الخميس24 جمادى الأولى 1432 هـ - 28 ابريل 2011م - العدد 15648 قال الشاعر والكاتب المسرحي، أوسكار وايلد، انه يصعب تدريس كل الامور الهامة والقيمة التي ينبغي على الانسان معرفتها. هذه المقولة لا يجب ان تؤخذ على محمل الجد، نظرا لأن هذا الشاعر والمفكر كان من اذكى الطلاب في مدرسته في دبلن وكذلك في جامعة أكسفورد. موضوع تعبير عن العلم للصف الاول الاعدادي - ملزمتي. أما بالنسبة لي فقد بدأت حياتي تتشكل مع بداية المرحلة الجامعية – أولا في جامعة اكستر ومن ثم جامعة أكسفورد. حينها أدركت أن المعرفة لا تكتسب من التعليم فقط، بل من التفكير أيضا. وأذكر في ذلك الوقت أنني عملت جاهدا على رسالتي الأولى وكان موضوعها "الدراما في عصر شكسبير" وأدرجت بها كافة الحقائق التي وجدتها عن ذلك الموضوع، إلا أن المشرف على الرسالة منحني علامة متدنية جدا، معللا ذلك بأنه يمكنه إيجاد كافة الأمور التي ذكرتها من المكتبة، وانه كان يريد معرفة وجهة نظري الشخصية حول الموضوع، وليس قدرتي على تقصي الحقائق. احتفلت العديد من الفعاليات الثقافية بفكرة الدراسة الجامعية، كما ان مفهوم "دار الحكمة" كان قد تأصل في قلب الحضارة الإسلامية وعصرها الذهبي. فلقد حث الإمام أحمد بن حنبل على طلب العلم في مقولته المأثورة "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث انه "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع".
وقال عبدالله بن محمد البغوي: سمعت أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول: إنما أطلب العلم إلى أن أدخل القبر. وقال محمد بن إسماعيل الصائغ: كنت أصوغ مع أبي ببغداد، فمر بنا أحمد بن حنبل، وهو يعدو، ونعلاه في يديه، فأخذ أبي بمجامع ثوبه، فقال: يا أبا عبدالله، ألا تستحي؟ إلى متى تعدو مع هؤلاء؟! قال: إلى الموت. وقال عبدالله بن بشر الطالقاني: أرجو أن يأتيني أمري، والمحبرة بين يدي، ولم يفارقني العلم والمحبرة! وقال حميد بن محمد بن يزيد البصري: جاء ابن بسطام الحافظ يسألني عن الحديث فقلت له: ما أشد حرصك على الحديث! مدي صحة حديث اطلبوا العلم من المهد وحديث اطلبوا العلم ولو في الصين - معلومة. فقال: أو ما أحب أن أكون في قطار آل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! وقيل لبعض العلماء: متى يحسن بالمرء أن يتعلم؟ قال: ما حسنت به الحياة! وسئل الحسن عن الرجل له ثمانون سنة: أيحسن أن يطلب العلم؟ قال: إن كان يحسن به أن يعيش. ــــــــ - عن كتاب "الحياة الربانية والعلم" لفضيلة الشيخ.
سعي واجتهاد وتحصل العلم وإن كان يحتاج إلى رغبة صادقة فلابد أن يصاحبها سعي واجتهاد في طلبه، فيلزم المرء نفسه بحضور دروس العلم، وملازمة العلماء، والتلقي عنهم ومراجعتهم فيما خفي عنه، ويبذل وقته وجهده في القراءة والمطالعة والتلخيص والبحث، وينفق ما وسعه من مال في سبيل تحصيله. وقد ضرب لنا سلفنا الصالح أروع الأمثلة في بذل المال والجهد والوقت من أجل تحقيق مسألة علمية أو سماع حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا سعيد بن المسيب يقول: إن كنت لأرجل الأيام والليالي في طلب الحديث ، وقال الشعبي: لو أن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن ليسمع كلمة حكمة، ما رأيت أن سفره ضاع. وهذا الاجتهاد في تحصيل العلم يرفع أجر طالبه حتى يجعله مثل أجر الجهاد في سبيل الله، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: " من خرج في طلب العلم كان في سبيل الله حتى يرجع ". (رواه الترمذي). مداومة في طلبه وطلب العلم لا يتوقف عند مستوى محدد أو سن معينة، ولكن طالب العلم المُجد في طلبه لا يتوقف عن طلبه ولا يشبع منه، فكلما تعلم شيئا كلما تطلع لتعلم غيره، ولا يقنع بما علمه بل يظل دائما ساعيا للعلم، طالبا له، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " منهمومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا " (رواه البزار).