هذا ما أمر به الإسلام وجعل ذلك في مقام الجهاد في سبيل الله. ولتعلمي أن طاعتك لزوجك مقدمة على طاعة والديك، فالرجل لا يقدِّم أحداً على أمه في البرِّ، بينما لا ينبغي للزوجة أن تقدِّم أحداً على زوجها في الطاعة؛ وذلك لعِظَم حقه عليها. وعلى هذا الأساس لا يجوز للمسلمة أن تهين زوجها أو تسيء إليه أو تمتنع عن قضاء حاجياته ما كانت في رضا الله، فإذا طالبها بشيء مخالف لشرع الله فمن حقها أن ترفضه لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولم يتبين من رسالتك يا ابنتي الكريمة أن زوجك قد طلب منك أي طلب يخالف شرع الله. بل في حالة إساءة زوجك إليك عليك مقابلة ذلك بحسن التودد وجميل المعاشرة وبالتسامح، وعدم المبالغة في العتاب، فلك في ذلك أجر عظيم. طاعة الزوجة لزوجها حديث أم معبد في. أما الزوجة التي تسيء إلي زوجها وتظلمه فإن الجنة تحّرم عليها وإن صلت وصامت. أما تعلمين يا قرة العين أن حقوق زوجك عليك عظيمة، ولو كان ثمة سجود في شرعنا لأحدٍ من البشر لكان من الزوجة لزوجها؛ لعظم حقه عليها. فعن أبي هريرة رضي اللَّهُ عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: (لَوْ كُنْتُ آمِراً أحَداً أَنْ يسْجُدَ لأَحدٍ لأَمَرْتُ المرْأَة أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا). ابنتي.. أما تعلمين أن خروج المرأة من البيت دون إذن الزوج من المحرمات، بل إن الله تعالى منع المرأة المطلقة رجعيّاً أن تخرج من بيتها فكيف إن لم تكن كذلك؟!
والسبب (أنهما صبرا عليه كثيرا وتمدا في الأمر ولم يفعل ما طلباه منه)!! ما هذا يا ابنتي الغالية؟ وما هي جريمة هذا الزوج حتى يُفعل به كل هذا؟ كنت أود ذكر الجريمة التي أرتكبها هذا الرجل حتى نكون منصفين في الحكم وإسداء النصيحة.. ورغم ذلك كان الرجل حريصا على التواصل معكم فأرسل أمه إليكم!! في عرفنا أنه عندما يأتي من أساء إلينا، فهذا بمثابة اعتذار وإنهاء لأي مشكلة. وطبيعي عند اللقاء يحدث بعض العتاب واللوم لتصفى النفوس وتعود المياه إلى مجاريها كما كانت.. أما أنك تذكري أنه قد حكا لأمه ما كان بينكما وتشيري إلى أنك قد حذرته من مغبة ذلك (رغم تحذيري له وضرب بكل شيء عرض الحائط) وتعللي ذلك أنه أراد بذلك حماية نفسه (إذا حدث طلاق)!! طاعة الزوجة لزوجها حديث يا ابن. فهل الرجل يحتاج لشيء يؤمن به نفسه إذا فكر في طلاقك؟ ثم تتجاوزي في ظلمك له ولأمه وتصفيها بأنها شريرة (أمه شريرة لا تقف مع الحق)!!! ورغم كل ذلك تذكري أنك تحدثتِ معها بعصبية (كنت أتحدث بعصبية معها وفلتت أعصابي مني بسبب أسلوبها)!! ثم تقولين (لا أريد الطلاق ولا أستطيع العيش معه جيدا) فماذا تفعلين؟ ابنتي الفاضلة.. الحياة الزوجية يجب أن تقوم على الاحترام، ولا يجوز بأي حال أن يصدر من الزوجة ما يسيء إلى زوجها أو الحط من مكانته، وعلى الزوجة أن تطيع زوجها في المعروف وتحسن معاشرته.
الجواب بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نرحب بكِ علي صفحة الاستشارات بموقع المسلم، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يربط على قلبك، وأن يسترك بستره الجميل، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، كما نشكركِ على حسن ظنكِ بموقعنا الكريم، وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق في الرد على رسالتك. الحياة الزوجية الناجحة هي الحياة القائمة على الحب والاحترام والاهتمام؛ وهي الرباط المقدس الذي سماه المولى عز وجل بالميثاق الغليظ، لذلك تبذل الزوجة كل جهدها من أجل إنجاح تلك الحياة، هذا الجهد يكون أجمل ما يمكن حينما تحصد نتائجه من السعادة والراحة، والطمأنينة. ما هي خضراء الدمن - مخزن. لذلك يجب على كل زوجة أن تعلم مكانة الرجل الذي ارتضت أن تكمل معه مسيرة حياتها، كما تعلم جيدا حقوقه التي أوجبها عليها الإسلام. كما يجب أن تعلم الزوجة أيضا أن الحب والتقدير أساس الحياة الزوجية، وعليها أن تقدم من وقت لآخر بعض التضحيات لإنعاش الحياة واستكمال مسيرة الحياة. ابنتي الكريمة.. حقيقي كنت منصفة في عرض مشكلتك، وهذا من شأنه ييسر الحل والنصيحة، وحقيقي قرأت رسالتك عدة مرات حتى أضع يدي على سبب مشكلتك وطبيعة العلاقة بينك وبين زوجك، وما إن كان زوجك قد أخطأ في حقك أو في حق أهلكِ أو قصر معك في أي شيء، فلم أجد، فأنتِ لم تذكري شيئاً سيئا عن زوجك، وكل ما ورد في رسالتك يوضح أنك لم تعي بعد مكانة الزوج في الإسلام، ولا حقوقه عليك، ولا قيمة وعظمة هذا الرباط المقدس الذي يربطك بهذا الزوج الكريم.. إذن المشكلة منك، وحلها بيدك.