تاريخ النشر: 2011-09-13 07:51:40 المجيب: د. محمد عبد العليم تــقيـيـم: السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة حافظة للقران الكريم، محافظة على صلاتي وحجابي، أسأل الله أن يثبتني ويزيدني من فضله، لكن لا أدري لماذا أشعر دائماً بضيق شديد ورغبة في البكاء بسبب وبدون سبب، أخشى أن الله غير راض عني، أصبحت أغضب بسرعة ولأتفه الأسباب، أحياناً أكون في سعادة، لكن فجأة وبدون سبب أشعر بهمّ وغم وضيق بصدري، ولو كنت على شاطئ البحر أو بين أهلي وصديقاتي المقربات!! أنا دائمة التفكير بكل شي، ربما صغار الأمور أفكر بها أكثر من كبارها، أحياناً أكره نفسي وأكره كل شيء في الوجود، وأشعر أن الجميع يكرهني، أتمنى الموت أحياناً من شدة الهم والضيق الذي أشعر به. فكرت مرارا أن أترك وظيفتي، لكن أعلم أن ذلك لن يزيد حالي إلا سوءاً، أشعر أني لا أستحق الوظيفة التي أعمل بها، أو بالأصح لست أهلاً لها أو أن هناك من هو أفضل مني، وربما يفيد الطالبات أكثر مني، أحاسب نفسي دائماً على كل قول أو فعل أفعله، وكأنني أحقق مع نفسي. البكاء بدون سبب في علم النفس. كنت منذ فترة أعاني من وسواس قهري شديد في الطهارة والصلاة، لكن تخلصت منه بفضل الله ثم بكثرة الدعاء. جزيتم خير الجزاء، وبارك الله فيكم.
قبل أن نتحدث عن العلاج الدوائي أود أن ألفت نظرك إلى أن الاكتئاب النفسي أيّا كانت درجته وسببه يُعالج من خلال بناء تفكير إيجابي جديد مخالف للفكر الاكتئابي، وبناء الأفكار الإيجابية يأتي من خلال تجاهل الأفكار السلبية، وأن يستشعر الإنسان ويتذكر ويركز على الأشياء الطيبة والجميلة في حياته، وفي نفس الوقت زيادة الأنشطة الحياتية واليومية ينقل الإنسان إلى مرحلة من الشعور النفسي السلس والمريح، وينتج عن ذلك الشعور بالرضا، وهذه أيضاً وسيلة طيبة لمقاومة الاكتئاب النفسي. إن شاء الله تعالى هذه الموجة الاكتئابية تكون عابرة، وأنت تحدثت عن المشكلة العاطفية التي مررت بها، فربما تكون سبباً مرسباً لهذا الشعور بالكدر والضجر الذي أتاك، وهنا أود أن أذكرك أن هذه العلاقات العاطفية كثيراً لا يكون فيها أي نوع من الخير، وهذه العلاقة التي انتهت يجب أن لا تأسي عليها، ويجب أن يكون توجهك هو أن تسألي الله تعالى أن يهب لك الزوج الصالح، فما حدث ربما يكون خيراً لك، من يعلم ومن يدري، لابد أن تتكيف مشاعرك بصورة وصياغة إيجابية جديدة. أرجو أن تجعلي لحياتك معنى، وتركزي على دراستك، وتديري وقتك بصورة جيدة.
وفي غضون ذلك، كشفت إحصاءات نشرها موقع "هيلث لاين" إلى أن النساء يملن للبكاء أكثر من الرجال، وهو ما أرجعته النظريات البحثية إلى الهرمونات، حيث يزيد إفراز النساء من هرمون البرولاكتين، الذي ربما يعمل على تعزيز الرغبة أو الميل للبكاء. ص23 - كتاب الدرر الثرية من الفتاوى البازية - حكم البكاء بسبب المرض - المكتبة الشاملة. وأشار الباحثون في السياق نفسه إلى أن نوبة البكاء من الممكن أن تشير إلى تقلب مستويات الهرمون لديك، مع لفتهم إلى أن تلك المستويات قد تتأثر بأي عدد من الأشياء، بما في ذلك مقدار النوم الذي تتحصلين عليه، مستويات التوتر وكذلك الأدوية. وتحدث الباحثون أيضا عن سبب آخر قد يقف وراء ميل النساء للبكاء بدون سبب ألا وهو الحمل، نتيجة لكل ما يشهده الجسم من تغيرات خلال فترة الحمل، فضلا عن أن قلة النوم قد تزيد من احتمالات الدخول في نوبات بكاء بلا سبب. ولهذا ينصح الباحثون بضرورة استشارة طبيب متخصص في حالة تكرار تلك النوبات على هذا النحو.