آخر تحديث أكتوبر 3, 2020 0 عمر الفاروق –رضي الله عنه- هو ثاني الخلفاء الراشدين بعد أبي بكر الصديق –رضي الله عنه، و هو من العشرة المبشرين بالجنة ، هاجر مع رسول الله ﷺ إلى المدينة و جاهد معه في بدر و أحد و غيرهما و شهد معه المشاهد، و كان قويا مؤمنا ذا رأي سديد و حكمة، نصر به الله الإسلام و المسلمين عند إسلامه و عند توليه الخلافة، اشتهر بعدله بين المؤمنين في زمن خلافته، و في هذا المقال نتحدث عن قصص عن عدل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-. و هي كلها قصص حدثت في زمن خلافته رضي الله عنه. قصص عن عدل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قصة من قصص عن عدل عمر: لا يحل لعمر من مال الله إلا حلتين ثبت عن الفاروق عمر –رضي الله عنه- أنه قال: لا يحل لعمر من مال الله إلا حلتين: حلة الشتاء و حلة الصيف، و ما حج به و اعتمر، و قوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم، ثم أنا رجل من المسلمين. فقد كان عمر –رضي الله عنه- زاهدا في الدنيا مقبلا على الآخرة، و له من الورع و تقوى الله ما ينفر به من الكبر و الملذات فراره من النار، و هذه القصة تدل على ذلك. قصة من قصص عن عدل عمر: و أما عمر فأرادته الدنيا و لم يردها قال معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنه- عن عمر –رضي الله عنه-: أما أبو بكر فلم يرد الدنيا و لم ترده، و أما عمر فأرادته و لم يردها، و أما نحن فتمرغنا فيها ظهرا لبطن.
و في هذا السياق توجد قصة أخرى، كلمه بعض أولاده فقالوا: لو أكلت طعاما طيبا كان أقوى لك على الحق. و كان يأكل كما يأكل الفقراء و كان يقدر على أن يأكل كما يأكل الأغنياء، فقال: أكلكم على هذا الرأي؟ قالوا: نعم. قال: قد علمت نصحكم و لكني تركت صاحبيَّ على جادة، فإن تركت جادتهما لم أدركهما في المنزل. و الجادة هي الطريق القويم الصعب، و كان يخشى على نفسه أن تأخذه الدنيا و ملذاتها. قصة عذبت بهيمة في شهوة عمر قال عمر بن الخطاب يوما: لقد خطر على قلبي شهوة السمك الطري. فسار غلام له يدعى يرفأ فسار أربع أيام ذهابا و إيابا، و اشترى له سمكا ثم عمد إلى راحلته فغسلها، و لما أتى عمرا قال له: انطلق حتى أنظر إلى الراحلة، فلما نظر إليها قال له: نسيت أن تغسل هذا العرق الذي تحت أذنها، عذبت بهيمة في شهوة عمر، لا و الله لا يذوق عمر مكتلك. فلم يأكل من هذا السمك، و هذا من شدة عدله و رحمته بالناس و البهائم، فلم يعجبه أن سافر بالبهيمة فعذبها من أجل شهوة اشتهاها عمر. قصة سفره إلى الشام بالجمل سافر عمر –رضي الله عنه- مرة إلى بلاد الشام، فنزل بمكان يدعى الجابية، و قص أحد سكانها أنه لما رآه من بعيد رآه على جمل، و صلعته تلمع في الشمس ليس على رأسه قلنسوة و لا عمامة، راكب جمله على كساء من صوف هو فراشه إذا نزل، فكان جمله بلا ركاب، و حقيبته محشوة ليفا هي وسادته إذا نزل، و عليه قميص جيبه قد اخترق.
وصعد عمر بن الخطاب المنبر ليخطب وكانت الخطبة حول ضرورة السمع والطاعة، فأقدم رجل إليه وقال إنه لا سمع ولا طاعة، فاستعجب سيدنا عمر وقال له لماذا؟!. فقال له الرجل لأنك فضلت نفسك علينا، وعندما قمت بتوزيع الأقمشة كان لكل رجل قماش ثوب واحد، وهذا القماش لا يمكن أن يكفي ليكون ثوب لك لأنك رجل طويل، فمن المؤكد أنك أخذت أكثر. فقال أمير المؤمنين لابنه أريد منك أن تجيب عن هذا الكلام، فقال ابن أمير المؤمنين عبد الله بن عمر. لقد أعطيت أمير المؤمنين قطعة من القماش الخاص بي لكي يكمل لنفسه الثوب، وبذلك تأكد الجميع من عدل عمر ومن تقواه. قصة عمر بن الخطاب مع طاعون عمواس انتشر ذات يوم مرض اسمه طاعون عمواس، وسمي بذلك لأنه نشأ في أول الأمر في بلدة عمواس التي توجد بين القدس والرملة، وفي العام الثامن عشر من الهجرة انتشر المرض في الشام. وهذا المرض عبارة عن تهيج يحدث في الدم، ويحدث بسبب تعفن الجو وانتشار القتلى بعد الحروب. وفي وقت انتشار المرض أراد عمر بن الخطاب أن يذهب للشام، فقال له شخص أن الشام بها طاعون عمواس، فقرر عمر أن يعود إلى المدينة وكتب إلى الصحابة يدعوهم للعودة من الشام. ولكن رفض ذلك بعض الصحابة منهم الصحابي الجليل أبي عبيدة -رضي الله عنه-، حيث قال أنه خالط الناس في الشام ويخشى أن يخرج منها وينقل المرض إلى الأصحاء.
قال الألباني رحمه الله في رده على البوطي الذي نقل هذه القصة عن ابن الأثير: "جزمه بأن عمر رضي الله عنه هاجر علانية اعتمادًا منه على رواية علي بن أبي طالب رضي الله عنه المذكورة، وجزمه بأن عليًا رواها ليس صوابًا؛ لأن السند بها إليه لا يصح، وصاحب أسد الغابة لم يجزم أولًا بنسبتها إليه رضي الله عنه وهو ثانيًا قد ساق إسناده بذلك إليه لتبرأ ذمته، ولينظر فيه من كان من أهل العلم، وقد وجدتُ مداره على الزبير بن محمَّد بن خالد العثماني: حدثنا عبد الله بن القاسم الأملي (كذا الأصل ولعله الأيلي) عن أبيه بإسناده إلى علي. وهؤلاء الثلاثة في عداد المجهولين، فإن أحدًا من أهل الجرح والتعديل لم يذكرهم مطلقًا.. (2) " ا. هـ كلام الألباني. وذكرها الصالحي (3) معزوة إلى ابن السّمان في الموافقة. وعزاها أبو تراب الظاهري (4) إلى ابن عساكر وابن السمان. وقال الدكتور أكرم العمري: "وأما ما روي من إعلان عمر الهجرة وتهديده من يلحق به فلم يصح (5) ". وشجاعة الفاروق عمر رضي الله عنه لا تُجهل. لكن الكلام هنا على سند القصة. ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أشجع الناس هاجر وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه متخفّيَيْن عن أعين المشركين، فليس في هذا ما يعيب، بل هو من بذل الأسباب، ومن تمام التوكل على الله.
[٥] المراجع [+] ↑ عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني ، صفحة 15. بتصرّف. ^ أ ب السرمري، جمال الدين، كتاب خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب ، صفحة 461. بتصرّف. ↑ جامعة المدينة العالمية، الدخيل في التفسير جامعة المدينة ، صفحة 350. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:3683، حديث صحيح. ↑ السيوطي، كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح ، صفحة 2236-2237. بتصرّف.