جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي.. كيف التقى الشمسان وانصهرت أرواحهم؟ أصبح جلال الدين الرومي، بعد وفاة أستاذه برهان الدين، من كبار الفقهاء، وكان يلتف حوله الطلاب أينما حل، إلى أن جلال الدين ذات مرة، بعد خروجه من إحدى دروسه، في عام 1244، وبينما يلتف حوله الطلاب، بعد أن انتهى من درسه، أوقفه أحد الدراويش في الطريق، وطرح عليه سؤال مفاجئ، وهو: ما المقصود من الرياضيات والعلوم؟ فقال جلال الدين: الاطلاع على آداب الشرع، فقال الدرويش: لا، بل الوصول إلى المعلوم، وردد: إن العلم إذا لم يجردك عن نفسك، فالجهل خيرًا منه. كان هذا الدرويش السائل شمس الدين التبريزي، والذي جعل من جلال الدين الرومي، بعد هذا اللقاء، حبيس داره مع شمس، منقطعًا عن العالم، يتناقش معه في الأمور الفلسفية المختلفة، ويعد هذا اللقاء، مع شمس الدين، الدليل الذي أرشد جلال الدين إلى الصوفية، الروحانية، والفلسفة الدينة العميقة، ويقول عنه جلال الدين: إن شمس التبريزي، هو من أراني طريق الحقيقة، وهو من أدين له بإيماني ويقيني. بعد مرور القليل من الأشهر، غادر شمس الدين، بعد تدخل العديد من الناقمون، وكثرة الأقوال، تاركًا جلال الدين الرومي، في حزن كبير، إلى أن أرسل إليه ولده، الذي ذهب إلى دمشق، ليأخذ جلال الدين معه، إلى قونية، حتى وصل في عام 1247، لكن لم يتركه الناقمون يمكث، فقتلوه في ديسمبر من نفس العام، وترك مقتل شمس الدين، أثرًا عظيمًا في نفس جلال الدين، فانقطع إلى جلسات الوجد والرقص الصوفي، والشعر، والروحانيات، وصار يردد أنه وجد شمس الدين، لكن وجده في داخله، فيقول: أيها الباحث عنه، إن تراه تراني، فكلانا سواء، أيها الباحث عنه أنا هوّ.
صلاح رشيد / مصر [email protected] من الشيخ.. ومن المريد؟ - حكايات من الوجد الصوفي ومزاوجة الشريعة والحقيقة! تداخل الأستاذ والتلميذ حالة من الإفادة العلمية والروحية بين الاثنين! تحيط علاقة مولانا جلال الدين الرومي بشمس الدين التبريزي أسيجة من الغموض وعدم الدقة، والمبالغة ، والانتقاص من قدرالتبريزي من جانب بعض تلامذة الرومي، الذين راعهم تغير أحوال شيخهم وانعزاله عنهم بعد لقائه بالتبريزي! حتى إنهم خاضوا في شمس سباً وتطاولاً وهجوماً مقذعاً، ووصفوه بمجهول النسب! والنتيجة أن فر الرجل من مدينة (قونيه) التركية إلى مدينة دمشق. وشقّ الأمر على الرومي، وتأثر كثيراً بغياب شيخه وصاحبه، وأرسل في أثره ابنه وبعض تلاميذه، للبحث عنه، والعودة به من جديد؛ لكي تسعد روح الرومي برؤية أستاذه شمس التبريزي والتملي منه! الأستاذ والتلميذ وهنا يثور سؤال: من من الاثنين: (شمس والرومي) كان الشيخ والتلميذ؟ وهل العلاقة بينهما على نفس الوتيرة والدرجة من علاقة موسى الكليم عليه السلام بالخضر، خاصة أن الرومي بحث عن صاحبه ثلاث مرات بعد فقده! يؤكد العلامة الراحل الدكتور حسين مجيب المصري رائد الدراسات الشرقية وآدابها فى العالم الإسلامى:" أن شمساً كالخضر فى الولاية والإمامة، وأن الرومي اتخذ سمت موسى الكليم عليه السلام فى دعوته ودروسه وطريقته فى التغيير النفسي لمريديه وأتباعه؛ باتباع الطرائق الروحية ونظرية الحب الإلهى فى الإصلاح والتطوير"!
وقد عبّر شمس الدين التبريزى فى كتابه (المقالات)عن هذا المعنى نفسه حين عدّ جلال الدين شيخاً له، وصرّح بأنه حصّل منه من الفوائد ، مالم يُحصّل من شيوخه الأقدمين، كما يقول الدكتور جمال الدين. ويقول الرومي عن شيخه التبريزي، وعن علاقته به، ما ترجمه الدكتور جمال الدين نثراً: من جهة تبريز أضاءت شمس الحق، فهتفت بها: نورك بالكل متصل ،ومنفصل أيضاً. ويقول الرومي أيضاً فى ديوانه شمس تبريز، ما ترجمته نثراً: نحن عشاق رءوسنا تدور ولعاً بدمشق، قد وهبنا الروح ،وأوثقنا القلب حباً لدمشق، من الروم نسعى دفعة ثالثة صوب الشام من طرة فاحمة كالليل، نحن طوع لدمشق لوأن سيدنا شمس الحق التبريزى هناك فنحن إذن عبيد لدمشق، وأي عبيد نحن لدمشق! فحب جلال الدين لدمشق ، إنما هو حب لأستاذه وشيخه شمس الدين التبريزى المقيم بدمشق ،بعد أن طرده من "قونيه" بعض مريدي الرومي المتشددين، وهو موقف عارضه الرومي بشدة! ونلاحظ كيف أثّر التبريزى فى الرومى ،وهو تأثير أحدثه أيضاً جمال الدين الأفغاني فى مريده الشيخ محمد عبده فى العصر الحديث، لكن الإمام محمد عبده خالفه فى وسائل التطبيق المعتمدة على التربية والتدرج ،وهو ما لا نجده بين الرومي والتبريزي!
لا تفوت قراءة هذه الرواية المميزة.
وسِبابُ المُسلمِ فُسوقٌ، وقِتالُه كُفرٌ. ولا يحِلُّ لك أنْ تهجُرَ أخاك فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ. ومَن أتى ساحرًا أو كاهنًا أو عرَّافًا، فصدَّقَه بما يقولُ؛ فقد كفَرَ بما أُنْزِلَ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" (صحيح). حل السحر بسحر مثله - الإسلام سؤال وجواب. فمن منا يقوى على أن يكون أمام الله -عز وجل- قد خرج من الدين والملة لأمر دنيوي زهيد، من شأنه ألا يجدي النفع، فإن الكون كله بين يدي الله عز وجل، عندما يريد أن يفلح شيءٍ ما، فإنما يقول له كن فيكون، لذا على المسلم ألا يقوم باستعمال العقل الذي منحه الله عز وجل إياه، ليتأكد من أنه ليس هناك من الأمر ما يستحق تلك المجازفة، خاصةً بعد أن تعرفنا على حكم حل السحر بسحر مثله.
والنشرة قسمان: نشرة جائزة، ونشرة ممنوعة.
الحمد لله. لا يجوز حل السحر بالسحر ، وإنما يحل السحر بالقرآن الكريم والأدعية النبوية ، والأدوية المباحة. أما السحر فهو كفر وردة وخروج عن الإسلام ، فلا يجوز فعله ، ولا الذهاب إلى الساحر طلباً للشفاء ، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن النشرة وهي حل السحر ، فَقَالَ: (هُوَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) رواه أبو داود (3868) وصححه الألباني. قال ابن القيم في "فتاوى إمام المفتين" (ص207، 208): " والنشرة حل السحر عن المسحور ، وهي نوعان: حل سحر بسحر مثله ، وهو الذي من عمل الشيطان ، فإن السحر من عمله ، فيتقرب إليه الناشر والمنتشر بما يحب ، فيبطل عمله عن المسحور. والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة ، فهذا جائز ، بل مستحب " انتهى. وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "القول المفيد" (2/70): "وهذا الحديث بيَّن فيه الرسول صلى الله عليه وسلم حكم النشرة ، وأنها من عمل الشيطان ، وهذا يغني عن قوله إنها حرام ، بل هذا أشد من قوله إنها حرام ، لأن ربطها بعمل الشياطين يقتضي تقبيحها ، والتنفير عنها ، فهي محرمة " انتهى. وبعد هذا النص الواضح البين من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا قول لأحد ، كائناً من كان.