فقال له رستم: ما جاء بكم؟ فقال له: لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة (هذا هو المفهوم عند ربعي بن عامر، وعند الجيش المسلم في معظم الأحاديث التي دارت: أن الله I قد ابتعث هذه الطائفة؛ لتقوم بمهمة وليست للبحث عن الغنائم، أو الطغيان في البلاد)، فمن قَبِلَ ذلك منا قبلنا منه، وإن لم يقبل قبلنا منه الجزية، وإن رفض قاتلناه حتى نظفر بالنصر. فقال له رستم: قد تموتون قبل ذلك. فقال: وعدنا الله I أن الجنة لمن مات منا على ذلك، وأن الظفر لمن بقي منا. ربعي بن عامر في بلاط كسرى. فقال له رستم: قد سمعت مقالتك (أي فهمت مقصدك)، فهل لك أن تؤجلنا حتى نأخذ الرأي مع قادتنا وأهلنا؟ فهو يطلب منه مهلة يفكر فيها، فقال له: نعم، أعطيك كم تحب: يومًا أو يومين؟ أى: من الممكن أن نعطيك فرصة من غير أن نحاربكم لمدة يوم أو يومين؛ فقال له رستم: لا، ولكن أعطني أكثر؛ إنني أخاطب قومي في المدائن. فقال: إن رسول الله قد سنَّ لنا أن لا نمكن آذاننا من الأعداء، وألا نؤخرهم عند اللقاء أكثر من ثلاث (أي ثلاثة أيام فقط حتى لا يتمكنوا منا ويتداركوا أمرهم)، فإني أعطيك ثلاثة أيام بعدها؛ اختر الإسلام ونرجع عنك أو الجزية، وإن كنت لنصرنا محتاجًا نصرناك، وإن كنت عن نصرنا غنيًّا رجعنا عنك، أو المنابذة في اليوم الرابع، وأنا كفيل لك عن قومي أن لا نبدأك بالقتال إلا في اليوم الرابع، إلا إذا بدأتنا (أي: أنا ضامن لك أن لا يحاربك المسلمون إلا في اليوم الرابع).
؟ " ، فقالوا له: "اياك أن تميل إلى شيء من هذا ، وتدع دينك لهذا الكلب أما ترى إلى ثيابه! ؟ " فقال لهم وقد كان اكثرهم حكمة: " ويحكم لا تنظروا إلى الثياب ، ولكن انظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، فان العرب يستخفون باللباس ، والمأكل ، ويصونون الأحساب ، ليسوا مثلكم في اللباس ، ولا يرون فيه ما ترون " فانكر القوم من قائدهم ذلك وظنوا به الظنون ، ثم تقدموا إلى ربعي ، وتناولوا سلاحه وجعلوا يزهدونه فيه. فقال لهم ربعي: هلاّ نظرتم ؟ ثم عمد إلى استعراض صغير أراهم فيه مدى مهارته في استخدام سلاحه والتحصن بدرعه فيما هم لم يفلحوا في ذلك. ثم قال لهم: " يا أهل فارس إنكم عظمتم الطعام واللباس والشراب ، وإنا صغرناهن ، ثم رجع إلى أن ينظروا إلى الأجل. خطبة عن الصحابي: (ربعي بن عامر التميمي) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. وانصرف ، فالمؤمن بالله عز وجل لا يذل ولا يخنع لأي أحد سوى الله؛ لأنه يعلم علم اليقين أن الله تعالى هو المدبر لهذا الكون القائم بأمره ، المؤمن لا يذل نفسه لغير الله ، حتى وإن كان في يد هذا البشر مظاهر القوة المادية ، إلا أنه ضعيف أمام الله عز وجل. فها هو ربعي بن عامر رضى الله عنه ، يقف أمام رستم قائد الفرس وهو في زينته ،وبين جنوده وحرسه، فلا يذل له بل يقف أمامه كالليث أمام فريسته أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ال خطبة الثانية (الصحابي: ربعي بن عامر التميمي) فلما كان الغد طلب الفرس من القائد سعد بن ابي وقاص ان يرسل اليهم ربعيا، فارسل اليهم حذيفة بن محصن ، فكان على هيئة ربعي وصنع بهم كما صنع ، وقالوا له كما قالوا له ، فلما وصل الى رستم قال له: اين صاحبنا الذي كان بالأمس ؟ قال: إن أميرنا يحب أن يعدل بيننا في الرخاء والشدة فهذه نوبتي.
فخلال فتح المسلمين لفارس أرسل رستم قائد الفرس يطلب من المسلمين وفدا للحديث معه؛ وذلك لرغبته الأكيدة في الصلح، أو أية وسيلة أخرى يرجع بها الجيش المسلم دون الدخول معه في حرب, فذهب ربعي بن عامر ليقابل رستم، و"ربعي" هذا لم يكن من قواد الجيوش الإسلامية، ولكنه سيد في قومه. إليكم الحوار.. رستم: ائذنوا له بالدخول. فدخل "ربعي" بفرسه على البُسُطِ (السجاد) الممتدة أمامه، وعندما دخل بفرسه وجد الوسائد بها ذهب؛ فقطع إحداها، ومرر لجام فرسه فيها وربطه به، ثم أخذ رمحه، واتجه صوب رستم وهو يتكئ عليه، والرمح يدب في البسط فيقطعها، ووقف أهل فارس في صمت، وكذلك رستم، وبينما هم يفكرون في جلوسه جلس على الأرض، ووضع رمحه أمامه يتكئ عليه، وبدأ رستم بالكلام. رستم: ما دعاك لهذا؟ (أي: ما الذي دفعك للجلوس على الأرض؟). "ربعي": إنا لا نستحب أن نجلس على زينتكم. أحداث خالدة في معركة القادسيـة - موقع مقالات إسلام ويب. رستم: ما جاء بكم؟ "ربعي": لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فمن قَبِلَ ذلك منا قبلنا منه، وإن لم يقبل قبلنا منه الجزية، وإن رفض قاتلناه حتى نظفر بالنصر. رستم: قد تموتون قبل ذلك.
فقال: إني لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم ، أنتم دعوتموني ، فإن أبيتم أن آتيكم كما أريد رجعت. فاخبروا رستم فقال دعوه ، فإنما هو رجل واحد ، فاقبل يتوكأ على نصل رمحه ،و يقارب الخطو ، ويخرق لهم النمارق والبسط ، فما ترك لهم نمرقة ولا بساطا إلا أفسده وتركه مخرقا ، فلما دنا من رستم ، تعلق به الحرس، وجلس على الأرض ،وركز رمحه بالبسط ، فقالوا: ما حملك على هذا ؟ ( أي لم تجلس على الأرض) ، قال: إنّا لا نستحب القعود على زينتكم هذه.
ولن أصل في هذه الدعوة إلى أن تكون على حساب المجهودات القائمة اليوم في سبيل إعادة الثقة الدينية بين أبناء المسلمين في البلاد المسلمة، والتي يتعرضون فيها إلى أصناف كثيرة من محاولات إخراجهم إخراجًا تامًّا عن دينهم، ويأتي على رأس هذه الأصناف تيار التنصير يزداد يومًا بعد يوم،وما تلكم إلا أصناف من التحديات التي يواجهها المسلمون، تنصب على دينهم محاولة جادة لنزعه من الصدور، وهيهات أن يتم ذلك ما بقي بين المسلمين ذوو المحجة البيضاء، وهم بفضل الله باقون. إذًا نحن بحاجة اليوم - في معظمنا - إلى أن نقول للآخرين: إننا مسلمون بملء فينا،ولن نقول (بملء فينا) ما لم تكن أذهاننا بها قد امتلأت، وعلى الذين يملكون أساليب ملؤها الأذهان تقع مسؤولية كبرى سيسألون عنها لا محالة، فكان الله في عونهم،وكان الله في عون الجميع. مرحباً بالضيف