كنا عصبة تقرأ بنهم وتكتب على مهل في أرض تقدس الأساطير، وتعتقد بكلام الموتى الذين خطفوا صغاراً، تخبئ كلماتهم القليلة في الآبار المخبوءة بين طيات الطريق. وهكذا نقرأ شعر رياض الصالح الحسين. خلف علي خلف: وقد يوافقني البعض القول أن تجربة رياض الصالح الحسين هي أكثر اكتمالاً مما قدمه الماغوط في هذا السياق، بل إنها قادت قصيدة الماغوط - إذا كان لابد من اعتبارها الأب الروحي لها – إلى هدوء داخلي. يقودها نحو الذات أكثر من المحيط. محمد جمال باروت: قصيدة رياض، قصيدة اليوم، قصيدة الكلام، وقصيدة الشعور ذات البعد الواحد أو الصوت المفرد والمناخ الغنائي، ذات البنية الخيطية وذات الرؤية الجزئية (اهتمام بالأشياء الصغيرة). من قصائد الشاعر: سورية يا سورية الجميلة السّعيدة كمدفأةٍ في كانون يا سورية التعيسة كعظمةٍ بينَ أسنانِ كلب يا سورية القاسية كمشرطٍ في يدِ جرّاح نحن أبناؤُك الطيّبون الذين أكلْنا خبزَكِ وزيتونَكِ وسياطَكِ أبداً سنقودُكِ إلى الينابيع أبداً سنجفّفُ دمَكِ بأصابعنا الخضراء ودموعَكِ بشفاهنا اليابسة أبداً سنشقُّ أمامَك الدروب ولن نتركَكِ تضيعين يا سورية كأغنيةٍ في صحراء. تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد مراجعات كتاب رياض الصالح الحسين - الأعمال الكاملة 11 مراجعات كن أول من يراجع الكتاب شَهْد سليمان رغم إنني لا أقرأ الشعر كثيراً، لا إنني اكملت هذا الديوان قرأته بشغف!
هذه النبرة ستنضج وتجد منطقها الجمالي والمفاهيمي للشعر مع ديوانه الثالث "بسيط كالماء، واضح كطلقة مسدس"، وستكون قصيدة الراحل حينها كما عنوان المجموعة نفسها: بسيطة وواضحة وتستعير جمالها من مفردات عادية وجدت طريقها للشعر في قصائده. يشير مصري إلى مصادفة أن يكون آخر ما كتبه رياض في ديوانه الأخير وقصيدته الأخيرة "لقد اعتدت/ أن أنتظرك أيتها الثورة"، كأن صوت رياض ينطق لتوّه الآن، ويحثّنا أن نردّد معه "يا سورية الجميلة السّعيدة/ كمدفأة في كانون/ يا سورية التعيسة/ كعظمة بين أسنان كلب/ يا سورية القاسية/ كمشرط في يد جرّاح/ نحن أبناؤك الطيّبون/ الذين أكلنا خبزكِ وزيتونكِ وسياطكِ/ أبداً سنقودكِ إلى الينابيع/ أبداً سنجفّف دمكِ بأصابعنا الخضراء/ ودموعكِ بشفاهنا اليابسة/ أبداً سنشقّ أمامَك الدروب/ ولن نترككِ تضيعين يا سورية/ كأغنية في صحراء". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ استبعدها بنفسه هي المرة الأولى التي تصدر فيها أعمال رياض الصالح حسين مجمّعة وكاملة، بعد نفاد طبعات مجموعاته السابقة، لكن المجموعة الكاملة التي أشرف على إصدارها الشاعر عماد نجار، ابن أخت الراحل، استبعد منها عدة قصائد كان نشرها موقع "جدار" الإلكتروني قبل فترة قصيرة وذلك لعدم وجود مصدر واضح لها، إضافة إلى أن الشاعر اعتمد بنفسه آخر مجموعاته "وعل في الغابة" من غير ذكر هذه القصائد، ما يعني أنه استبعدها بنفسه من النشر.
جدران الموت الموت بالنسبة لرياض، ليس مزاجًا أسود، لم يكن هواء أو دخانًا يملأ الفضاء، بل جدران تحيطه وتضيق عليه حتى تكاد تطبق على صدره، وتكتم على أنفاسه، جدران كان عالم الآخرين برمته يقبع خلفها، وكان على رياض أن يخترقها كي يسمعه ويراه، أن يخترقها كي يحيا هذا العالم. ولكن كيف بمقدوره أن يفعل؟ ماذا بمقدوره أن يفعل؟ ماذا لديه؟ قصائد، قصائد ولا شيء آخر، القصائد كانت كل سهامه ورماحه، وكانت دائمًا ترتد عليه منكسرة، محطمة، ميتة. أو فيما يرى النائم، تتحول القصائد إلى عصافير صغيرة، طائرات من الورق، تطير محلقة فوق هذه الجدران الثخينة العالية. إلا أن (رياض) لم يكن أحمق كفاية ليصدق أن قصائده تستطيع أن تطير به فوق جدران الموت. ليته كان يصدّق، ليته صدّق، وهو يعلم أن الموت لن تثنيه أيّ معاهدة، أيّ صفقة، عن مباغتته، وغدره. حتى الصداقة التي لم يجد مفرًّا من عقدها معه، وكان يفترض بها أن تساعده على تهيئة نفسه لعناقه، عناق الموت الأبدي، عناق الموت الأبدي، لم تجده نفعًا حتى في تأجيل موعد الحكم. ومقابل كل هذا كان (رياض) يتلهى ويسلو بالحب والأصدقاء والشعر والقضايا المصيرية، والقضايا التافهة، وغير ذلك من حبال، هي على ثخانتها، مهترئة وواهية، كان يتعلق بها ويتأرجح كطفلة صغيرة ذات ضفيرتين، وتحته الموت بعينه الوحيدة، بأظافره وأنيابه، الموت بخوائه، الموت بموته، يفغر شدقه المظلم الكبير، منتظرًا أن يسقط، بلحمه وشحمه وعظامه، فيه.
الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد بينا في الفتوى رقم: 10859 ، أنه لا يجوز الدعاء على النفس سواء كان الدعاء ناجزا أو معلقا كقولك اللهم إن دخلت كلية فأدخلني النار، ومن وقع في ذلك فإن عليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره وليس عليه شيء غير ذلك، وعليه فاستغفر الله وتب إليه، ولا حرج أن تلتحق بالجامعة لإكمال دراستك، ولن يكون ذلك سبباً في وصولك النار بإذن الله تعالى ـ إن صدقت توبتك واستقمت على أمر الله تعالى. والله أعلم.
الحمد لله. لا يجوز للمسلم أن يدعو على نفسه باللعنة ولا بغيرها ، ولو كان يريد منعَ نفسه من شيء أو حثها على فعل شيء. وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ) رواه مسلم (920). ولقوله صلى الله عليه وسلم أيضا: (لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ ، لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ) رواه مسلم (3009). وهو ما يذكره العلماء في تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) يونس/11. قال قتادة رحمه الله: "هو دعاء الرجل على نفسه وماله بما يكره أن يستجاب له" انتهى. كفارة الدعاء على النفس بالانجليزي. "جامع البيان" (15/35). وقال الدكتور عبد الرزاق البدر حفظه الله: "إنَّ من الأمور المهمة التي ينبغي أن يراعيها المسلم في دعائه أن يكون متبصِّراً بما يدعو به ويطلبُه من ربِّه سبحانه وتعالى ، غيرَ مستعجل ، ولا متسرِّع فيما يطلب ويسأل ، بل ينبغي أن يتدبَّر في أموره حقَّ التدبُّر ؛ ليتحقق ما هو خير حقيقٌ بالدعاء به ، وما هو شرٌّ جدير بالاستعاذة منه ، وذلك أنَّ كثيراً من الناس عند غضبه وتضجُّره وحصولِ الأمور المزعجة له قد يدعو على نفسه أو ولده أو ماله بما لا يسرُّه تحقُّقُه وحصولُه ، وهذا ناشئ عن تسرُّع الإنسان وعجلتِه وعدم نظره في العواقب" انتهى.
"فقه الأدعية والأذكار" (2/255). فالواجب عليك التوبة والاستغفار والندم على مثل هذا الدعاء ، والحرص على أن تكون نفسك مذللة لزوجك ، مطيعة له بالمعروف ، من غير جدال ولا شقاق ولا نزاع ، وأكثري من الدعاء له بالخير والصلاح تجدين ذلك عند الله عز وجل ، ونسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك ، ويغفر لك. وقد سبق في موقعنا في جواب السؤال رقم: (6262) بيان أنه لا تلزم كفارة اليمين في مثل هذا الدعاء. والله أعلم.
4- الانشغالُ بالعُلوم النافعةِ، وحضور مَجالس العلمِ، ومُجالسة الصالحين، والحذَرُ من مُجالسةِ أصحاب السُّوء، أو الانفراد والانعِزَال عنِ الناس، ولْتعلَمْ أن الشيطانَ يريدُ بوَسْوَسته إفسادَ الدين والعقل، ولذلك؛ ينبغي أن تجتهد في دفعِها بالاشتغال بغيرها. 5- الإكثارُ من الطَّاعات، والبُعدُ عن الذُّنوب والمعاصي، والحرصُ على قوة النفس، وصدقُ التوجُّه إلى فاطر الإنس والجن، والتعوُّذُ الصحيحُ الذي يتوَاطَأُ عليه القلبُ واللسانُ، فإنَّ ما أنتَ فيه من مجاهَدةٍ هو نوعُ مُحارَبَةٍ، والمحارِب لا يتمُّ له الانتصاف من عدوِّه بالسلاح إلَّا بأمرين: أن يكون السلاحُ صحيحًا في نفسه جيدًا، وأن يكون الساعدُ قويًّا، فمتى تخلَّف أحدُهما، لم يُغنِ السلاحُ كثيرَ طائلٍ. كما يجِب عليكَ أن تَعْلَم أن الله - تعالى - برحمته لا يؤاخِذُ عباده بحديث النفس، ولا بما يَقَعُ في القلب من الوَسَاوس مهما عظُمتْ؛ لأن ذلك ليس داخلًا تحت الاختيار، ولا الكسب، وإنما هو من أُلْقِيَاتِ الشيطان؛ ولذلك جعلها الشارعُ الحكيمُ عفوًا؛ كما في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي مَا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ))؛ أي: إن الله تَجَاوَزَ عن حديثِ النفسِ والخواطرِ، وعَفَا عنه، ولم يُؤاخذ عليه.