ودخل النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ بستاناً لرجل من الأنصار ، فإذا فيه جَمَل ، فلما رأى الجملُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذرفت عيناه ، فأتاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمسح عليه حتى سكن، فقال: ( لمن هذا الجمل؟، فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله ، فقال له: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا لي أنك تجيعه)( أبو داوود). وتُدْئبُهُ (تتعبه) صور رحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه أمر بالإحسان إلى البهيمة حال ذبحها ، وأثنى على من فعل ذلك، بل ونهى أن تحد آلة الذبح أمامها.. فعن شداد بن أوس - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته)( مسلم). وعن معاوية بن قرة عن أبيه - رضي الله عنه - أن رجلا قال: ( يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها، فقال: والشاة إن رحمتها رحمك الله)( أحمد).
ومن صور رحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالحيوان ـ، أن بين لنا أن الإحسان إلى البهيمة من موجبات المغفرة.. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا، فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى(التراب) من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له.. قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرا ؟، فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر)( البخاري). وأعجب من ذلك ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( بينما كلب يطيف بركية (بئر)، قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها(خُفَّها)، فاستقت له به، فسقته إياه، فغفر لها به)( البخاري). وفي المقابل أوضح لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الإساءة إلى البهائم ربما أودت بالعبد إلى النار، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( دخلت امرأة النار في هِرَّة(قطة)، ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا)( مسلم).
وضرب الوجه بسيفٍ أو نحوه، إن ترك تشويهًا فيه، عاش صاحبه طيلة حياته منغَّص النفس، معذَّب القلب، ناقمًا على الحياة والأحياء، بعد أن فقَد جمال صورته ورُواءها، وإن كانت الضَّربة لطمةً أو نحوها، فهي الإهانةُ التي لا تُغتَفَر، وقد تجرُّ إلى القتال وسفكِ الدماء؛ لذلك جعَل الله - سبحانه وتعالى - ضَرْب الوجوه من أشدِّ ألوان التحقير والإهانة في الآخرة: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الأنفال: 50]. نعم، في منطق الإسلام: الرحمة مطلوبة، الإنسانية لازمة، حتى في مقامٍ درَج الناسُ فيه على إسقاطِ الرحمة والإنسانية من قائمةِ حسابهم. وإذا كان هذا هو مكانَ الرحمة في قائمة القِيَم المحمدية، فلا عجبَ أن يربطها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالخير، بل يجعل الخيرَ بأوسعِ معانيه متوقفًا عليها: ((من يُحرَمِ الرِّفقَ، يُحرَمِ الخيرَ)) [6] ، إنه يُحرَم خير الدنيا حين يفقد - بفظاعته وقسوته - حبَّ الآخرين، فهم منه نافِرون، وهم له كارهون، إنه يُحرَم خيرَ الآخرة؛ لأنه حصادُ العمل الصالح في الدنيا، والقلب الذي يفقِد الرحمة لا يعرف الطريقَ إلى العمل الصالح، وكم من لمسةٍ حانية فتَحَت مغالق القلوب، وألاَنَتْ شِماس الأخلاق، وكم من كلمة طيبة فرَّجت أزمات، وحلَّت مشكلات معضلات.
يعتبر المسجد مكان العبادة وهو المكان الذي يكون فيه الإنسان خاشع وخاضع لله عز وجل، فيه الطبيب الذي يعالج الجميع من أي هم أو غم بدعوة واحدة أو بسجدة واحدة، يشتق كلمة مسجد من السجود كوالذي يُعّد من أعظم وأحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، ولكن هنالك اداب دخول المسجد يجب اتباعها والمداومة عليها قال الله تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ. " اداب دخول المسجد الصلاة في المسجد تعد الصلاة ركن من أركان الإسلام وهي الركن الثاني بعد القيام بالنطق بالشهادتين، كما أن الصلاة سبب استقامة الإنسان وهي عمود الإسلام، و يوجد بيوت للعبادة جعلها الله تعالى لكي يتم فيها الصلاة، وجعل الله الصلاة في المسجد لها ثواب وأجر أعظم من الصلاة في المنزل، وخاصة المسجد النبوي والمسجد الحرام والمسجد الأقصى ثم باقي المساجد التي توجد في أنحاء المعمورة، كما يوجد آداب المسجد للصغار والكبار سوف نتحدث عنها في هذا المقال وما يتعلق بالمساجد من حقوق و فضل و أدعية صحيحة. فضل الصلاة في المسجد فضل الصلاة في المسجد يقصد بها صلاة الجماعة وقد حث النبي -صل الله عليه وسلم- عليها في الكثير من الأحاديث المرتبطة بالصلاة في جماعة في المسجد حيث قال: "صلاةُ الجماعةِ تفضلُ صلاةَ الفذِّ بخمسٍ وعشرين درجة، حيث ضاعف الله تعالى وأعلى من شأنها وأجرها في كل خطوه يخطيها المسلم نحو المسجد تغفر له من ذنوبه.
الدعاء المستحب عند الخروج من المسجد عند الخروج يُقدِّم رجله اليسرى ويقول: " بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم إني أسألك من فضلك، اللهم أَجِرْنِي من الشيطان". آداب المسجد للأطفال من الضروري اصطحاب الأطفال إلى المسجد وتعودهم على ذلك وتعليمهم ما هو ثواب ذلك وفضل صلاة الجماعة، ولكن الأهم قبل اصطحابهم إليه هو تعليمهم آداب بيت الله وتوعية عقولهم بعظم هذا المكان وأهمية تعظيمه والمحافظة عليه وعلى المصلين فيه. فمن اداب المسجد الضروري تعليمها للأطفال: عدم الثرثرة أو اللعب واللهو داخل المسجد بل هو مكان للعبادة والدعاء فقط. تطيبهم وارتدائهم لأنظف الملابس وإفراشهم لأسنانهم أو حتى بالتسوك أفضل. اداب دخول المسجد للاطفال. المحافظة على عدم إخلالهم لصف المسلمين، فتعليمهم الثبات في وقوفهم في الصف هذا من الضروري. عدم رفع الصوت أثناء الخروج فقد يكون هناك جماعة ثانية أو شغل لمصلي السنن. قرائة القرآن في المسجد كثيرا لهم لتهدئة نفوسهم وضبطها. وقد قيل عن القول "جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم" قيل عنه أنه حديث وهذا ليس حديثا ولا يجوز الاستدلال به بل هو ضعيف وقيل موضوع ، بل بالعكس هناك الكثير من الأحاديث عن اصطحاب الأطفال وتعويد نفوسهم وتهذيبها في صلاة الله وإضفاء القدوة أمام أعينهم.
4- تحصيل الثواب الأكثر بالمشي للمسجد: ومن المستحب أن تذهب ماشيا إن لم يشق عليك بسبب مرض، أو خوف فوات الصلاة فقال صلى الله عليه وسلم قال: "أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّه بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟" قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّه، قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخطأ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا». آداب المسجد - YouTube. 5- ذكر الله أثناء المشي للمسجد: الذهاب إلى بيت الله ذاكرين له سبحانه وتعالى، فلا يصح أبداً أن نمشي لطريق الطاعة ونحن نمارس المعصية فنجد من يتعاطى الدخان في طريقه، أو يغتاب فلان إلى آخره فقد كان في دعائه صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه للمسجد: « اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، وعظم لي نوراً.. ». 6- عدم تشبيك الأصابع: عدم تشبيك الأصابع فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تشبيك الأصابع عند الخروج للمسجد وقبل الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوؤه، ثم خرج عامداً إلى المسجد، فلا يشبكن بين أصابعه فإنه في صلاة».
لما سبق نستنتج أهمية الصلاة جماعة في المسجد، لما لها من فضل وأجر كبير عند الله سبحانه وتعالى، ويجب اتباع آداب دخول المسجد من قبل الكبار والصغار، واجب تعليم الأطفال آداب المسجد بشكل مفصل وسهل وبسيط ويكون مناسب لعمرهم، والحفاظ على ترديد الأدعية عند الذهاب إلى المسجد و دخول المسجد والخروج منه، ومعرفة حقوق المسجد في الإسلام.