من وجد الله فماذا فقد ، ومن فقد الله فماذا وجد"الله:) كن مع الله يكن معك ☝️ - YouTube
والأنس بالله شعور يمتزج بالهيبة والخشوع، يغمر كيان الإنسان كله مما يجعله يجد سعادته في خلوته، وهناءه في وحدته، يناجي ربه.. يشكو همه إليه.. يشكره على نعمته.. يتغنى بالدعاء له والثناء عليه والتسبيح والتقديس له عز وجل، ويشعر بأن كل ما في الكون من مخلوقات نغمات مميزة تشترك معه في التسبيح لله عز وجل فيحس بأن هناك ألفة ومودة بينه وبين الطبيعة وجميع المخلوقات الأخرى.. هناك صداقة بينه وبين الكون.. إنه يفهم لغة الكون.. والكون يفهم لغته، وهذه اللغة المشتركة بينهما هي التسبيح والشكر لله والإحساس بآثار حب الله في الوجود كله. والأنس إحدى آثار المحبة وهو حال يصل إليه السالك معتمداً على الله، ساكناً إليه ، مستعيناً به، وفى الأنس تبقى الهيبة مع الله ، وبذلك يكون الأنس طمأنينة ورضا بالله. من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد الحلقه. ولا يشعر الإنسان المؤمن المحب لله بالأنس في أوقات العبادة فقط.. فإن فضل الله عليه عظيم حيث يفيض الله عليه بالأنس في أوقات الانشغال والاهتمام بأمور الحياة اليومية لأن الله يغمره ويملأ قلبه وكيانه كله، فأصبح الأنس بالله يحيط به سواء في وقت الانشغال أو في وقت العبادة. من كان في سخطه محسنا ** فكيف يكون إذا ما رضي بعض الناس يعتقدون أن الوحدة تعنـي أن يعيش الإنسان وحيداً أي وحدة الوجود الإنساني، في حين أن الإنسان المستأنس بالله في كل لحظة أيقن وعرف أن هذا ليس هو مفهوم الوحدة أو الغربة ، فإن الشعور بالوحدة هو فراغ القلب من حب الله.... والشعور بالغربة هو فراغ القلب من الأنس بالله….
حدثتني عن تلك الغصة التي تخنقها بشدة، حدثتني عن تلك العَبرَة.. عَبرَة ليست كغيرها مما عرفناه، تلك العَبرَة التي لا تفيض بها العيون، بل تسكبها على القلب فيلفح الخدودَ صقيعُ برودتها، ويكتوي القلب بلهيب نارها، تلك الدموع التي لا تجد لها مخرجا من الصدر فيستريح، تلك الدموع التي لا تغادرنا بل تسكننا فتحرقنا من الداخل، بماذا أخبر صديقتي وأنا أراها تسكب في غيب دموع الضياع، صمتها طويل ومخيف جدا، وعيناها شاردتان قد سُحِبَت منهما روح الحياة، تَنْظًر إليها فتعلم أنها تَنْظُر لعالم آخر عالم الهم والغم.