بر الوالدين يعدُّ بر الوالدين من أفضل الأعمال التي يتقرّب بها الإنسانُ إلى الله تعالى، فالمؤمن يسعى إلى أن تكون العلاقة التي تربطُه بوالديه مثاليّة؛ لأنّ ذلك من أسباب الفوز برضا الله تعالى ودخول جنّته، ولا يقتصر بر الوالدين على أسلوب التعامل معهما وهما على قيد الحياة، بل إن البر بهما يكون بعد موتهما أيضًا من خلال الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، والتصدّق عنهما لأن كل ذلك يصلهما بعد الموت، وقد كُتبَ كلام عن الوالدين لأهمية الوالدين ودورهما في إنشاء الأجيال، فالآباء والأمهات يستحقون كلّ الرعاية والاهتمام والتقدير، وفي هذا المقال سيتم تناول كلام عن بر الوالدين. كلام عن بر الوالدين هناك كلام عن بر الوالدين قيل من قبل العديد من الكُتاب والمفكرين وبعض الصحابة والتابعين، حيث ذكر هؤلاء أهمية بر الوالدين، وخطورة العقوق الذي قد يصدرُ من بعض الأبناء تجاههما، وفيما يأتي كلام عن بر الوالدين منسوبٌ إلى قائليه: الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: برّ الوالدين أن تبذل لهما ما ملكت، وتُطيعهما فيما أمَرَاك ما لم يكن معصية. إِياس بن معاوية: لما ماتت أم إِياس بن معاوية بكى عليها، فقيل له في ذلك فقال: كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة فأغلِقَ أحدهما.
أمرَ اللهُ -سبحانه وتعالى- عبادَه بالإحسان إلى الأمّ والأب، ودعا إلى بِر الوالدين والالتزام بالمسؤولية تجاههما، وقد جاء الحثّ على بر الوالدين في الكثير من آيات القرآن الكريم، ومن بينها قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)، فللوالدين فضلٌ كبيرٌ على الأبناء، فهم من يُنجبون ويربّون ويعلمون ويسهرون على راحة الأبناء، وهم سبب وجود الأبناء بعد الله تعالى، لذلك فإن طاعةَ الوالدين واجبة على كل ابنٍ وابنة؛ لأن قدرهما عظيمٌ جدًا وهم وصيّة الله -سبحانه وتعالى- ووصيّة رسوله. ربط الله -سبحانه وتعالى- رضاه برضى الوا؛دين، وذلك للتأكيد على برّهما ورعايتهما خصوصًا في كبرهما وعندما يُصابان بالعجز والمرض، ورعايتهما يجب أن تكون قولًا وفعلًا، وذلك بقول الكلمات الطيبة لهما، وعدم نهرهما أو رفع الصوت في وجهيهما وطاعة أوامرهما إذا كانت في حدود طاعة الله تعالى، بالإضافة إلى عدم قول ما يُغضبهما أو مجادلتهما، أما برُّهما بالأفعال فيكون باحترامهما وتقديم الرعاية المادية والمعنوية لهما إذا احتاجا إليها، كما يجب السهر على راحتهما وإطعامهما وإشعارهما بأهميتهما. مهما قدّم الإنسان لوالديه فإنه يبقى مقصرًا في حقهما، لذلك يجب تقديم الحياة الكريمة لهما من قبل الأبناء قدر المستطاع، وأن تكون هذه الرعاية دائمة لأن بر الوالدين هو الطريق إلى الجنة، وهو السبيل للوصول إلى رضى الله تعالى ورضى رسوله، كما أن برهما وسيلة للحصول على دعائهما، خصوصاً أن دعاء الوالدين مستجاب، وهو دعاءٌ نابعٌ من الحب العميق للأبناء، لذلك فإن التضحية تجاه الأم والأب هي تضحية لا تذهب هباءً وإنما تضحية مثمرة.
إن برّ الوالدين بعد الصلاة على وقتها مباشرة في أحب الأعمال إلى الله. أظهر التودد لوالديك وحاول إدخال السرور إليهما بكل ما يحبونه منك. هل تعلم أن إذا كنت باراً فأنت حاج ومعتمر ومجاهد. أيها الإنسان أن بر الوالدين سبب دخولك الجنة. تسقط الرجولة إذا إرتفع صوتك على من تعب في تربيتك. برّ الوالدين ليس شعارات ترفع إنما هو تطبيق عملي. قلب الأم هوّة عميقة ستجد المغفرة دائما في قاعها. لا ينبغي لك أن ترفع يديك على والديك. أجمل العبارات عن بر الوالدين الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان. الوالد بالإنفاق والوالدة بالولادة والإشفاق. فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد. ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد. وأنا أقف في حيرة أمامكم. مالي أرى في مجتمعاتنا الغفلة عن هذا الموضوع والإستهتار به. أما علمنا أهمية برالوالدين. ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود بالإحسان للوالدين. ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكهما ايضاً. وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر. وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا ولكننا للأسف لم نره. أما مللنا من التذمر بشأن والدينا. وكفانا قولاً بأنهم لا يفهموننا.
أثناء فترة خلافته سعى كثيراً أثناء فترة خلافته ليقدم للناس علماً يفيدهم وليقيم العدل بينهم، وكان يعمل بمبدأ الشورى، وقام بإرجاع الحق لأصحابه كالأراضي والمنازل التي أخذوها قوم بني أمية بالقوة، والكثير من الأعمال الذي قام بها عندما تولى الخلافة. رفض عمر بن عبد العزيز تعذيب المعتقلين في قصة عمر بن عبد العزيز ورفضه تعذيب الأسرى الكثير من العبر فكان يسعى لتحقيق العدل والمساواة كان دائماً يرفض تعذيب المتهمين والمعتقلين ولكن كان يكتفي بمعاقبتهم فقط دون أن يلجأ إلى التعذيب، وكان يقوم بحبسهم حتى يموتون، بالإضافة إلي إنه كان يوفر لهم الطعام والشراب أثناء فترة حبسهم. موقف عمر بن عبد العزيز من تعذيب المتهم في إحدى الأيام تلقى رسالة من أحدى الولاة حيث كان مضمون الرسالة ينص على إنه قبض على رجل سرق مال لا يُحق له، فكان يستأذن الوالي عمر بن عبد العزيز في هذه الرسالة بتعذيب هذا الرجل حتى يدله على مكان المال، ولكن كان رد عمر عليه حاسماً وحاد وحكيماً، حيث قال له أتركه وشأنه وبالفعل قد أطلق سراح هذا الرجل ولما سأله لماذا أمرتني بذلك، قال له أن يلتقوا بالله بذنب السرقة أفضل من أن نلتقي به نحن بفضل تعذيبهم.
بالعدل لا بالقهر يصلح الناس ــ كان أول مرسوم اتخذه، عزل الوزراء الخونة الظلمة الغشمة، الذين كانوا في عهد سليمان، استدعاهم أمامه وقال لشريك بن عرضاء: اغرُب عني يا ظالم رأيتك تُجلس الناس في الشمس، وتجلد أبشارهم بالسياط ، وتُجوّعهم وأنت في الخيام والإستبرق. ــ وفي أحد المواقف كتب إليه واليه على خراسان واسمه الجراح بن عبد الله يقول: إن أهل خراسان قوم ساءت رعيتهم وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك فكتب إليه عمر: أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط فقد كذبت بل يصلحهم العدل والحق فابسط ذلك فيهم والسلام. صورة رائعة من عدل عمر بن عبد العزيز بينما عمر بن عبد العزيز يطوف ذات يوم في أسواق " حمص " ليتفقد الباعة ويتعرَّف على الأسعار، إذ قام إليه رجلٌ عليه بُرْدان أحمران قطريان وقال: يا أمير المؤمنين.. لقد سمعت أنك أمرت من كان مظلومًا أن يأتيك. فقال: نعم. فقال: وها قد أتاك رجلٌ مظلومٌ بعيدُ الدَّار. فقال عمر: وأين أهلك ؟ فقال الرجل: في "عدن " فقال عُمر: والله، إن مكانك من مكان عمر لبعيد. ص153 - كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب - فصل في منزلة الصبر - المكتبة الشاملة. ثم نزل عن دابّته، ووقف أمامه وقال: ما ظلامتُك ؟ فقال: ضيعةٌ لي وثب عليها رجلٌ ممن يلوذون بك وانتزعها مني.
فقال: بلغ من تسكين شعرك أن تؤثره على الصلاة. وكتب بذلك إلى والده، فبعث عبد العزيز رسولاً إليه فما كلمه حتى حلق شعره قصة تسميته بأشج بني أمية: دخل عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى إصطبل أبيه فضربه فرس فشجه فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول: إن كنت أشج بني أمية إنك إذاً لسعيد. فقد كانت تلك رؤيا رآها جده عمر بن الخطاب منتهاها أنه سيأتي من صلبه غلام يكبر فيصبح على خلق عمر بن الخطاب في عدله وتقواه ، وقد كان.
ردّ للمال حرمته، ولبيت المال قداسته، فلا يُجبَى المال إلّا من وجه حق، ولا يُصرَف إلّا في وجهٍ مشروع. كما أعلن أنَّ المال ليس للتخزين، بل لصالح البلاد والعباد. ألغى أعمال الحجّاج والعمل بأحكامه الظالمة، ووضع الجزية عمّن أسلم، وساوى في العطاء بين العرب والموالي. فرض الأُعطيات للناس، وكان مناديه في كلّ يومٍ ينادي: أين الغارمون؟ أين الناكحون؟ أين المساكين؟ أين اليتامى؟ حتّى أغنى كلّ هؤلاء، فلم يبقى محتاج، ولا من يَقْبَلُ الصدقة. عيَّن خدّاماً للعميان والزمنى (دائم المرض أو الضعيف من الكبر)، والمُقعدين واليتامى. أصلح التجارة والزراعة والاقتصاد، ووحَّد المكيال، وجعل الدولة تتحكّم في سياسة النقود. نشر الإسلام في بقاع الأرض، حتّى دخله البربر وملوك الهند والسند ومن تابعهم. ناقش أرباب المذاهب كالقدريّة والخوارج، حتّى ردّ معظمهم إلى الصواب، وطواهم تحت جناحه. شاع في عهد بعض الخلفاء الحطّ على علي بن أبي طالب وآله، وسبّهم، وشجّع على ذلك أصحاب النزعة المعادية لآل البيت. ولما جاء عمر بن عبد العزيز أمسك عن ذلك، ونهى عنه، وكتب إلى ولاته في الآفاق بتركه، وامتدحه الناس على ذلك. كما أكرم آل البيت، وأغدق عليهم الأعطيات، وردَّ لهم ما كانوا يأخذونه في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأمرهم ألا يقفوا ببابه إذا أرادوا حاجة، بل يدخلون بلا إذن.