كما تجدر الإشارة إلى أن خط النسخ يساعد الكاتب على السير بقلمه بسرعة أكثر من خط الثلث ، وذلك لصغر حروفه وتلاحق مدّاته ، إذ أن قلم النسخ يساوي الثلث عرضاً من قلم خط الثلث وخط النسخ نوع جميل وسهل. خامساً – الخط الديواني: كان الخط الديواني وجلي الديواني والطغراء تسمّى بمجموعة الخط الهمايوني أي الخطوط المقدسة ، ويرجع ذلك لأنها كانت سرّاً من أسرار القصور السلطانية ، لا يعرفها إلا كاتبوها ، وكانت تُستعمل في كتابة التعيينات والأوسمة والنياشين والمناصب الرفيعة والأوامر الملكية والتوقيعات. ثم بعد ذلك سمّي ذلك الخط بالخط الديواني لاستعماله في الدواوين الرسمية الحكومية ، وأول من وضع قواعده هو إبراهيم منيف التركي. ثم جاء الخطاط المصري ( مصطفى غزلان) المتوفى سنة ( 1356هـ) فجوّده وزاده جمالاً وحسنا ورونقاً ، حتى أنّ الخط الديواني سمّي باسمه بالخط الغزلاني نسبةً إليه و وضع كرّاسةً تعليميةً فيه. أنواع الخطوط العربية – أنواع الخطوط: الخط الكوفي – خط النسخ – خط الديواني – خط الرقعه – خط الثلث – خط الأندلسي. وممن اشتهر بالخط الديواني من المصريين حالياً الخطاط محمد عبد القادر- والحاج زايد- والخطاط محمد عبد العال. الخط الديواني الجلي: الخط الديواني الجلي هو من فروع الخط الديواني الذي يحمل خصائصه ومميزاته. وهو الخط الذي عُرف في نهاية القرن العاشر الهجري وأوائل القرن الحادي عشر.
محاضرات وورش تقام على هامش المعرض مجموعة من المحاضرات وورش العمل الخاصة بالخط، الأولى: محاضرة الدكتور صاواش جويك، بعنوان العمل التشريحي وخصائص التركيب لمخطوطات الديواني الجلي، والثانية: لمنتصر حمدان بعنوان تجارب ورؤى نقدية. أما المحاضرة الثالثة: للبروفسور مصطفى دوغور أرمان، بعنوان أسلوب سامي أفندي في الديواني الجلي، وختام الورش مع الخطاط تاج السر حسن، في محاضرة بعنوان المؤتلف والمختلف. «الجلي الديواني».. الحرف بلغة لونية تشكيلية. مشاركون ضم المعرض لوحات خطية لكل من: أحمد أبوحفص، أنور الحلواني، تاج السر حسن، حسين جلبي، حسن آل رضوان، حسين حسني توركمن، خالد الساعي، سيد أحمد دبلر، صاواش جويك، عباس علي بومجداد، عبدالباقي أبوبكر، عبدالرحمن دبلر، عبدالرزاق المحمود، عبدالرزاق قرة قاش، عدي الأعرجي، فاطمة سعيد البقالي، محفوظ ذنون، محمد أديب علي، محمد فاروق الحداد، منتصر الحمدان، مهند الساعي، نرجس نورالدين، وسام شوكت. وقال الخطاط السوداني تاج السر حسن، إن «هذا النوع من المعارض المتخصصة يفي الأسلوب حقه من الظهور، فيتعرف المتلقي أكثر إلى نوع الخط، خصوصاً أن هذا الخط كان يكتب في البراءات في الديوان السلطاني فقط». وأضاف: «يتميز هذا الخط بكونه يحمل الطواعية في التكوين، بحيث يلتزم الخطاط بالقاعدة، كما أنه يمكن أن يقدم الخطوط بأحجام مختلفة، فالخطاط له الحرية الكاملة في إحكام نسيج الكتابة وفق التكوين الخارجي، وهذا لا يوجد في أي نوع آخر من الخطوط».
للوقوف على هذه التجربة الإبداعية أجرت «الخليج» الحوار التالي معه. بعد تجربتك الطويلة في عالم الخط، ما هي الشروط التي يجب أن تتوافر لدى من يريد تعلم هذا الفن؟ دائماً نكتب على السبورة لأي شخص يأتي لتعلم الخط ثلاثة أشياء، هي حب الخط والصبر والاستمرار، بدونها لا يمكن التعلم، إذا أحببنا الخط سيتولد الصبر والاستمرار، وإذا صبرنا على إعادة الدرس وعلى تعليمات المدرس سنصل إلى أسرار الكتابة مع الاستمرارية، فالخط روح موجودة في الجسم، والخط هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية، تطلع بالحب بالإبداع بالوقت، بالنظر بالتمعن بالصبر. بداية نعرض على المتعلم أنواع الخط العربي، سواء النسخ أو الرقعة أو الجلي الديواني والثلث والكوفي وغيرها، لنعرف ميوله نحو أي خط، وغالباً تكون البداية بخط الرقعة لأنه الأسهل، ثم الديواني، ثم الديواني الجلي، ثم خط النسخ وخط الثلث، حيث توجد خطوط سهلة وخطوط صعبة، وفي النهاية يتعلم الشخص الخطوط جميعها بالتدريج. لك تجربة خاصة تقوم على دمج الخط بالرسم هل لنا أن نتعرف إلى هذه التجربة؟ في بداية موهبتي بعمر 12 سنة كان لدي ميول للرسم، أرسم الطرقات، البحر، السماء، الطيور، الورود، وقد تعلمت الخط لأنه نوع من الرسم فإذا نظرنا للفراغات خارج الحرف وداخله في أنواع الخطوط العربية نجد أشكالاً كالدائرة والبيضاوي والمثلث والمربع، كما نجد أشكالاً قريبة للطبيعة.
ت + ت - الحجم الطبيعي مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا يتسم عالم فن الخط العربي والخطاطين بشكل عام بالرصانة والوقار والعمل النوعي والذي يتجــلى فــي «مركــز دبــي لفــن الخــط العربــي»، من خلال أنشطتــه النوعــية التي تشمل المعارض وسلسلة المحاضرات و«الكتالوغات» الخاصة بالمعارض والندوات التي تعتبر مرجعاً أكاديمياً قائماً بحد ذاته. وبهــدف تسليــط الضــوء علــى نشــاط المــركز المقبــل الحــادي عشــر وهــو «معرض الديواني الجلي» الذي يفتتح مساء الثلاثاء 6 يناير في غاليري «الفرجام» في قرية البوابة بمركز دبي المالي العالمي، التقت البيان بالخطاطة الأكاديمية فاطمة البقالي المسؤول التنفيذي لمشاريع المركز وفاطمة الصايغ مديرة الاتصال المؤسسي. نخبة النخبة تقــول فاطمــة البقالــي في بداية اللقاء عن الجانب الأكاديمي للمعرض: «يعتمد المركز في نهجه التخصصي الأكاديمي، على أفضل المعايير، ونظراً لأن فريق عمل المركز من الخطاطين فلا بد أن تكون المعايير نوعية ليتم دعوة نخبة النخبة من أساتذة الخط في العالم من المخضرمين وممن تتلمذوا على أيديهم والحاصلين على جوائز دولية». وتحكي عن تميز المركز على بقية المراكز المشابهة في العالم العربي قائلة: «أصبح مركز دبي لفن الخط العربي منذ انطلاقته عام 2009، منارة ومرجعاً للخطاطين وعشاق الخط، يكفي القول إن الكتيبات التي يصدرها والمرتبطة بالمعارض والجلسات بأنواعها بمثابة مرجع نوعي في توثيق تاريخ الخط غير المتوفر بالعربية والذي يتناقله أساتذة الخط من جيل إلى آخر شفاهة.
وأشارت إلى أن «الصعوبات التي تواجه الخطاط تكون في المادة التي تعمل عليها، فهناك مجموعة من الأمور التي تواجه الخطاط، منها نوعية الورق الذي قد يتمزق حين يُغسل بالماء مرتين». واعتبرت المعرض فرصة مهمة لتجمع الخطاطين، خصوصاً أنه يمنح المشاهد فرصة التعرف إلى خط معين. أما الفنان العراقي وسام شوكت، فشارك بثلاثة أعمال، ورأى أن «إلقاء الضوء على خط معين أمر مهم»، منوهاً بأن «نصوصه تنوّعت بين البسملة والحكمة، وبين أنه اعتمد على النمط الكلاسيكي قليلًا، وذلك لأن هذا الخط أتى من فرمانات الدولة العثمانية، فقدم عملين في تكوينات دائرية وحرة». وشدد شوكت على أنه «يطمح الى التطوير في الخط، فيبدع التكوينات، ويخرج عن الإطار المألوف»، منوهاً بأنه ضد التكرار، معتبراً هذا المعرض الأول على مستوى العالم الذي يقام لهذا النوع بالذات، خصوصاً أن هذا الخط، لم يتطوّر كثيراً في زمن الدولة العثمانية، لأنه خط وظيفي، فكان يحرم على الموظفين استخدامه في الحياة العامة. وشدد على أن «المشكلة الأساسية مع الخط تكمن في النظرة الى الخطاطين على أنهم حرفيون، وليس على أنه فن، وهذا يلام عليه الخطاطون الذين وقعوا في فخ التكرار والرتابة».