موضوع: ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له (زيارة 3384 مرات) 0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.
21-12-2014, 12:59 PM المشاركه # 1 تاريخ التسجيل: Mar 2007 المشاركات: 850 / بالحمد يُبتدأ كل امرٍ ذي بال/ ،،،، في سورة * الحج * يقول المولى سبحانه: {* يآ أيّها النّاسُ ضُرِب مثلٌ فاسّتمعوا لَه * إن الّذين تدعون من دون اللهِ لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له *} {*وإن يسلبهُم الذباب ُ شيئاً لا يستنقذوه منه ضعُف الطالبُ والمطلوب*}!. # لاحرج أن أستعير عبارة لأخي العزيز / فهد البلادي ،، وهي فصل وجامعة " هي: ( قيّم نفسك) ،،! كجواباً لمن يسأل عن بعض الأسهم ورأيه فيها ،، وأظنه لامس حقيقة وهوى هذه الصناعة التى لاترحم ،،! ( أسواق المال) / لكل سهم و ورقة مالية ظروفها وقوائمها وكذلك دورتها/،، # بعد أزمة ديون المكسيك في بداية الثمانينات الميلادية، كعاصفة ضربت اصحاب الأموال الواثقة و ( الثابته)،،! ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له هيكل خارجي دعامي. وكنتيجة لصدمة هذا الدرس القاسي ،، بدأت ظاهرة السيولة الساخنة والعابرة للحدود ،، وزاد من وهج المضاربة ثورة الاتصالات والإنترنت وإقراض البنوك والتسهيلات ،،! # فكان من الطبيعي للمتعامل مع هذه الأموال أن ( يقيّم سهمه وسوقه) ؛ فينتقل حيث الموجة ويتراقص مع تذبذب الاسعار ،، # أول نتيجة قاسية لهذا التصرف هي ازمة آسيا سنة 1997.
ثم استعرض المظاهر الكونية والنعم الإلهية والإنسان كل هذا لم يتحدهم به الله، ويقول: ولكنه تحداكم أن تخلقوا ذبابة وتحداكم من أجل أن تجتمعوا من أجل ذلك، وقال: إنكم حتى لو اجتمعتم لن تفلحوا.. وكان التحدي للناس جميعاً على إطلاقهم، ثم وضح أن الله تعالى هو الذي أوصل الإنسان إلى هذا العلم فكشف له عن أسراره حتى وصل إلى ما وصل، ولكنه حجب عنكم العلم الذي تحداكم فيه.. وهو خلق المادة الحية أو خلق ذبابة. ثم بين أن الله عندما يأمرنا بأن نستمع إلى هذا المثل لا يقصد عصراً بعينه، وإنما معناه أن نستمع لهذا المثل في كل عصر وحتى قيام الساعة.. أي أنه لن يأتي عصر يستطيع الإنسان أن يخلق ذبابة مهما تقدم به العلم ومهما إرتقي. ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له بجوائز “aips” رئيس. و يقول: وحتى هذه اللحظة لم يستطع علماء الدنيا كلها ولا معامل الدنيا كلها.. ولا أبحاث الدنيا كلها أن تخلق جناح ذبابة.. أو حتى خلية للمادة الحية. يشير إلى أنه في هذه الآية إعجازاً كبيراً لأن الله يعلم أنه سيأتي بعض الناس بعد ألوف السنين ليقولوا: «انتهي عصر الإيمان وبدأ عصر العلم».. فرد الله سبحانه وتعالى عليهم قبل أن يقولوها، وقد أشار إلى هذا المعني محمد إسماعيل إبراهيم في كتابه «القرآن والإعجاز العلمي».
والِاسْتِنْقاذُ: مُبالَغَةٌ في الإنْقاذِ مِثْلُ الِاسْتِحْياءِ والِاسْتِجابَةِ. وجُمْلَةُ ﴿ضَعُفَ الطّالِبُ والمَطْلُوبُ﴾ تَذْيِيلٌ وفَذْلَكَةٌ لِلْغَرَضِ مِنَ التَّمْثِيلِ، أيْ ضَعُفَ الدّاعِي والمَدْعُوُّ، إشارَةً إلى قَوْلِهِ ﴿إنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبابًا﴾ إلَخْ. أيْ ضَعُفْتُمْ أنْتُمْ في دَعْوَتِهِمْ آلِهَةً وضَعُفَتِ الأصْنامُ عَنْ صِفاتِ الإلَهِ. ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له لاحياة له ولا. وهَذِهَ الجُمْلَةُ كَلامٌ أُرْسِلَ مَثَلًا، وذَلِكَ مِن بَلاغَةِ الكَلامِ.
الآن الصغر؛ هذه البعوضة تملك جهازاً لا تملكه الطائرات, تملك جهاز استقبال حراري, حساسيته واحد على ألف من الدرجة المئوية. من ازداد معرفة بالله ازداد معرفة بضآلته: إذاً: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ [سورة الحج الآية:73] كلما ازددت معرفة بالله, ازددت معرفة بضآلتك. يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. وللإمام الشافعي كلمة رائعة يقول: "كلما ازددتُ علماً ازددت علماً بجهلي". قل لمن يدعي في العلم فلسفة حفظت شيئاً وغابت عنك أشياءُ *** ولا نهاية لعظمة هذا الكون؛ فيما هو كبير كالمجرات, وفيما هو صغير كالبعوضة. لذلك أيها الأخوة هذه الآية تشبه تعريفاً بالله عز وجل من خلال خلقه: ﴿وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ [سورة الحج الآية:73] والحمد لله رب العالمين
ويَجُوزُ أنْ تَكُونَ بَيانًا لِلَّفْظِ (مَثَلٌ) لِما فِيها مِن قَوْلِهِ ﴿تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ﴾ عَلى الِاحْتِمالِ الثّانِي. الباحث القرآني. وفُرِّعَ عَلى ذَلِكَ المَعْنى مِنَ الإيجازِ قَوْلُهُ ﴿فاسْتَمِعُوا لَهُ﴾ لِاسْتِرْعاءِ الأسْماعِ إلى مُفادِ هَذا المَثَلِ مِمّا يُبْطِلُ دَعْوى الشَّرِكَةِ لِلَّهِ في الإلَهِيَّةِ. أيِ اسْتَمِعُوا اسْتِماعَ تَدَبُّرٍ. فَصِيغَةُ الأمْرِ في ﴿فاسْتَمِعُوا لَهُ﴾ مُسْتَعْمَلَةٌ في التَّحْرِيضِ عَلى الِاحْتِمالِ الأوَّلِ، وفي التَّعْجِيبِ عَلى الِاحْتِمالِ الثّانِي. وضَمِيرُ لَهُ عائِدٌ عَلى المَثَلِ عَلى الِاحْتِمالِ الأوَّلِ لِأنَّ المَثَلَ عَلى ذَلِكَ الوَجْهِ مِن قَبِيلِ الألْفاظِ المَسْمُوعَةِ، وعائِدٌ عَلى الضَّرْبِ المَأْخُوذِ مِن فِعْلِ (ضُرِبَ) عَلى الِاحْتِمالِ الثّانِي عَلى طَرِيقَةِ ﴿اعْدِلُوا هو أقْرَبُ لِلتَّقْوى﴾ [المائدة: ٨]، أيِ اسْتَمِعُوا لِلضَّرْبِ، أيْ لِما يَدُلُّ عَلى الضَّرْبِ مِنَ الألْفاظِ، فَيُقَدَّرُ مُضافٌ بِقَرِينَةِ (اسْتَمِعُوا) لِأنَّ المَسْمُوعَ لا يَكُونُ إلّا ألْفاظًا، أيِ اسْتَمِعُوا لِما يَدُلُّ عَلى ضَرْبِ المَثَلِ المُتَعَجَّبِ مِنهُ في حَماقَةِ ضارِبِيهِ.