نعم هؤلاء هاجروا، وارتَكبوا الخطَر وغيرُ شرعيين، وتمرّدوا على كلِ ما في الدولة من حواجزَ بحريةٍ وبرية، لكنْ هل أَبقت لهم سلطتُهم طوْقَ نجاة؟ وسَواءٌ ضُرِبَ زروقُهم بقاربِ الجيش أم الروايةُ كانت عكسية، فإنّ المؤسسةَ العسكريةَ اليوم أمام تحدي إثباتِ الحقائق في كشفٍ مَبنيٍ على الصوتِ والصورة والاقمارِ البحرية إنْ وجدت، وبفتحِ تحقيقٍ عسكريٍ جاد يَقطعُ فيه الجيش الطريقَ على اللَعِبِ بأمن طرابلس الواقفِ على جبهات وكلِ الاحتمالات… فحقيقةُ مرفأ طرابلس لا يمكنُ لها أن تَذوبَ كملحِ مرفأ بيروت. أما السلطةُ الرسمية التي أَعلنتِ الحِداد، فإنّ الحزنَ وحدَه لا يكفي، وتنكيسُ الأعلام أصبح واجباً على حُكمٍ نتقبّلُ فيه التعازي. مقدمة نشرة أخبار تلفزيزن "NBN" كأنه لا يكفي اللبنانين الغرقُ في بحر همومهم الواسع حتى يأتيَ الغرقُ في بحر الهجرة من نار الحرمان مهما كانت توصيفاتُ الهجرة… ستون شخصاً… وربما سبعون… وربما أكثر… رجالاً ونساءً وأطفالاً حاولوا الإفلات من جحيم بلدهم باتجاه بلاد الله الواسعة فكانت المأساة… مأساة الفقر والبحر. قائد الجيش يعرّي الجميع في جلسة الحكومة. نحوُ سبعةٍ واربعين شخصاً أنقذتهم القوات البحرية التابعة للجيش فيما انتشلت خمس جثث تعود إحداها لطفلة لا يتجاوز عمرها سنة ونصف سنة وتواصِلُ البحث عن مفقودين آخرين.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي" قارِب الموت هزَّ لبنان من أقصاه إلى أقصاه، وكاد أن يضع عاصمة الشمال على فوهة الانفجار. الخطير في مضاعفات الحادثة أنه منذ اللحظة الأولى تسابقت التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتحميل الجيش اللبناني مسؤولية ما حدث، بعض هذه التغريدات فتحَ تحقيقًا وختمه وفتَح محاكمةً وأصدر الأحكام، وكلها في حق الجيش اللبناني، في سيناريو واضح لإبعاد المسؤولية عمَّن خاطرَ وحمَّل قارِبًا يتسع لعشرة أشخاص، خمسةً وسبعين شخصًا. المهم أن الجيش بلسان قائد القوات البحرية في الجيش العقيد الركن هيثم ضناوي في مؤتمر صحافي، قال ان "المركب الذي غرق هو مركب صغير صنع في العام 1974، طوله عشرة امتار وعرضه 3 امتار والحمولة المسموح بها هي 10 اشخاص فقط". الغرق في الحلم قصة عشق. واذ لفت الى انه "لم يكن هناك سترات انقاذ ولا اطواق نجاة"، شدد على ان "الجيش حاول منع المركب من الانطلاق ولكنه كان اسرع منا"، وقال: "حمولة المركب لم تكن تسمح له بأن يبتعد عن الشاطىء وقائد المركب اتخذ القرار بتنفيذ مناورات للهروب من الخافرة بشكل ادى الى ارتطامه". على رغم توضيحات الجيش فإن طرابلس اشتعلت بعد انتشار رواية ان طرّاد الجيش صدم القارب، لكن منذ بعد الظهر، أرسِلت تعزيزات عسكرية من مختلف الأجهزة والقوى الأمنية ولاسيما من الجيش للعمل على تهدئة الأجواء وإعادة الاستقرار، وهذا ما حصل بالفعل وفُتِحَت كل الطرقات في المدينة، وسُحِب صاعق استغلال الحادثة.
نعم هؤلاء هاجروا، وارتَكبوا الخطَر وغيرُ شرعيين، وتمرّدوا على كلِ ما في الدولة من حواجزَ بحريةٍ وبرية، لكنْ هل أَبقت لهم سلطتُهم طوْقَ نجاة؟ وسَواءٌ ضُرِبَ زروقُهم بقاربِ الجيش أم الروايةُ كانت عكسية، فإنّ المؤسسةَ العسكريةَ اليوم أمام تحدي إثباتِ الحقائق في كشفٍ مَبنيٍ على الصوتِ والصورة والاقمارِ البحرية إنْ وجدت، وبفتحِ تحقيقٍ عسكريٍ جاد يَقطعُ فيه الجيش الطريقَ على اللَعِبِ بأمن طرابلس الواقفِ على جبهات وكلِ الاحتمالات... فحقيقةُ مرفأ طرابلس لا يمكنُ لها أن تَذوبَ كملحِ مرفأ بيروت. أما السلطةُ الرسمية التي أَعلنتِ الحِداد، فإنّ الحزنَ وحدَه لا يكفي، وتنكيسُ الأعلام أصبح واجباً على حُكمٍ نتقبّلُ فيه التعازي. الغرق في الحلم بالميت. ************************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيزن "أن بي أن" كأنه لا يكفي اللبنانين الغرقُ في بحر همومهم الواسع حتى يأتيَ الغرقُ في بحر الهجرة من نار الحرمان مهما كانت توصيفاتُ الهجرة... ستون شخصاً... وربما سبعون... وربما أكثر... رجالاً ونساءً وأطفالاً حاولوا الإفلات من جحيم بلدهم باتجاه بلاد الله الواسعة فكانت المأساة... مأساة الفقر والبحر. نحوُ سبعةٍ واربعين شخصاً أنقذتهم القوات البحرية التابعة للجيش فيما انتشلت خمس جثث تعود إحداها لطفلة لا يتجاوز عمرها سنة ونصف سنة وتواصِلُ البحث عن مفقودين آخرين.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي" قارِب الموت هزَّ لبنان من أقصاه إلى أقصاه، وكاد أن يضع عاصمة الشمال على فوهة الانفجار. الخطير في مضاعفات الحادثة أنه منذ اللحظة الأولى تسابقت التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتحميل الجيش اللبناني مسؤولية ما حدث، بعض هذه التغريدات فتحَ تحقيقًا وختمه وفتَح محاكمةً وأصدر الأحكام، وكلها في حق الجيش اللبناني، في سيناريو واضح لإبعاد المسؤولية عمَّن خاطرَ وحمَّل قارِبًا يتسع لعشرة أشخاص، خمسةً وسبعين شخصًا. الغرق في الحلم الحلقة. المهم أن الجيش بلسان قائد القوات البحرية في الجيش العقيد الركن هيثم ضناوي في مؤتمر صحافي، قال ان "المركب الذي غرق هو مركب صغير صنع في العام 1974، طوله عشرة امتار وعرضه 3 امتار والحمولة المسموح بها هي 10 اشخاص فقط". واذ لفت الى انه "لم يكن هناك سترات انقاذ ولا اطواق نجاة"، شدد على ان "الجيش حاول منع المركب من الانطلاق ولكنه كان اسرع منا"، وقال: "حمولة المركب لم تكن تسمح له بأن يبتعد عن الشاطىء وقائد المركب اتخذ القرار بتنفيذ مناورات للهروب من الخافرة بشكل ادى الى ارتطامه". على رغم توضيحات الجيش فإن طرابلس اشتعلت بعد انتشار رواية ان طرّاد الجيش صدم القارب، لكن منذ بعد الظهر، أرسِلت تعزيزات عسكرية من مختلف الأجهزة والقوى الأمنية ولاسيما من الجيش للعمل على تهدئة الأجواء وإعادة الاستقرار، وهذا ما حصل بالفعل وفُتِحَت كل الطرقات في المدينة، وسُحِب صاعق استغلال الحادثة.