اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي، أو مددت إليه يدي أو تأملته ببصري، أو أصغيت إليه بأذني. أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي. وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائداً علي بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، هو دعاء ذو النون. اللهم إني استغفرك من كل سيئة ارتكبتها في بياض النهار وسواد الليل، في ملأ وخلاء وسر وعلانية وأنت ناظر إلي. كذلك اللهم إني استغفرك من كل فريضة أوجبتها علي في آناء الليل والنهار تركتها خطأً أو عمداً أو نسياناً أو جهلاً. اللهم إني استغفرك من كل سنة من سنن سيد المرسلين، وخاتم النبيين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم تركتها غفلةً أو سهواً أو نسياناً. أو تهاوناً وجهلاً أو قلة مبالاة بها، استغفر الله وأتوب إلى الله مما يكره الله قولاً وفعلاً وباطناً وظاهراً. اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. كذلك اللهم إني أتوب إليك في مقامي هذا من كبائر ذنوبي وصغائرها وبواطن سيئاتي وظواهرها وسوالف زلاّتي وحوادثها. اللهم فها أنا ذا قد جئتك مطيعاً لأمرك فيما أمرت به من الدعاء، منجزاً وعدك فيما وعدت به من الإجابة.
الشرط الخامس "أن يتوب العبد قبل أن يصل إلى غرغرة الموت" وقد قال النووي في شرح مسلم (وللتوبة شرط آخر وهو أن يتوب قبل الغرغرة كما جاء في الحديث الصحيح وأما في حالة الغرغرة وهي حالة النزع فلا تقبل التوبة فهذه الشروط فيما إذا كان الذنب بين العبد وربه، كشرب الخمر مثلاً. وأما إذا كان الذنب يدخل فيه حق العباد، فلا بد من إبراء الذمة من هذا الحق فإن كان مظلمة استحلها منه، أو حقا رده إليه، بالإضافة إلى الشروط الخمسة السابق ذكرها، فإذا ثبت هذا فليعلم أن العبد إذا تاب، فينبغي أن يكون حاله بين رجاء قبول التوبة، ومخافة العقاب من الله تعالى، قال تعالى: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) [المؤمنون: 60]. علامات التوبة المقبولة وقد ذكر العديد من العلماء علامات لصحة التوبة ولكن كان أبرزها ما جاء عن الإمام ابن القيم. فقد أوضح ابن القيم رحمه الله بعض علامات صحة التوبة فقال: فَالتَّوْبَةُ الْمَقْبُولَةُ الصَّحِيحَةُ لَهَا عَلَامَاتٌ، -مِنْهَا: أَنْ يَكُونَ بَعْدَ التَّوْبَةِ خَيْرًا مِمَّا كَانَ قَبْلَهَا. -وَمِنْهَا: أَنَّهُ لَا يَزَالُ الْخَوْفُ مُصَاحِبًا لَهُ لَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فَخَوْفُهُ مُسْتَمِرٌّ إِلَى أَنْ يَسْمَعَ قَوْلَ الرُّسُلِ لِقَبْضِ رُوحِهِ: {أَنْ لَا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30] فَهُنَاكَ يَزُولُ الْخَوْفُ.
مذهب أبي حنيفة والإمام مالك: ذهبا إلى أنّ تغطيةَ الوجه والكفين غير واجبة، بل مُستحبَّة، ولكنّ علماءَ الحنفية والمالكية أفتوا منذ زمن بعيد أنَّ تغطية الوجهِ والكفَّّين واجبة عندَ خوف الفتنةِ بها، والمقصود أن تكونَ المرأةُ ذاتَ جمالٍ فائق. ولذلك فإنَّ الرَّاجح في حكم كشف الوجه والكفين، هو وجوب تغطيةِ الوجه والكفين على رأي المذاهب والدليل في ذلك قول الله تعالى: "يا أيُّها النَّبي قُلْ لأزواجِكَ وبناتِكَ ونساءِ المُؤمنينَ يُدنينَ من جلابيبهنَّ ذلكَ أدنَى أنْ يُعرفنَ فلا يُؤذينَ وكانَ الله غفورًا رحيما" [١] ، وقد أقَرّ أكثر المفسِّرين أن معنى الآية: "الأمر بتغطية الوجه، فالجلباب هو ما يُوضع على الرأس، فإذا أدنِيَ سترَ الوجهَ، وقيل: الجلباب ما يسترُ جميعَ البدن، وهو ما صحَّحهُ الإمام القُرطبي". كشف الوجه للمرأة البحرينية. [٢]. قال الله -عزَّ وجل-: "وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ" [٣]. قال القاضي أبو بكر بن العربيِّ المالكي -رحمه الله-: "المرأة كلُّها عورة، بدنُها وصوتُها، فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة أو لحاجة، كالشهادةِ عليها، أو داء يكونُ ببدنِها، أو سؤالُها عمَّا يعنُّ ويعرضُ عندها"، إذًا فالرَّاجح من أقوال أهل العلم هو وجوب سترِ الوجه عن الرجال الأجانب، وقد جاءت بذلك الأدلة الكثيرة وأقوال جماهير أهل العلم، ومنهم المالكية، فقد قالَ كثير منهم إنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرِّجال الأجانب، لا لكونه عورة، بل لأنَّ الكشف مظنَّة الفتنة، وبعضهم يراه عورة، لذلك فإنَّ النِّساء -في هذا المذهب- ممنوعات من الخروج سافرات عن وجوههنَّ أمام الرجال الأجانب.
السؤال: أختنا تقول: إني متحجبة، ولكن لا أغطي فمي وأنفي، فهل هذا حرام؟ جزاكم الله خيرًا. الجواب: الصواب وجوب تغطية الوجه؛ لأنه عنوان المرأة جمالًا ودمامة، وقد اختلف الناس في ذلك. حكم كشف المرأة وجهها لغير المحرم. والصواب هو أنه يجب أن تغطي المرأة وجهها جميعًا؛ لقول الله في كتابه العظيم في سورة الأحزاب: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] ولم يستثن سبحانه الوجه ولا غيره. وقال : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ [الأحزاب:59]، والجلباب يغطى به الرأس والبدن والوجه والأيدي هو عام، وكذلك قوله -جل وعلا-: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31] الآية.