{وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} وهي أيضًا من أعمال القلب ويدخل في عمل الجوارح لأن من تمام التوكل الأخذ بالأسباب؛ فالمتوكل قد شغل قلبه بالاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب ومدبر الأمور، وشغل جوارحه بتعاطي الأسباب التي شرعها سبحانه، وأباحها لعباده، فقلبه مشغول بالثقة بالله والاعتماد عليه والإيمان به، وكذلك جوارحه مشغولة بما أباح الله وشرع من الأسباب. تفسير قوله تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. وبهذا يتحقق التوكل ، فليس بمتوكل من أهمل الأسباب، وليس بمتوكل من تعاطى الأسباب وضيع الثقة بالله والاعتماد عليه وإنما المتوكل من جمع بينهما، فهذا هو المتوكل الحقيقي، فمن ترك الأسباب فهو عاجز عن عمله وليس بمتوكل. {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} وهي من صفات المؤمنون ومن الأعمال التي ينشغل بها القلب واللسان وبقية الجوارح، فالقلب مشغول بها تعظيمًا لها، واستحضارًا وخشوعًا، واللسان مشغول بها من قراءة وتسبيح، والبدن كله مشغول ركوعًا وسجودًا وقيامًا وقعودًا، فقد جمعت أنواع العمل وبها يزداد الإيمان ويقوى، وهي عمود الإيمان وعمود الإسلام من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع. {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} هذه أحد صفات أهل الإيمان الكُمَّل، ينفقون مما رزقهم الله، زكاة وغير زكاة ينفقون في وجوه البر وأعمال الخير ويخرجون الزكاة، وينفقون على من تحت أيديهم من زوجات وأولاد وغير ذلك فالمسلم ليس ببخيل بل منفق للمال في الوجوه التي يحبها الله.
روى الترمذي في سننه من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ، عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللهِ"[1]. انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم 🌿💜 _ منصور السالمي - YouTube. وقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم - كثير البكاء من خشية الله، وكذلك الصالحون من قبل ومن بعد، وقد توعد الله أصحاب القلوب القاسية بأشد الوعيد، فقال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الزمر: 22]. ثانيًا: في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ﴾ [الأنفال: 2] فيها التصريح بزيادة الإيمان، وقد صرح تعالى بذلك في مواضع أخرى، كقوله: ﴿ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [التوبة: 124]. وقوله ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 4].
ت + ت - الحجم الطبيعي (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).. وردت هذه الآية ضمن سورة الأنفال الآية رقم 2.. تفسير: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون). لكن ما أسباب نزولها ومن خاطبت؟ وما هي الغاية منها والحكمة من ورائها؟ مفتي مصر الأسبق دكتور نصر فريد واصل، يقول إن سورة الأنفال هي سورة مدنية نزلت عقب غزوة بدر، التي كانت فاتحة الغزوات. وسميت بهذا الاسم؛ لورود كلمة الأنفال بها، وهي تعني لغويا "الغنائم"، حيث كان المسلمون بعد النصر يختلفون حول كيفية توزيع الغنائم فيما بينهم. واتفق المفسرون، ومن بينهم ابن عباس، على أن الله أراد بهذه الآية أن يبيّن موقف المنافقين بأنهم لا يستمعون إلى القرآن وإذا استمعوا إليه، لا يدخل قلوبهم ، ولا تخشع قلوبهم ولا تلين، ولا يصلون ولا يؤدون الزكاة وأنهم ليسوا مؤمنين. أما المؤمنون فوصفهم الله بخمس صفات، وبشرهم بأعلى الدرجات، مشيرا إلى أن الصفة الأولى (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ)، وهنا وجلت تعني استشعار الخوف من الله، حيث تعني هذه الآية أن المؤمنين الصادقين إذا ذُكرت صفات الله خافت قلوبهم وفُزعت استعظاما لجلاله.
وهذا مذهبٌ أشار إليه البخاري في قوله " باب من قال إن الإيمان هو العمل " وقال الشيخ ابن أبي زيد «وأن الإيمان قولُ باللسان واخلاصٌ بالقلب وعملٌ بالجوارح يزيد بزيادة الأعمال وينقص بنقص الأعمال فيكون فيها النقص وبها الزيادة» ، وهو جار على طريقة السلف من إقرار ظواهر القرآن والسنة ، في الأمور الاعتقادية ولكن وصف الإيمان بالنقص لا داعي إليه لعدم وجود مقتضيه لعدم وصفه بالنقص في القرآن والسنة ولهذا قال مالك الإيمان يزيد ولا ينقص.
تاسعًا: من فضل ثواب المؤمنين: قربهم من الله لقوله تعالى: ﴿ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾. عاشرًا: أن المؤمنين قبل دخول الجنة يطهرون من النقائص والذنوب، لقوله تعالى: ﴿ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ [محمد: 15]. الحادي عشر: رزق المؤمنين في الجنة لا تبعة فيه مع سعته، وحسنه، ودوامه، لقوله تعالى: ﴿ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال: 4]. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
للبحث في شبكة لكِ النسائية: 1 likes (دار لكِ لـ تحفيظ القرآن - منتديات لكِ النسائية - الأرشيف)... 02-04-2015, 07:58 AM #1 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} الأنفال2 { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ} الألف واللام للاستغراق لشرائع الإيمان. { الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} أي: خافت ورهبت، فأوجبت لهم خشية الله تعالى الانكفاف عن المحارم، فإن خوف الله تعالى أكبر علاماته أن يحجز صاحبه عن الذنوب. { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً} ووجه ذلك أنهم يلقون له السمع ويحضرون قلوبهم لتدبره فعند ذلك يزيد إيمانهم. لأن التدبر من أعمال القلوب ، ولأنه لا بد أن يبين لهم معنى كانوا يجهلونه ، أو يتذكرون ما كانوا نسوه، أو يحدث في قلوبهم رغبة في الخير، واشتياقاً إلى كرامة ربهم، أو وجلاً من العقوبات، وازدجاراً عن المعاصي، وكل هذا مما يزداد به الإيمان.