصيكم بتقوى الله، إذ جاء إلى أبي هريرة -رضي الله عنه- رجلٌ فسأله عن حقيقة التَّقوى، فقال له: هل سلكت طريقًا ذات يوم فيه شوك؟ قال: نعم، قال: فما صنعت؟ قال: أتجاوزه أو أميل عنه، فقال: فكذلك التَّقوى. أيها المسلمون، فاتَّقوا الله -تعالى-، فإنَّ خير الوصايا وأعظمها تقوى الله، قال -سبحانه وتعالى-: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}، [٣] والتَّقوى هي العاقبة الحميدة، قال -تعالى-: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}، [٤] وحقيقة التَّقوى: العمل بطاعة الله -سبحانه وتعالى- إيمانًا واحتسابًا، وهي وصيَّة النَّبيِّ -عليه الصلاة والسلام- لأمتهِ في عموم وصاياه وخطبهَ -عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام-.
يقول وليم شكسبير: "لا ميراث يتركه الإنسان خلفه أهم من الصدق والنزاهة. " فالصدق للشجعان، الذين يمكنهم تحمّل عواقب الصدق، والتعامل بشفافية مع الحقائق، مواجهتها بقلب لا يعرف الخوف، الصدق للإنسان الأمين مع نفسه ومع الآخرين، أما هؤلاء الذين يرتدون رداء الحق ويفعلون أفعال الباطل فهم كما أخبرنا عنهم ربّ العزّة في كتابه العزيز حين قال: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ. خطبه قصيره عن الصدق للاطفال. " وقال عنهم: "اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ، وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ. " خطبة عن الصدق مع الله سبحان ربي ربّ الكون وتعالى علوًا كبيرًا، له المثل الأعلى في السماوات والأرض، الذي جعل الصادقين في عليين، سبحان ربي المطلع على القلوب، الذي يحاسب بالنوايا، ويعلم ما نخفي وما نعلن، ولا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء، سبحان ربي باسط الرزق ومحيي الأرض بعد موتها وإليه النشور.
اللهمَّ اهدِ ضال المسلمين وأصلح شأنه، وعافه فيمن عافيت، وتولَّه فيمن توليت، اللهمّ إنّا نعوذ بك من قلبٍ لا يخشع، ونفسٍ لا تشبع، وعلمٍ لا ينفع، اللهمّ إنّا نعوذ بك من الجبن والبخل، اللهمّ بارك لنا في أخلاقنا، اللهم احفظنا بالإسلام ولا تشمّت بنا عدوا حاسداً، اللهمَّ إنا نسألك من خير خزائنك، وصلِّ اللهمَّ على سيدنا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين [١٧] [١٨]. المراجع [+] ↑ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ (16/5/2010)، "الصدق مع الله" ، الخطباء ، اطّلع عليه بتاريخ 20/6/2021. بتصرّف. ↑ خالد عبدالرحمن الكناني (11/4/2018)، "الصدق والصادقون" ، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 20/6/2021. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية:197 ↑ سورة الأعراف، آية:128 ↑ سورة محمد، آية:21 ^ أ ب سورة البقرة، آية:177 ↑ محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب ، صفحة 1583. بتصرّف. ↑ د. سعد الله المحمدي (13/5/2020)، "الصدق مع الله" ، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 20/6/2021. خطبة دينية قصيرة عن الصدق - حياتكِ. بتصرّف. ↑ رواه الالباني، في صحيح الترغيب، عن شداد بن الهاد الليثي، الصفحة أو الرقم:1336، صحيح. ↑ "أقوال السلف والعلماء في الصدق" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2021.