وقد تعلّم القضاء من أبان بن عثمان بن عفان، وروى له الجماعة. صفته كان كثير العبادة والتهجد، وهو الذي كان يصلي بالناس، ويتولى أمرهم أثناء إمارته. قال عنه مالك بن أنس: « ما رأيت مثل ابن حزم أعظم مروءة وأتم حالاً، ولا رأيت من أوتي مثل ما أوتي ولاية المدينة والقضاء والموسم ». قال عنه يحيى بن معين أنه: « ثقة »، وكذلك قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وغيره. وقال صالح بن كيسان: « كان المحدثون من هذه الطبقة من أهل المدينة سليمان بن يسار وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المكفوف وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ». ابن العربي المالكي وتفسيره أحكام القرآن - مكتبة نور. كتب إليه عمر بن عبد العزيز حينما تولى الخلافة بأن يكتب له الحديث من عند عمرة بنت عبد الرحمن والقاسم بن محمد بن أبي بكر، فكتبها له، غير أنهه حين سأل مالك بن أنس ابنه عبد الله بن أبي بكر عن تلك الكتب، قال بأنها ضاعت. وفاته توفي سنة 120 هـ، وعمره 84 سنة. المصدر:
ولو أنّ عظيمها وابن عظيمها، وشريفها وابن شريفها الحسـين، وسعه بيته أو ضيعته أو إبله، ولو جاء الخلق يطلبونه ليقوم بالحقّ، وفي جملتهم ابن عبّـاس وابن عمر، لم يلتفت إليهم، وحضره ما أنذر به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وما قال في أخيه، ورأى أنّها خرجت عن أخيه ومعه جيوش الأرض وكبار الخلق ينصرونه، فكيف ترجع إليه بأوباش الكوفة وكبارُ الصحابة ينهونه وينأون عنه؟! ما أدري في هذا إلاّ التسليم لقضـاء الله، والحزن على ابن بنت رسـول الله صلّى الله عليه وسلّم بقيّة الدهر. ولولا معرفة أشياخ وأعيان الأُمّة بأنّه أمر صرفه الله عن أهل البيت، وحال من الفتنة لا ينبغي لأحد أن يدخلها، ما أسلموه أبداً... وكلٌّ منهم عظيم القدر، مجتهد، وفي ما دخل فيه مصيبٌ مأجور، ولله فيه حكم قد أنفـذه... »(10). هذه نصوص عباراته باختصار، تدبّر فيها لترى أنّ الغرض الأصلي هو الحماية والدفاع عن الخلفاء والصحابة الّذين حملوا بني أُميّة على رقاب الناس، فالدفاع عن يزيد ومعاوية، والقول بأنّ الحسـين إنّما قتل بسيف جدّه، إنّما هو من أجل تصحيح ما فعله المشايخ، وهذا ما صرّح به بالتالي حيث قال: «ولولا معرفة أشياخ وأعيان الأُمّة بأنّه أمر صرفه الله عن أهل البيت... ».
وأخبرناه عاليا بدرجتين إسماعيل بن عبد الرحمن ، أخبرنا أبو محمد بن قدامة ، أخبرتنا شهدة وطائفة قالوا: أخبرنا طراد النقيب.. فذكره.