تاريخ النشر: الخميس 10 محرم 1432 هـ - 16-12-2010 م التقييم: رقم الفتوى: 145031 19682 0 241 السؤال ما معنى قول الله تعالى: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فمعنى الآية: وليخف الذين لو ماتوا وتركوا من خلفهم أبناء صغارا ضعافا خافوا عليهم الظلم والضياع، فليراقبوا الله فيمن تحت أيديهم من اليتامى وغيرهم، وذلك بحفظ أموالهم، وحسن تربيتهم، ودفع الأذى عنهم. وقيل: إن المراد بها الأمر لمن يحضر من حضره الموت وأجنف في وصيته، أن يأمره بالعدل في وصيته والمساواة فيها. قال الشيخ السعدي في تفسيره: قيل: إن هذا خطاب لمن يحضر من حضره الموت وأجنف في وصيته، أن يأمره بالعدل في وصيته والمساواة فيها، بدليل قوله: { وليقولوا قولا سديدا} أي: سدادا، موافقا للقسط والمعروف. فصل: قال الفخر:|نداء الإيمان. وأنهم يأمرون من يريد الوصية على أولاده بما يحبون معاملة أولادهم بعدهم. وقيل: إن المراد بذلك أولياء السفهاء من المجانين والصغار والضعاف أن يعاملوهم في مصالحهم الدينية والدنيوية بما يحبون أن يعامل به من بعدهم من ذريتهم الضعاف { فليتقوا الله} في ولايتهم لغيرهم، أي: يعاملونهم بما فيه تقوى الله، من عدم إهانتهم والقيام عليهم، وإلزامهم لتقوى الله.
ثم أمرهم بأن يقولوا لليتامى مثلَ ما يقولون لأولادهم بالشفقة وحُسنِ الأدبِ، أو للمريض ما يصُده عن الإسراف في الوصية وتضييعِ الورثةِ يذكّره التوبةَ وكلمةَ الشهادةِ أو لحاضري القسمةِ عذرًا ووعدًا حسنًا أو يقولوا في الوصية ما لا يؤدّي إلى تجاوز الثلث
وثانيها: أنه أمر لمن حضر المريض من العوّاد عند الإيصاء بأن يخشوا ربهم أو يخشوا أولاد المريض ويشفقوا عليهم شفقتهم على أولادهم فلا يتركوه أن يضرّ بهم بصرف المال عنهم، ونسب نحو هذا إلى الحسن وقتادة ومجاهد وسعيد بن جبير.
فالمعنى: لو شارفوا أن يتركوا ذرية ضعافا لخافوا عليهم من أولياء السوء. والمخاطب بالأمر من يصلح له من الأصناف المتقدمة: من الأوصياء ومنن الرجال الذين يحرمون النساء ميراثهم ويحرمون صغار اخوتهم أو أبناء اخوتهم وأبناء أعمامهم من ميراث آبائهم كل أولئك داخل في الأمر بالخشية والتخويف بالموعظة ولا يتعلق هذا الخطاب بأصحاب الضمير في قوله: {فارزقوهم منه} لأن تلك الجملة وقعت كالاستطراد ولأنه لا علاقة لمضمونها بهذا التخويف. وفي الآية ما يبعث الناس كلهم على أن يبغضوا للحق من الظلم وأن يأخذوا على أيدي أولياء السوء وأن يحرسوا أموال اليتامى ويبلغوا حقوق الضعفاء إليهم لأنهم إن أضاعوا ذلك يوشك أن يلحق أبناءهم وأموالهم مثل ذلك وأن يأكل قويهم ضعيفهم فإن اعتياد السوء ينسي الناس شناعته ويكسب النفوس ضراوة على عمله. وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية. قال الفخر: قال صاحب الكشاف: قرئ ضعفاء، وضعافى، وضعافى: نحو سكارى وسكارى.
وقال الذهبي: غريب تفرد به عقبة. وقال النووي في الأذكار: (ص74): في إسناده أبو سعد البقال وهو البقال وهو ضعيف باتفاق الحفاظ. قلت: وهو كما قالوا: فإن إسناده ضعيف؛ لضعف أبي سعد البقال وتدليسه، وقد عنعنه. وانظر: ((الضعيفة)) (5020). وللحديث شواهد: 1- عن المنيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير)) تعليقاً (8/ 75)، والطبراني (20/ 838)، من طريق رشدين بن سعد عن حيي بن عبد الله المغافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المنيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم – وكان يكون بأفريقية – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قال إذا أصبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً؛ فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أدخله الجنة)). رضيت بالله ربا mp3. قلت: إسناده ضعيف؛ لضعف رشدين بن سعد، وحييّ بن عبد الله فيه ضعف. ((التهذيب)) (3/ 103)، (2/ 490). 2ـ حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وله طريقان: الأول: يرويه خزيمة بن خازم القائد عن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال إذا أصبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، رضي الله تعالى عنه)).
وعند الحيعلتين يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، لكل واحدة هذا هو المشروع، وفي حديث عمر عند مسلم من قالها من قلبه؛ دخل الجنة من قال هذا الذكر من قلبه؛ دخل الجنة، فهذا فضل عظيم؛ فينبغي العناية بسماع الأذان، بعض الناس لا يبالي يسمعه، ولا يبالي، فهذا حرمان من هذا الخير. فإن الأفضل لك إذا سمعته أن تمسك عن الكلام، وعن القراءة، وتجيب هذا المؤذن بأن تقول ما تقول، وتقول عند الشهادتين: رضيت بالله ربًا، مع الشهادتين، تشهد وتقول مع الشهادتين: رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، وتقول عند الحيعلة: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا كمل تصلي على النبي ﷺ ثم تقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة، والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، كما أرشد النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى هذا.
ماهر زين - رضيت بالله ربا - بدون موسيقي - YouTube
والرب: هو الخالق الرازق القائم بكل شئون خلقه. وهو الملك: لكل ما في الكون المُصَرِّفُ لكل شئونهم، والمُصلِحُ لأحوالهم. وهو السيد: المطاع الذي لا تنبغي الطاعة المطلقة إلا له. متى يقال: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ رسولاً؟. فربُنَا جلَّ ثناؤه: هو السيد الذي لا شبه ولا مثل في سؤدده، والمصلح في أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الذي له الخلق والأمر، وهو المربي الذي رباهم بنعمه. يقول العلامة السعدي رحمه الله: "الرب: هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم، وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم؛ ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل، لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة... " انتهى. وهذا خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وأمته يدعون ربهم بهذا الاسم العظيم قائلين: { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:286].
فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ ، فَقَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَفَعَلَ ، ثُمَّ قَالَ: وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، قَالَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ). رواه الإمام مسلم في " صحيحه " (رقم/1884) والنسائي في " السنن الكبرى " (9/7) وقال – منبها على الاختلاف على أبي هانئ -: " خالفه عبد الله بن وهب ، رواه عن أبي هانئ ، عن أبي عبد الرحمن ، عن أبي سعيد ", وقال الطبراني في " المعجم الأوسط " (8/ 317): " ورواه الليث بن سعد ، وعبد الله بن وهب ، عن أبي هانئ ، عن أبي عبد الرحمن ، عن أبي سعيد ". وهذا الاختلاف في الإسناد على أبي هانئ لا يضر إن شاء الله ، فسياق الحديث واحد تقريبا ، وإن كان الأرجح هو السياق الثاني ، وذلك لثلاثة أدلة: الدليل الأول: أن عبدالله بن وهب أوثق من عبد الرحمن بن شريح ، فقد كان أحد الأئمة الأعلام ، وجاء في ترجمته في " تهذيب التهذيب " (6/73): " قال الحارث بن مسكين: جمع ابن وهب الفقه ، والرواية ، والعبادة ، ورزق من العلماء محبة وحظوة من مالك وغيره.
رواه هكذا الروياني في " المسند " (رقم/730). الوجه الثالث: عن مسعر، قال: حدثنا أبو عقيل ، عن سابق بن ناجية. ولكنه جعله عن أبي سلام خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعل أبا سلام هو خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه هكذا ابن أبي شيبة في " المصنف " (5/324) (6/35) ، وعنه ابن ماجه في " السنن " (3870) ، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (1/348) ، ومن طريقه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص/283) ، والطبراني في " المعجم الكبير " (22/367) ، وأبو نعيم في " معرفة الصحابة " (رقم/6834) ، وابن عبد البر في " الاستيعاب " (4/1681) في ترجمة " أبي سلام الهاشمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه " هكذا قال ، ثم قال أيضا: " هذا هو الصواب في إسناد هذا الحديث ، وكذلك رواه ( هشيم وشعبة)، عن أبي عقيل ، عن سابق بن ناجية ، عن أبي سلام. رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا. ورواه وكيع عن ( مسعر) فأخطأ في إسناده ، فجعله عن مسعر ، عن أبي عقيل ، عن أبي سلامة ، عن سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك قال في أبي سلام أبو سلامة فقد أخطأ أيضا " انتهى. وانظر أيضا " الاستيعاب " (2/682). قال الشيخ الألباني رحمه الله: " ابن عبد البر صوب رواية مسعر ، وقد علمت أنها جعلت أبا سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو واهم في ذلك " انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (11/32).