بداية لن أزعم أن الاكتئاب مرض مختلف عن باقي الأمراض، ولكن لكل مرض خصوصيته، والمهم في كل مرض كيف ما كان نوعه هو معاناة المريض وأقاربه. وليس هناك مقياس لمستوى العذاب حتى نزعم أن هذا المرض أو ذاك أشد خطورة وألماً من غيره. الاكتئاب والحساب.. هل يحاسب الله الشخص المريض بالاكتئاب على معاصيه؟. وحتى لا نعطي أهمية مبالغاً فيها لمرض ما على حساب بقية الأمراض الأخرى، حتى لو كان السرطان، فإنه من الإنصاف والحكمة الطبية أن نهتم بالعذاب الذي يعاني منه المريض أياً كان مرضه، لكي نساعده بجميع الطرق ونخفف من معاناته. لقد كان مرض الاكتئاب في عالم الخفاء، لكن العلم الحديث توصل إلى تفسير بعض الأمراض النفسانية، وضمنها المرض المشار إليه. وعلى هذا السبيل عَرَّفت منظمة الصحة العالمية الاكتئاب بأنه مرض "بيولوجي".. وسأوضح لكم هذه المسألة من خلال بعض الأمثلة. كشفت الأبحاث العلمية عددا كبيرا من الاختلالات في وظائف الدماغ عند المصابين بمرض الاكتئاب، تختفي بعد تناول الأدوية العلاجية بالجرعات المطلوبة، وهذه بعضها: *انخفاض السيروتونين، وهو نقال عصبي منظم للمزاج والنوم وشهية الأكل والآلام وحرارة الجسم، ولهذا نجد المكتئب لا يشعر بالفرح ويغلب عليه فقدان الشهية، حتى إنه لا يأكل ولا ينام بشكل ممتع، ويشعر بالآلام في مختلف أعضائه، كما يشعر باضطرابات في الحرارة أو البرودة.
تراوده بعض الشكوك حول إطفاء الموقد، أو غلق الباب. تغلب عليه أفكار تتسبب بالأذى للآخرين. في بعض الأحيان يتخيل أنه يؤذي أبناءه، ويلحق بهم الضرر. يتعرض لضيق شديد إذا كانت الأغراض غير مرتبة، أو غير موجهة للاتجاه الصحيح. رغبته الجامحة في الصراخ الشديد في أوقات غير مناسبة. ترتيب العلب، أو البضائع بشكل منتظم. هل يحاسب مريض الاكتئاب على اقواله. اتباع روتين صارم في التنظيف، والغسيل. يتعرض لحدوث الالتهابات الجلدية؛ نتيجة غسل الأيدي بصورة غير طبيعية. يعاني من الصلع الموضعي، أو تساقط الشعر؛ نتيجة نتفه، وشده. أعراض قهرية أخرى هناك بعض الأعراض القهرية التي تحدث؛ نتيجة دوافع ملحة لا يمكن التحكم بها، والسيطرة عليها، والتي من المفترض أنها تخفف من حدة القلق الناتج عنها، فمثلًا نجد المصاب الذي يعتقد بأنه دهس شخصًا ما يعود باستمرار إلى مكان الحادث، حيث إنه لا يستطيع التخلص من هذه الشكوك، وقد يخترع بعض القوانين التي تساعده في التحكم بالقلق المستثار؛ نتيجة هذه الأفكار، ومن بين هذه الأعراض ما يلي: العد، والإحصاء بأنماط معينة. الفحص المستمر للأبواب، والنوافذ؛ للتأكد من غلقها. غسل اليدين حتى يلتهب الجلد، ويتقشر. فحص الأفران، والمواقد باستمرار؛ للتأكد من أنها مطفأة.
01-29-2012, 08:24 AM #1 السؤال: إذا كان المرء به اكتئاب واضطراب نفسي ، نتيجة ضغوط حياتية تحيط به... هل يشعر مريض الاكتئاب بمرضه - إسألنا. ، هل يحاسب على أقواله التي يقولها لنفسه - ليس جهرا أمام الناس ، لكن يتحدث بها بالهمس لنفسه - والتي تتضمن -معاذ الله- سبه للقدر و افتراءه على الرحمن ، وإن كان يندم بعد ذلك على ما تلفظ به ، لكنه لا يستطيع مواجهة ضغوطه ؟ الجواب: الحمد لله من رحمة الله تعالى أنه لا يحاسب العبد على الوساوس والخواطر ، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ) روى البخاري (5269) ومسلم (127). فالمريض بالاكتئاب وغيره ، إذا حدث نفسه بالكفر أو بالمعصية ، لم يؤاخذ على ذلك ، لكن بشرط ألا ينطق ذلك بلسانه ، أو يعمل بمقتضاه بجوارحه. ولو فرض أن هذا المريض تلفظ بما في نفسه تحت ضغط المرض أو الوسوسة ، بحيث كان مغلوبا على أمره ، وخرج منه ذلك الكلام بدون قصده ، فإنه يؤاخذ كذلك ، لعدم إرادته التلفظ. وقد بوب البخاري في صحيحه: بَاب الطَّلَاقِ فِي الْإِغْلَاقِ وَالْكُرْهِ وَالسَّكْرَانِ وَالْمَجْنُونِ وَأَمْرِهِمَا وَالْغَلَطِ وَالنِّسْيَانِ فِي الطَّلَاقِ وَالشِّرْكِ وَغَيْرِهِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى وَتَلَا الشَّعْبِيُّ لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا وَمَا لَا يَجُوزُ مِنْ إِقْرَارِ الْمُوَسْوِسِ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ أَبِكَ جُنُونٌ وَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ لَا يَجُوزُ طَلَاقُ الْمُوَسْوِسِ " انتهى مختصرا.
البحث عن وسائل تنفيس صحية أخرى، مثل: ممارسة الهوايات، والأنشطة الترفيهية. ممارسة التمارين التي تبعث على الاسترخاء، والتحكم بالتوتر مثل: اليوجا، ورياضة التاي تشي. الانسجام في النشاطات اليومية العادية، مثل: الذهاب إلى المدرسة، أو العمل، وقضاء وقت مع العائلة، وعدم الاستسلام لهذا الاضطراب. قد يتعرض البعض للخوف، والقلق تجاه التصرفات الصادرة عن مريض الوسواس القهري، ويبحثون عبر المواقع عن: هل يُحاسب مريض الوسواس القهري على أفعاله؟ وكانت الإجابة من أهل العلم، والاختصاص بأنه غير محاسب على تصرفاته القهرية؛ فهو مثله مثل أي مرض، أو ابتلاء يمر به الإنسان. المصادر: منتل هيلب. بيتر هيلث. ميد أوف ميليونز. ويكيبيديا.
ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن هناك أنواعاً مختلفة من الاكتئاب، وأن العلاج يختلف باختلاف النوع؛ ولكن تناول الأدوية ضروري في جميع الحالات؛ لأنها ترفع من مستوى النقالات العصبية وبسرعة عالية الكفاءة. والطبيب المتخصص هو الذي عليه تشخيص نوع الاكتئاب، ويقرر نوعية الخطوات العلاجية المتبعة؛ لكن جدول العلاج في أغلب الحالات يستغرق سنة بأكملها، وعند توقيف تطبيقه قبل الأوان بدون استشارة مع الطبيب تزداد احتمالات حصول انتكاسات بوتيرة جد مرتفعة؛ علماً أن هذا الجدول العلاجي يمر بعدد مهم من المراحل، وإذا استمر المريض في تناول الأدوية دون تتبع طبي ومراقبة دقيقة فسوف يتخطى عدة مراحل قبل الأوان؛ ما سيتسبب في عرقلة العلاج وضياع الجهود العلاجية في أحسن الأحوال. ومع الأسف الشديد هذا ما نلاحظه عند أغلب المصابين بالاكتئاب، إذ نسمعهم يرددون هذه العبارة: "هَداك الدْوا هي كَيْكَلْمي بْحال لادْروكْ، هي تْوْقْفو يْرْجْعْلِك المرض". يجب تطبيق واحترام وصفة الطبيب بكامل الحزم والعناية لأن المصاب بالاكتئاب مثل المصاب بداء السكري تماماً، فهو أيضاً إذا لم يحترم الوصفة العلاجية لطبيبه فسوف يُعرِض نفسه لارتفاع خطير في مستوى السكر في دمه، وحينها هل سيقول إن دواء داء السكري مجرد مهدئ فقط؟ أما بالنسبة لأقرباء المصاب بالاكتئاب فأحسن مساعدة يمكنهم تقديمها هي: * الصمت: وهو أفضل مساعدة لأن مع الصمت سوف يتم تجنب النصائح التي هي في غير محلها، وتزيد الأمور تعقيداً وسوءا، حتى لو جاءت في سياق ديني أو بحسن نية، مثل "وَكونْ مومْنْ نوضْ تْصلي وقْرا القرآن وقاوم نفسك بنفسك…"، أو: "نوضْ ديرْ الرياضة وسافر بْدّْلْ عْليك الجو وقاوم نفسك بنفسك".
العلاج الدوائي هناك بعض الأدوية التي تساعد في السيطرة على الأهواء، والتصرفات القهرية لهذا الاضطراب، ومن أكثر الأدوية المستخدمة في ذلك: مضادات الاكتئاب، وقد لا يبلى العلاج النفسي والدوائي بلاءً حسنًا في هذا الأمر؛ لذلك يُخضع المريض إلى بعض البرامج العلاجية المكثفة، واستخدام التنبيه العميق للدماغ، والتي يُصدر فيها بعض المسارات الكهربائية التي تساعد على تنظيم النبضات غير الطبيعية، بالإضافة إلى استخدام التحفيز المغناطيسي؛ لتنشيط الخلايا العصبية في الدماغ، وتحسين أعراض هذا الاضطراب. نصائح للتأقلم مع اضطراب الوسواس القهري بعد أن أجبنا على التساؤل الذي يراود الكثيرون، وهو: هل يحاسب مريض الوسواس القهري على أفعاله؟ سنتعرف على كيفية الوقاية منه، ولا يوجد سبيل أقوى من الحصول على العلاج في أسرع وقت؛ للحماية من تزايد أعراض هذا الاضطراب، وتفاقمها حتى تؤثر على النشاط اليومي للمصاب، كما أن اتباع هذه النصائح يساعد في التعايش، والتأقلم معه، والتي تنص على: التعرف على أعراض الاضطراب يساعد في خلق وعي لدى المريض؛ مما يحفزه للالتزام بالعلاج الاستمرار في التركيز على هدف التعافي، والشفاء. الاستعانة بمجموعات الدعم التي توفر التواصل مع ممن يواجهون مثل هذه التحديات.