بإختصار معنى كلمة تقنين - YouTube
تنطلق الدعوة إلى تقنين الشريعة من منطلق الرغبة في النجاة من أن نكون ممن ينطبق عليهم قول الحق تبارك وتعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" "الفاسقون" "الظالمون"، ولا أكاد أشك للحظة واحدة بأن من ينادي بتقنين الشريعة إنما ينطلق من باب الغيرة على هذا الدين ابتداء، ومن منطلق الرغبة في تطبيق حكم الله سبحانه وتعالى، ولا أشك أيضا في أن من يدعو إلى عدم تقنين الشريعة وترك المساحة للاجتهاد، كما هو حاصل الآن، إنما ينطلق من ذات المنطلق. ولكن ينبغي قبل أن ننطلق في تبني أحد الموقفين أن نسأل أنفسنا ابتداء، هل من الممكن تقنين الشريعة؟ وللإجابة على هذا السؤال، فإننا لا بد أن نعرف ما معنى كلمة "تقنين"، ومعنى كلمة "شريعة" على وجه الحقيقة، فعملية التقنين، وفقا للسائد، هي إما أن تكون هنالك نصوص قانونية صادرة من جهة التشريع في الدولة أو أن تكون هنالك أحكام قضائية باتة في الموضوع الذي يتم تقنينه، بحيث تعد سابقة قضائية حاكمة وفاصلة في الموضوع، أو مزيجا من الاثنين معا. عملية التقنين ذاتها ليست سردا للنصوص فقط، ولكنها عملية إجرائية طويلة ومعقدة تستغرق أعواما في معظم الحالات حتى يمر النص بجميع مراحله ليصبح قانونا نافذا، وهو من اختصاصات السلطة التشريعية في الدول، ونفاذ هذا القانون يستتبعه عدد من المواضيع ذات العلاقة، وإن لم تكن من عملية التقنين ذاتها، فكيفية التعامل مع هذه النصوص من خلال الجهات التنفيذية ومن ثم القضائية عند وقوع خلافات متعلقة بشأنها تعطي أبعادا بشأن فهم وآليات تطبيق القانون.
تقنين الشريعة الإسلامية.. الأمل المنشود تاقَت النفوس من أبناء شعب مصر العظيم منذ مدة طويلة - إلى تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، كما تطلَّعتْ إلى اليوم الذي يكون فيه مردُّ الأمر إلى أحكام الله - تبارك وتعالى - التي فُطِرتْ عليها طبيعةُ هذا الشعب. بالكلمات السابقة استهلَّ مجلس الشعب المصري الكتاب الذي أصدره سنة 1983م بعنوان " تقنين الشريعة الإسلامية في مجلس الشعب ". ولا تزال نفوس أبناء الشعب المصري العظيم تتوق إلى تطبيق جميع أحكام الشريعة الغرَّاء؛ لأن فيها وحْدها صلاحَ أحوالهم في حاضرهم وفي مستقبلهم، ومستقبل الأجيال التي تأتي من بعدهم [1]. معنى تقنين الشريعة [2]: المعنى اللغوي للتقنين: نستطيع القول بثقة: إن كلمة ( التقنين) ليست عربية؛ لأنها مشتقة من كلمة ( قانون)، وكلمة ( قانون) ليست عربية؛ حيث ورد في لسان العرب: أن ابن الأعرابي قال: والتقنين: الضرب بالقنين، وهو الطُّنبور باللغة الحبشيَّة، ويقال: النرد، وقال الأزهري: وهذا هو الصحيح، وأتقن الشيء: أكمله، وإتقانه: إحكامه، والإتقان: الإحكام للأشياء، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88]، ورجل تِقْنٌ: مُتقن للأشياء حاذق، وقانون كل شيء: طريقه ومقياسه.