انس بن مالك ، اليوم سوف نعرض لكم بمشيئة الله تعالى قصة بطل من أعظم الأبطال الذين لم تجد لهم شبيه فى الدنيا ونشأته وحياته ووفاته، ألا وهو الصحابى الجليل خادم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ولد في الجاهلية وكان مولي ورفيق الرسول وكاتم سره أنس بن مالك ابن النضر الأنصارى.
قال: يا أمير المؤمنين ، البيعة أولا ، فبسط يده. حماد بن سلمة: أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر ، عن أنس ، قال: استعملني أبو بكر على الصدقة ، فقدمت ، وقد مات ، فقال عمر: يا أنس أجئتنا بظهر ؟ قلت: نعم. قال: جئنا به ، والمال لك. قلت: هو أكثر من ذلك. قال: وإن كان ، فهو لك. وكان أربعة آلاف. روى ثابت ، عن أنس ، قال: صحبت جرير بن عبد الله ، فكان يخدمني ، وقال: إني رأيت الأنصار يصنعون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، لا أرى أحدا منهم إلا خدمته. [ ص: 402] وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لأنس: يا ذا الأذنين. وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخصه ببعض العلم. إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - ومن صغار الصحابة - أنس بن مالك- الجزء رقم3. فنقل أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه طاف على تسع نسوة في ضحوة بغسل واحد. قال خليفة بن خياط: كتب ابن الزبير بعد موت يزيد إلى أنس بن مالك ؛ فصلى بالناس بالبصرة أربعين يوما. وقد شهد أنس فتح تستر. فقدم على عمر بصاحبها الهرمزان فأسلم ، وحسن إسلامه - رحمه الله. قال الأعمش: كتب أنس إلى عبد الملك بن مروان - يعني لما آذاه الحجاج -: إني خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسع سنين ، والله لو أن النصارى أدركوا رجلا خدم نبيهم ، لأكرموه.
حسين بن واقد: عن ثابت ، عن أنس ، قال: دعا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: اللهم أكثر ماله وولده ، وأطل حياته ، فالله أكثر مالي حتى إن كرما لي لتحمل في السنة مرتين ، وولد لصلبي مائة وستة. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل في سنة اثنتين وتسعين وستمائة ، أخبرنا محمد بن خلف ، أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ ، أخبرنا أحمد ومحمد ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، أخبرنا علي بن محمد القرظي ، حدثنا أبو عمرو بن حكيم ، أخبرنا أبو حاتم الرازي ، حدثنا الأنصاري ، حدثني حميد ، عن أنس ؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أم سليم ، فأتته بتمر وسمن ، فقال: أعيدوا تمركم في وعائكم ، وسمنكم في سقائكم ، فإني صائم. ثم قام في ناحية البيت ، فصلى بنا صلاة غير مكتوبة ، فدعا لأم سليم وأهل بيتها. فقالت: يا رسول الله! إن لي خويصة. قال: وما هي ؟ قالت: خادمك أنس. فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به ، ثم قال: اللهم ارزقه مالا وولدا ، وبارك له فيه. انس بن مالك رضي الله عنه هو. قال: فإني لمن أكثر الأنصار مالا ، وحدثتني أمينة ابنتي: أنه دفن من صلبي إلى مقدم الحجاج البصرة تسعة وعشرون ومائة. [ ص: 400] الطيالسي: عن أبي خلدة قلت لأبي العالية: سمع أنس من النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: خدمه عشر سنين ، ودعا له ، وكان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين ، وكان فيها ريحان يجيء منه ريح المسك.
ودينار أبو مكيس ، وخراش بن عبد الله ، وموسى الطويل ، عاشوا مديدة بعد المائتين ، فلا اعتبار بهم. [ ص: 397] وإنما كان بعد المائتين بقايا من سمع من ثقات أصحابه كيزيد بن هارون ، وعبد الله بن بكر السهمي ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، وأبي عاصم النبيل ، وأبي نعيم. وقد سرد صاحب " التهذيب " نحو مائتي نفس من الرواة عن أنس. وكان أنس يقول: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وأنا ابن عشر ، ومات وأنا ابن عشرين. وكن أمهاتي يحثثنني على خدمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فصحب أنس نبيه - صلى الله عليه وسلم - أتم الصحبة ، ولازمه أكمل الملازمة منذ هاجر ، وإلى أن مات ، وغزا معه غير مرة ، وبايع تحت الشجرة. وقد روى محمد بن سعد في " طبقاته ": حدثنا الأنصاري ، عن أبيه ، عن مولى لأنس ؛ أنه قال لأنس: أشهدت بدرا ؟ فقال: لا أم لك ، وأين أغيب عن بدر. ثم قال الأنصاري: خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر ، وهو غلام يخدمه. سير أعلام النبلاء/أنس بن مالك - ويكي مصدر. وقد رواه عمر بن شبة ، عن الأنصاري ، عن أبيه عن ثمامة ، قال: قيل لأنس:.. فذكر نحوه.. قلت: لم يعده أصحاب المغازي في البدريين لكونه حضرها صبيا [ ص: 398] ما قاتل ، بل بقي في رحال الجيش.
سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي الجزء الأول | الجزء الثاني | الجزء الثالث | الجزء الرابع | الجزء الخامس | الجزء السادس | الجزء السابع | الجزء الثامن | الجزء التاسع | الجزء العاشر
[ ص: 404] همام: عن ابن جريج ، عن الزهري ، عن أنس أنه نقش في خاتمه: " محمد رسول الله " فكان إذا دخل الخلاء ، نزعه. قال ابن عون: رأيت على أنس مطرف خز ، وعمامة خز ، وجبة خز. روى عبد الله بن سالم الأشعري ، عن أزهر بن عبد الله ، قال: كنت في الخيل الذين بيتوا أنس بن مالك ، وكان فيمن يؤلب على الحجاج ، وكان مع ابن الأشعث ، فأتوا به الحجاج ، فوسم في يده: عتيق الحجاج. قال الأعمش: كتب أنس إلى عبد الملك: قد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين ، وإن الحجاج يعرض بي حوكة البصرة ، فقال: يا غلام ، اكتب إلى الحجاج: ويلك قد خشيت أن لا يصلح على يدي أحد ، فإذا جاءك كتابي ، فقم إلى أنس حتى تعتذر إليه ، فلما أتاه الكتاب ، قال للرسول: أمير المؤمنين كتب بما هنا ؟ قال: إي والله ؛ وما كان في وجهه أشد من هذا. ص25 - كتاب أطراف الغرائب والأفراد - مسند أنس بن مالك الرواة عنه على حروف المعجم - المكتبة الشاملة. قال: سمعا وطاعة ، وأراد أن ينهض إليه ، فقلت: إن شئت ، أعلمته. فأتيت أنس بن مالك ، فقلت: ألا ترى قد خافك ، وأراد أن يجيء إليك ، فقم إليه. فأقبل أنس يمشي حتى دنا منه ، فقال: يا أبا حمزة غضبت ؟ قال: نعم. تعرضني بحوكة البصرة ؟ قال: إنما مثلي ومثلك كقول الذي قال: " إياك أعني واسمعي يا جارة " أردت أن لا يكون لأحد علي منطق.
قَالَ حَسَّانُ: فَعَدَدْنَا مَا دُونَ مَنِيحَةِ الْعَنْزِ مِنْ رَدِّ السَّلَامِ, وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ, وَإِمَاطَةِ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَنَحْوِهِ, فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً. [7] وهذا يبين كثرة طرق الخير في هذه الشريعة وأنه لا حصر لها, فمهما اجتهد العبد وعمل لن يحصي طرق الخير كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان رضي الله عنه: ( اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا, وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةُ, وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ)[8], وهذا هو الواجب على المؤمن أن يجتهد في تحصيل خصال الخير لكنه لن يحصيها, ولهذا قال صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ, فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا, وَأَبْشِرُوا)[9].
فائدة في رواية مسلم من الزيادة أعلاها لا إله الا الله وادناها إماطة الاذي عن الطريق وفي هذا إشارة إلى أن مراتبها متفاوتة أهـ كلامه رحمه الله. وهو كلام نفيس.
البرهان في شعب الإيمان تأليف علي الشربجي الناشر دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع تاريخ النشر 2001 مكان النشر دمشق - سوريا رقم الطبعة 1 عدد الأجزاء عدد الصفحات 463 يستعرض هذا الكتاب شعب الإيمان وما يدور حولها ويلحق بها من النصوص والأدلة كما عدها الحليمي في كتابه " المنهاج في شعب الإيمان " والبيهقي في " الجامع لشعب الإيمان " وقد وضعها المؤلف في هذا الكتاب مختصرة وجمع تحت كل شعبة ما يتعلق بها من الأدلة والأحكام كما سبق آنفا ، وضم إليها ما هو مناسب من الحكم والمواعظ المناسبة لأيامنا. هذه المادة عبارة عن عرض كتاب، وهو غير متوفر لدينا بصيغة إلكترونية.
[5] مصادر البيهقي في شعب الايمان [ عدل] كتاب المنهاج في شعب الإيمان، وهو كتاب للحليمي الجرجاني، المتوفى سنة 403هـ، وقد أخذ منه البيهقي الكثير وكذا أخذ عن المحاسبي وابن فورك. [6] نسخ الكتاب [ عدل] هناك نسخة خطية من الكتاب في مكتبة أحمد الثالث بتركيا استانبول برقم (499) من ثلاث مجلدات، ونسخة مصورة عنها بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، مكتبة الدراسات العليا، رقم (316 - 321). ونسخة أخرى في مكتبة نور عثمانية بتركيا تحمل رقم (801، 1124، 1125). كما يوجد مجلد منه في دار الكتب المصرية يحمل رقم (714)، (85 ق) [7] الطبعات [ عدل] طبعة الدار السلفية بومباي الهند تحقيق عبد العلي حامد 1406 هـ. [8] طبعة المطبعة العزيزية، حيدرآباد، بالهند. تصحيح الحافظ عزيز بيك القادري، 1406 هـ. [9] طبعة دار الكتب العلمية، بيروت ، لبنان. تحقيق: أبو هاجر السعيد بن بسيوني زغلول (1421-2000) [10] مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، الرياض ، السعودية. تحقيق: عبد العلي عبد الحميد حامد (1423 - 2003) [3] مختصرات لشعب الإيمان [ عدل] قام مجموعة من العلماء بوضع مختصرات لشعب الإيمان ومنها: [11] مختصر شمس الدين القونوي. مختصر الإمام، معين الدين: محمد بن حمويه، وفيه: سبعة وسبعون بابا مختصر لأبي حفص عمر القزويني (ت 669 هـ)، طبع بالقاهرة في السنوات 1310 = 1924 و1340 هـ بتحقيق زكريا بن يوسف، وقد طبع مؤخرا بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرنؤوط بدار ابن كثير - دمشق.