إنّ فكره الكمال هذه لا يمكن أن تأتي إلا من كائن كامل، أي الله، فوجود الله بالنّسبة إلى ديكارت حقيقة مباشرة كحقيقة وجود مخلوق مفكّر. هذا بشكل موجز ويسير ما استوحيناه من أدلّة ديكارت العقليّة لإثبات وجود الله، مع الإشارة إلى أنّه ليس الفيلسوف الوحيد الّذي بحث واستحضر الأدلّة، بل سبقه كثيرون، ولحقه آخرون، ومن أبرزهم الشّيخ الرّئيس ابن سينا، وغيره من الفلاسفة.. إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
[٩] القول الثالث: قول الإمام مالك؛ يربِطُ الإمامُ مالك حُكمَ صلاةِ المأمومِ بقصدِ الإمام، فإن تعمَّدَ الإمام الصَّلاة بالنَّاس على جنابةٍ بَطُلَت صلاتُه وصلاةُ المأمومين جميعهم، أمَّا إن كانَ ناسياً فلا تبطل صلاة المأمومين بذلك أبداً. [٩] ما يحرم على الجنب إنَّ الجنابةَ شأنُها شأنُ الحيضِ والنَّفاس ، ويَحرُمُ بِها ما يَحرُمُ بالحدث الأصغر -أي كخروجِ الرّيحِ أو الذّهاب للغائط-، فالتَّطهّر منها كلِّها شرطٌ لقبول العبادات، ومِن جُملَةِ هذهِ الأمور المُحرَّمة على الجُنُب ما يأتي: [١٠] [١١] أوَّلاً: الصَّلاة؛ وأنواعُ السّجودِ تأتي تَبَعَاً للصَّلاةِ؛ كسجودِ التلاوة، وجميعها ممنوعةٌ على الجُنُبِ، بدليلُ قوله -تعالى-: (إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا فَاطَّهَّرُوا). [١٢] ثانياً: الطَّواف حول الكعبة؛ حيث يُمنَعُ على الجُنُبِ الطَّواف في الحرم المكِّي حول الكعبةَ، فرضاً كانَ كطوافِ الإفاضة ، أو سنَّة كانَ كطوافِ الوداع، ودليل ذلك قول رسولِ الله -صلى الله عليهِ وسلم-: (الطَّوافُ بالبيتِ صلاةٌ) ، [١٣] ووجه الدَّلالة من الحديث أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُقرّر أنَّ الطَّواف كالصَّلاة يجب له ما يجب لها، والصَّلاة محرَّمةٌ على الجُنُبِ فيكون الطَّواف أيضاً محرَّمٌ عليه.
وهنا نجد احد أوجه الاختلاف بين المفهوم الاسلامى والفلسفة الغربية العقلية التي لم تتميز في برهنتها على وجود الله تعالى بين الوجود والماهية، اى ترى إمكانية إدراك أو تصور العقل لوجود وماهية عالم الغيب ،لأنها تنظر إلى العقل باعتباره وجود مطلق ، وليس فاعليه معرفيه محدودة تكوينيا بالسنن الالهيه في إدراكه لعالم الشهادة، و تكليفيا بالوحي في إدراكه لعالم الغيب كما في المفهوم الاسلامى. الإيمان بالغيب لا يناقض العلم أو العقل:وهكذا فإن الإيمان بالغيب(والذي يتضمن إثبات وجود الله تعالى) في المفهوم الاسلامى لا يترتب عليه إنكار الوجود الموضوعي (الحقيقي) للوجود الشهادي أو انضباط حركته بسنن إلهية لا تتبدل (السببية) "فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً"، أو إنكار كون العقل هو وسيلة لمعرفته ،لأنه اعتقاد موضوعه وجود غيبي مطلق عن قيود الزمان والمكان، مفارق للوجود الشهادى المحدود بالزمان والمكان. وأخيرا فان المفهوم الاسلامى يقوم على اسبقيه الإيمان بالغيب كأساس للدين (أو الميتافيزيقا بالمصطلح الفلسفي الغربي)على كل نشاط علمي أو عقلي أو فلسفي ، ذلك أن العلم بما هو الكشف عن القوانين (السنن) التي تحكم حركة الأشياء والظواهر والإنسان، يقوم على التجربة والاختبار العلميين ولكنه في ذات الوقت يقوم على مسلمات سابقة على التجربة مثل الموضوعية والحتمية…كما أن كل مذهب فلسفي إنما ينطلق من مسلمات غير قبله للنفي أو الإثبات بالتجربة العلمية.
وهذا الوجود الأكمل على الإطلاق هو الذي نطلق عليه اسم الله(د. طه حبيشي/ أدلة الفلاسفة على وجود الله تعالى). ثالثا:من أدله إثبات وجود الله في الفلسفة الحديثة: ا/الدليل الأنطولوجي: وقال به ديكارت يعرف أيضا بالبرهان السبي، و يعتمد على مبدأ أنه: إذا وجد أي شيء فلابد من وجود شيء آخر هو سببه بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وقد وجد ديكارت من بين أفكاره الفطرية فكرة الكائن الكامل اللامتناهي، التي لا يمكن أن يكون هو سببها لأنه شاك فهو ناقص، إذ أن الشك ينطوي على النقص، ولما كان ما هو ناقص لا يمكن أن يكون سبباً لما هو كامل فمن المحال أن نحصل على فكرة الكمال اللامتناهي من تراكم أفكار أشياء متناهية، لأن المتناهيات لا يمكن أن تؤدي إلى لا متناهي. ما هو الدَّليل المُقنع على وجود الله وعلى أن محمدًا رسولٌ حقًّا من عند الله - فقه. وأخيراً لما كان الوجود الموضوعي الصوري للفكرة لا يمكن أن ينشأ من قبل كائن موجود بالقوة حسب، بل من قبل كائن له وجود صوري وفعلي أيضاً، فإنه ينبغي أن نستنتج أن سبب فكرة الكمال اللامتناهي هو كائن كامل لا متناهي بالفعل وهو الله. فالله باعتباره الكائن الكامل اللامتناهي موجود ضرورة. ب/الدليل الشخصي: وهو دليل مأخوذ من دليل السابق، مؤداة أنه موجود غير تام الكمال، ناقص، وهو بالتالي ليس الكائن الوحيد في الوجود، إذ لابد لوجوده من علة، والعلة لابد أن تكون مكافئة على الأقل للمعلول إن لم تكن أكثر منه فضلاً وكيفاً،وديكارت لو كان علة وجود نفسه، لكان يستطيع أن يحصل من نفسه لنفسه على كل ما يعرف أنه ينقصه من الكمالات، لأن الكمال ليس إلا محمولاً من محمولات الوجود، والذي يستطيع أن يهب الوجود يستطيع أن يهب الكمال.
[١٩] أما كيفيةَ الاغتسال للجنابة غُسلاً تامَّاً ممَّا أُثِرَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو فيما يأتي: [٢٠] أولاً: النّيةُ: ولا يُشتَرَطُ فيها التّلفُّظُ بالِلّسانِ. ثانياً: البسملة: وتكونُ بابتداءِ الغُسل بقول -بسمِ الله-. ثالثاً: الإتيانُ بأفعالِ الوضوءِ: فيأتي المسلمُ بأفعال الوضوء كاملةً -من مضمضة واستنشاق وغسل اليدين ومسح الرأس... -، وكأنَّه يتوضّأ للصلاةِ. رابعاً: إراقةُ الماءِ على الرأس: ويعيدهُ المُغتسِل ثلاثَ مراتٍ. خامساً: تعميمُ البدنِ بالماءِ: ويبدأ المُغتسِل بالشقِّ الأيمنِ قبلَ الأيسر. المراجع ↑ دبيان الدبيان (2005ك)، موسوعة أحكام الطهارة (الطبعة الثانية)، الرياض: مكتبة الرشد، صفحة 251-253، جزء 11. بتصرّف. ↑ سورة المائدة، آية: 6. الدليلُ الوجودي في إثبات وجود الله تعالى - منتدى الكفيل. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 275، صحيح. ↑ وهبة الزحيلي (1418ه)، التفسير المنير (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر المعاصر، صفحة 85، جزء 5. بتصرّف. ↑ سورة النساء، آية: 43. ↑ مجموعة من المؤلفين (2009م)، فتاوى الشبكة الإسلامية ، صفحة 1700، جزء 11. بتصرّف. ↑ ابن القطان الفاسي (2004م)، الإقناع في مسائل الإجماع (الطبعة الأولى)، مصر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، صفحة 144، جزء 1.
وقت وفاة أبي طالب قال زياد البكائي عن ابن إسحاق: إن خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد، وكان هلاكهما بعد عشر سنين مضين من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مهاجره صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين. وذكر ابن قتيبة أن خديجة توفيت بعد أبي طالب بثلاثة أيام. وفاة أبي طالب - بوابة السيرة النبوية. وذكر البيهقي نحوه. وعن الواقدي: توفيت خديجة قبل أبي طالب بخمس وثلاثين ليلة، وقيل غير ذلك. مساندة أبي طالب لابن أخيه فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تكن تطمع فيه في حياة أبي طالب، حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه تراباً، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته والتراب على رأسه، فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « لا تبك يا بنية فإن الله مانع أباك ».
وفاه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذكر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وما ورد من الأحاديث النبوية من الأخبار بمقتله وكيفيته: كان أمير المؤمنين رضي الله عنه قد تنغصت عليه الأمور، واضطرب عليه جيشه، وخالفه أهل العراق، ونكلوا عن القيام معه. واستفحل أمر أهل الشام، وصالوا وجالوا يمينا وشمالا، زاعمين أن الإمرة لمعاوية بمقتضى حكم الحكمين في خلعهما عليا وتولية عمرو بن العاص معاوية عند خلو الإمرة عن أحد، وقد كان أهل الشام بعد التحكيم يسمون معاوية الأمير. موت علي بن ابي طالب. وكلما ازداد أهل الشام قوة ضعف جأش أهل العراق، هذا وأميرهم علي بن أبي طالب خير أهل الأرض في ذلك الزمان، أعبدهم وأزهدهم، وأعلمهم وأخشاهم لله عز وجل، ومع هذا كله خذلوه وتخلوا عنه حتى كره الحياة وتمنى الموت، وذلك لكثرة الفتن وظهور المحن، فكان يكثر أن يقول: ما يحبس أشقاها، أي ما ينتظر؟ ماله لا يقتل؟ ثم يقول: والله لتخضبن هذه ويشير إلى لحيته من هذه ويشير إلى هامته. كما قال البيهقي: عن الحاكم، عن الأصم، عن محمد بن إسحاق الصنعاني، ثنا أبو الحراب الأحوص بن جواب، ثنا عمار بن زريق، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد قال: قال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه للحيته من رأسه فما يحبس أشقاها؟ فقال عبد الله بن سبع: والله يا أمير المؤمنين لو أن رجلا فعل ذلك لأبدنا عترته.
ثانيًا: أنَّ شفاعةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لِعَمِّه اقتصرت بعد نزول الآيات الكريمات على تخفيف العذاب عنه، فعن العبَّاس بن عبدالمطَّلِب رضي الله عنه أنه قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: "ما أغنيتَ عن عَمِّكَ، فإنه كان يَحُوطُكَ ويغضبُ لكَ؟"، قال: ((هو في ضَحْضَاحٍ [4] من نارٍ، ولولا أنا لكان في الدَّرْكِ الأسفلِ من النَّار)) [5]. وعن العبَّاس رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أَهْوَنُ أهل النَّار عذابًا أبو طالب، وهو مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ، يغلي منهما دِماغُهُ)) [6] ، وفي روايةٍ: ((ما يَرى أنَّ أحدًا أشدُّ منه عذابًا، وإنَّه لأهوَنُهم عذابًا)) [7]. ثالثًا: أنَّ الشِّرك لا تنفعُ معه طاعة، ولا يَقبل الله من صاحبه صَرْفًا ولا عَدْلاً، ولا فَرْضًا ولا نَفْلاً؛ بل هو مُحْبِطٌ لجميع الأعمال الصالحة، كبيرها وصغيرها، هذا حُكْمُ الله تعالى في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الفرقان: 23]. وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65].