عروة بن مسعود هو عروة بن مسعود بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي. عروة بن مسعود - رضي الله عنه. وهو عم والد المغيرة بن شعبة، وأمه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف أخت آمنة، كان أحد الأكابر من قومه، وقيل: إنه المراد بقوله عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ قال ابن عباس وعكرمة ومحمد بن كعب وقتادة والسدي: المراد بالقريتين مكة والمدينة، واختلفوا في تعيين الرجل المراد، فعن قتادة أرادوا الوليد بن المغيرة من أهل مكة وعروة بن مسعود الثقفي من أهل الطائف. حاله في الجاهلية: قالوا: كان عروة بن مسعود حين حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف بجرش يتعلم عمل الدبابات والمنجنيق ثم رجع إلى الطائف بعد أن ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمل الدبابات والمنجنيق والعرادات وأعد ذلك حتى قذف الله عز وجل في قلبه الإسلام فقدم المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم.. قصة إسلامه قال ابن إسحاق: لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف اتبع أثره عروة بن مسعود بن معتب حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه بالإسلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن فعلت فإنهم قاتلوك ".
مكانته التاريخية: يعد عروة بن الزبير بحق أول من صنف في المغازي كما ذكر الواقدي (البداية: ج9، ص: [136])، ولكن مصنفاته لم تكن كتباً بالمفهوم المتعارف عليه الآن بين الدارسين؛ وإنما كانت عبارة عن رسائل تجمع كل رسالة الروايات التي تتناول موضوعاً أو حديثاً معيناً يشبه ما يُسمَّى الآن الفصل من الكتاب يصوغه بأسلوبه الخاص، يقول الأستاذ محمد شفيق غبريال: "وعندما دوَّنت هذه الأخبار، دونت منفصلة، فنجد كتاباً عن وقعة الجمل أو صِفِّين، أو ما إلى ذلك" (أ. جامع عروة بن مسعود – SaNearme. محمد شفيق غبريال؛ بحث بعنوان: أساليب كتابة التاريخ عند العرب - مجلة مجمع اللغة العربية [] ، ج14، ص: [20]، ط سنة 1962م). وربما كان ذلك هو الشائع في عصره؛ لا في التاريخ فحسب بل في سائر الفنون، فعن تدوين الحديث مثلاً يقول الأستاذ محمد محمد أبو زهو: "وكانت طريقتهم تتبع وحدة الموضوع، فهم يجمعون في المؤلف الواحد الأحاديث التي تدور حول موضوع واحد؛ كالصلاة مثلاً، يجمعون الأحاديث الواردة فيها في مؤلف واحد" (أ. محمد محمد أبو زهو: الحديث والمحدِّثون، ص: [129]). مروياته التاريخية: وصل إلينا كثير من مرويات عروة التاريخية متناثرة عند ابن هشام في (السيرة)، والواقدي في (المغازي)، وابن سعد في (الطبقات)، وابن شبة النميري في (تاريخ المدينة)، والطبري في (تاريخ الرسل والملوك)، وفي بعض المصادر المتأخرة مثل: ابن عبد البر في (الاستيعاب)، وابن الأثير في (أسد الغابة)، والذهبي في كتابيه (السيرة، والمغازي)، وابن كثير في (البداية والنهاية)، والسيوطي في (الخصائص).
وحروب الردة، وموقعة أجنادين، وتفرغ أبي بكر رضي الله عنه لإدارة شئون المسلمين، وتركه التجارة، ومرض أبي بكر الصديق، ومكان وتاريخ وفاته، ومن خلال مروياته المتفرقة عن أبي بكر رضي الله عنه نستطيع أن نقول أنه قدَّم صورة عن أهم الأحداث في عصره. عروة بن مسعود الثقفي. ثم تحدَّث عن واقعة اليرموك، والقادسية، وعن ذهاب عمر بن الخطاب [] رضي الله عنه إلى فلسطين [] ، وعن قصة إصابة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه في طاعون عمواس، واشتداد عمر رضي الله عنه في محاسبة أهله، وبعض الأخبار المتناثرة عن الحياة الاجتماعية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وتكلَّم في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه عن مدى الغنى الذي وصل إليه الناس في عصره، وعن مجيء الثوار إلى المدينة وحصارهم له، وعن مجادلة أهل مصر [] له، ثم تحدَّث عن واقعة الجمل، وعن النزاع الذي وقع بين أهل بيته وبين بني أمية، وقد حكى قصته بنزاهة تامة دون تحيز لأهل بيته. أبرز السمات العامة لمرويات عروة بن الزبير: الاقتصار على تناول تاريخ الإسلام فقط، باستثناء حديثه عن بعض إرهاصات النبوة التي سبقت نزول الوحي، مثل: الرؤيا الصادقة[3]، وخبر يسير عن زيد بن عمرو بن نفيل وإظهاره الحنيفية، ذكره عن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها (ابن هشام: ج1، ص: [225]).
[7] المرجع السابق 3/180. [8] المرجع السابق نفس الصفحة. [9] سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 3/361. [10] هو خراش بن أمية بن ربيعة بن الفضل الخزاعي ثم الكلبي، أبو نضلة، شهد المريسيع والحديبية وحلق رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ وفي العمرة التي تليها، توفي في آخر خلافة معاوية. بتصرف، الاستيعاب 1/427، والإصابة 1/421. [11] انظر الحديث الطويل الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهما 4/323. وسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 3/363. عروه بن مسعود الثقفي. [12] هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى القرشي العدوي أبو حفص أمير المؤمنين، قيل ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وكانت إليه السفارة في الجاهلية، كان عند المبعث شديداً على المسلمين، ثم أسلم فكان إسلامه فتحا عليهم، قال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام)). وكان أحبهما إلى الله عمر، من أوائل المهاجرين إلى المدينة وشهد المشاهد كلها مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتوفي وهو عنه راض، وفي عهده فتحت الشام والعراق ومصر، قتله أبو لؤلؤة المجوسي سنة 23 هـ رضي الله عنه.
عاد بُدَيْل بن وَرْقاء الخزاعي [1] ومن معه إلى قريش وأبلغوها مقالة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبروهم أنه إنما جاء زائراً للبيت ومعظماً لحرمته، فازدادت قريش صلفاً وعناداً واتهموا بُديل وصحبه بالتحيز للمسلمين، وخاطبوهم بما يكرهون، وأصرُّوا على تعنتهم قائلين: (وإن كان جاء لا يريد قتالا، فوالله لا يدخلوا علينا عنوة أبدا، ولا تحدث بذلك عنا العرب) [2]. وحقيقة الأمر أن قريشا كانت أمام خيارات ثلاث: الأول: أن تصد المسلمين عن دخول مكة، وتمنعهم من أداء العمرة، وفي هذا حطٌ من شرفها، إذ كيف تصدُّ من جاء معظماً للبيت الحرام، وهذا سيثير حفيظة العرب ضدها. الثاني: أن تسمح للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بدخول مكة، وفي هذا أيضا حطٌ من كبريائها وكرامتها، إذ كيف يدخل عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم في حالة حرب معه، وبينهم ما بينهم من الدماء، بل ويتمتع بحمايتهم له في الحرم. الدكرورى يكتب عن عروة بن مسعود الثقفي ” جزء 1″ – جريدة المنصة الاخبارية. الثالث: أن تعرض على الرسول - صلى الله عليه وسلم - الرجوع، دون أن يدخل مكة، وتبعث لذلك رجالاً يستطلعون خبره، ويثنون من عزمه [3] ، خاصة بعد أن تأكد لديها أن قدومه لم يكن لحربها بل لأداء العمرة، وبعد أن حمل لهم بُديل بن ورقاء عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبلغهم إياه.
الإيجاز والاقتصار على الجانب المهم من الرواية أو الخبر؛ انظر مثلاً: حديثه عن إسلام أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه إذ يقول: "دخل عليه -أي رسول الله صلى الله عليه وسلم- أبو سفيان وبديل بن ورقاء وحكيم بن حزام بمنزله بمر الظهران فبايعوه على الإسلام، فلما بايعوه بعثهم بين يديه إلى قريش يدعونهم إلى الإسلام، فأخبرت أنه قال: « من دخل دار أبي سفيان فهو آمن -وهي بأعلى مكة- ومن دخل دار حكيم - وهي بأسفل مكة - فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه وكف يده فهو آمن »" (الطبري: ج3، ص: [55]، والحديث في صحيح مسلم [] ؛ ج3، رقم: [1780])، هذه الرواية الموجزة نراها قصة طويلة عند ابن إسحاق والواقدي تمتد لصفحات. النزاهة والموضوعية والبُعد عن التعصُّب حتى ولو لأقرب الأقربين له، فقد روى أن سيف الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه لأبي دجانة رضي الله عنه يوم أحد طلبه أبوه الزبير رضي الله عنه فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيه له (الطبري: ج2، ص: [510]).
محتويات المقال حكم أخذ الأجرة على الأعمال الصالحة حكم أخذ الأجرة على قراءة القرآن الكريم في المناسبات حكم أخذ الأجرة في تعليم القرآن أخذ الأجرة على القرب نتطرق من خلال موسوعة إلى الحديث عن حكم أخذ الأجرة على الأعمال الصالحة إذ تعتبر مجموعة من الأعمال الصائبة التي يقوم بها المسلم والموافقة لشرع المولى عز وجل ومنها التعبد والتقرب له سبحانه. حكم أخذ الأجرة على الأعمال الصالحة - منبع الحلول. فيما يحصل المسلم مقابل تلك الأعمال على الثواب والأجر من الكريم، وهو يعد فرض عين على كل مسلم لأنه احد أنواع الإحسان الذي يحتل المرتبة الثالثة من مراتب الإسلام، حيث تشمل الإسلام ويليه الإيمان، من ثم الإحسان. يظن البعض أن العمل الصالح يقتصر على العبادات وإقامة فرائض الرحيم فقط، بل انه اشتمل على كل جوانب الحياة التي تعود بالنفع على الناس مثل العدل والتعاون وإعانة المحتاج، فضلًا عن قضاء دين الغارم واتباع الجنائز. حكم أخذ الأجرة على الأعمال الصالحة يتسابق الجميع لإرضاء ربهم بقيامهم بالأعمال الصالحة فمنهم من يعينه المولى على قضاءها لأجله ومنهم من يتخذ عليها أجرًا، نستعرض فيما يلي حكم أخذ الأجرة على الأعمال الصالحة وفقًا لتقسيمات ابن عثيمين: لا ينبغي أن تكون النية لدى العبد الحصول على المال مقابل ما يقوم به من أعمال، إذ يحرم عليه الأجر.
بالإضافة إلى ما روي عن عبد الرحمن بن شبل أن محمد صلى الله عليه وسلم قال (اقرأوا القرآنَ ولا تأكُلوْا بهِ ولا تستكثِروا بهِ ولا تغلوْا فيه ولا تجفوْا عنهُ). كذا يرى البعض انه أمرًا غير مستحب فقد حذرنا منه النبي الكريم وقال (اقرؤوا القرآنَ، و سلوا اللهَ به، قبلَ أن يأتيَ قومٌ يقرؤون القرآنَ فيسألُون به الناسَ)، رواه عمران ابن الحصين رضي الله عنهما. حكم أخذ الأجرة في تعليم القرآن اختلف البعض حول حكم أخذ الأجرة لتعليم القران، فمنهم من رأى انه أمر جائز ومنهم من رأى ضرورة الاكتفاء بأجر تعليم السنة، نوضح ذلك فيما يلي: يعد الأصل في العبادات عدم اتخاذ المسلم لأجرًا مقابل القيام بها، فأجره عند المولى عز وجل، ونرى ما ورد في سور هود بالأيتين الخامسة عشر والسادسة عشر لقوله تعالى (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ). حكم أخذ الأجرة على الأعمال الصالحة – المعلمين العرب. قد تتعد أسباب تعلم العبد للقران، فهناك من يتعلم الرقية بالقران أو تعليم الحديث.
ذكر المولى عز وجل في كتابه الكريم بسورة الأعلى الآيتين رقم 15 و16 فضل الأخرة عن الدنيا، بينما قال ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ). كما قد يكون الأمر جعالة وهو ما يتحصل عليه المسلم على أمر يفعله، على سبيل المثال مناداة احد المصلين على احد للقيام بالأذان وله مبلغ من المال، ويرى أهل العلم أن هذا الأمر جائز لأنه ليس إلزاميًا. حكم أخذ الأجرة على الأعمال الصالحة - موسوعة عين. بالإضافة إلى التعويض من بيت المال أي الحصول على المقابل من أموال الدولة، الأمر الذي أباحه علماء الفقه والمشايخ لأنه من احد المصارف الشرعية لبيت المال. حكم أخذ الأجرة على قراءة القرآن الكريم في المناسبات يتحصل الكثير من القراء على اجر في مقابل تلاوتهم لآيات المصحف الشريف في المناسبات، نوضح فيما يلي حكم أخذ الأجرة على الأعمال الصالحة وخاصة قراءة القران: رأى المركز الأزهري للفتوى انه لا يوجد مانع شرعي من الحصول على أجرة مقابل قراءة القران في العديد من المناسبات، من بينها المآتم. فيما يرى البعض أن قراءة القران في المناسبات من الأمور المستحدثة والمبتدعة، ويسندوا على ذلك إلى ما رواه جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما دخل إلي المسجد ورأى جماعة يرتلون القران فقال لهم (اقرءوا القرآنَ وابتغوا به وجهَ اللهِ عزَّ وجلَّ من قبلِ أن يأتِيَ قومٌ يُقيمونه إقامةَ القدحِ يتعجَّلونه ولا يتأجلونه.
وحمل بعضهم الأَجْرَ في هذا الحديث على الثواب، وسياقُ القصة التي في الحديث يأبى هذا التأويل، وادَّعى بعضهم نسخه بالأحاديثِ الواردة في الوعيد على أخذ الأُجرة على تعليم القرآن، وقد رواها أبو داود [13] وغيره. وتُعُقِّبَ: بأنه إثباتٌ للنسخِ بالاحتمال، وهو مردودٌ، وبأن الأحاديث ليس فيها تصريح بالمنع على الإطلاق بل هي وقائع أحوال مُحتملة للتأويل؛ لتوافق الأحاديث الصحيحة كحديثي الباب، وبأن الأحاديث المذكورة ليس فيها ما تَقُوم به الحجة فلا تُعارِض الأحاديث الصحيحة، وسيكون لنا عَوْدةٌ إلى البحث في ذلك في كتاب النكاح في باب التزويج على تعليم القرآن)) [14]. وقال في (( الاختيارات)): ((ولا يصح الاستئجار على القراءة وإهدائها إلى الميت؛ لأنه لم يُنقل عن أحدٍ من الأئمة الإذن في ذلك، وقد قال العلماء: إن القارئ إذا قرأ لأجلِ المال فلا ثواب له، فأيُّ شيءٍ يُهدِي إلى الميت، وإنما يَصلُ إلى الميت العمل الصالح، والاستئجار على مُجرَّد التلاوة لم يقل به أحدٌ من الأئمة، وإنما تنازعوا في الاستئجار على التعليم. ولا بأس بجواز أخذ الأُجرةِ على الرُّقْيَة، ونصَّ عليه أحمد [15] ، والمُستَحَب: أن يأخذ الحاج عن غيره ليحج لا أن يحج ليأخذ [431ب]، فمن أحبَّ إبرار الميت، أو رؤية المشاعر فيأخذ ليحج، ومثله كل رِزْقٍ أُخِذَ على عملٍ صالح، ففرقٌ بين من يقصد الدين، والدنيا وسيلته وعكسه.... إلى أن قال: وأما ما يُؤخذ من بيت المالِ فليس عِوضًا وأجرة، بل رزق للإعانة على الطاعة، فمن عمل منهم لله أُثيبَ، وما يأخذه رزقٌ للإعانة على الطاعة، وكذلك المال الموقوف على أعمال البرِّ والموصى به والمنذور، كذلك ليس كالأجرة والجُعْلِ في الإجارة والجَعَالَة الخاصة)) [16].
قال ابن حجر في التلخيص الحبير 2 /218: مغيرة مختلَف فيه، واستنكر أحمد حديثه، وناقض الحاكم فصحح حديثه في المستدرك، واتهمه به في موضع آخر، فقال: يُقال إنه حدث عن عبادة بن نسي بحديث موضوع. وقال في الدراية: 2 /188: إسناده ضعيف. وأخرجه أبو داود 3417، وأحمد 5 /324، والحاكم 3 /356، والبيهقي 6 /125، من طريق بشر بن عبدالله بن يسار، عن عبادة بن نُسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، به. قال ابن حجر في الدراية 2 /188: إنه أقوى من الحديث الأول. قال البيهقي: هذا حديث مختلف فيه على عبادة بن نُسي كما ترى، وحديث ابن عباس وأبي سعيد [في قراءة الفاتحة على اللديغ] أصح إسنادًا منه. [14] فتح الباري 4 /453- 454. [15] شرح منتهى الإرادات 4 /41- 42، وكشاف القناع 9/92- 93. [16] الاختيارات الفقهية ص152- 153.
وقال ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (أحقُّ ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله). وقال الشَّعبي: لا يَشترط المُعَلِّم إلا أن يُعطَى شيئًا فَليَقبَلْهُ، وقال الحَكَم: لم أسمع أحدًا كره أجر المُعَلِّم، وأَعطَى الحسن دراهم عشرةً، ولم يَرَ ابنُ سيرين بأجر القَسَّام بأسًا، وقال: كان يُقَالُ: السُّحْت: الرِّشْوَة في الحُكم، وكانوا يُعطَون على الخَرْص، وذكر حديث أبي سعيد [9])). قال الحافظ: ((وقد اعتُرض على المصنف: بأن الحُكْمَ لا يختلف باختلاف الأمكنة، ولا باختلاف الأجناس، وتقييده في الترجمة بأحياءِ العرب يُشعرُ بحصرهِ فيه. ويمكن الجواب: بأنه تَرْجَم بالواقعِ، ولم يتعرَّض لنفي غيره، وقد تَرْجَم عليه في الطِّبِّ: الشروط في الرُّقْيَةِ بقطيع من الغنم، ولم يقيده بشيءٍ، وترجم فيه أيضًا: الرُّقْيَة بفاتحةِ الكتاب. قوله: (وقال ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أَحَقُّ ما أخذتُمْ عليه أَجْرًا كِتَابُ الله)، هذا طرف من حديث وَصَله المؤلِّفُ رحمه الله في الطب [10] ، واستدل به للجمهور [11] في جواز أخذ الأُجرةِ على تعليمِ القرآنِ. وخالف الحنفية [12] فمنعوه في التعليم وأجازوه في الرُّقَى كالدواء، قالوا: لأن تعليم القرآنِ عِبادة والأَجْرُ فيه على الله، وهو القياس في الرُّقَى، إلا أنهم أجازوه فيها لهذا الخبر.