العنوان: فضل سورة الإخلاص وتفسيرها التاريخ: January 12, 2015 عدد الزيارات: 8328 الخطبة الأولى أما بعد: فإن القرآن الكريم كتاب مبارك لا كتابَ أفضلُ منه, فكل سوره وآياته جليلة القدر عظيمة النفع كثيرة البركة فيها الهدى والنور وسبب السعادة والسرور وكثرة الثواب والأجور، ومع ذلك فالله قد خص بعض سوره وبعض آياته بمزيد من الفضل والتكريم والإجلال والتعظيم على سائره وباقيه ولله في ذلك الحكمة البالغة. وإن من أعظم سور القرآن شأناً سورة الإخلاص سورة قل هو الله أحد فجاء في بيان فضلها عدد من الأحاديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم منها ما ينبه على كثرة ثوابها للترغيب في تلاوتها ومنها ما يشُّرع لنا القراءة بها في مواطن معينة ليحرص المسلم على تحري السنة في تلك الموطن فيقرأ بها فيها فيصيب ثواب السورة وثواب اتباع السنة. فضل قراءه سوره الاخلاص في الحلم. فمن فضلها أنها تعدل ثلث القرآن الكريم أي في الثواب والأجر كما ثبت عن أبي هريرة، قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أقرأ عليكم ثلث القرآن» ، فقرأ: قل هو الله أحد الله الصمد حتى ختمها رواه مسلم. وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟» قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: «قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن» رواه مسلم.
الدليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة: ففي صحيح البخاريِ ومسلم من حديثِ عائشةَ ، أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – بعثَ رجُلاً على سرية فكان يقرأُ لأصحابهِ في صَلاتِهِم فيَختمُ بـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، فلمَّا رجَعوا ذكَّرَوا ذلك للنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – فقال: "سلُوهُ: لأيِّ شيء يصنعُ ذلك؟ "، فسألُوهُ، فقال: لأنَّها صِفَةُ الرَّحمنِ، وأنا أُحبُّ أن أَقرأَ بِهَا، فقالَ النبيُّ – صلى الله عليه وسلم -: "أخبروهُ أن اللَّه يُحبُّهُ ". وقد قال الصحابي الجليل ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه: "مَنْ كانَ يحبُّ القرآنَ فهُوَ يحبُ اللَّهَ " َ. وقالَ: عبيدُ اللهِ عنْ ثابتٍ عن أنسٍ قالَ: كانَ رجُلٌ مِنَ الأنصارِ يؤُمُّهم في مسجدِ قُباءَ، وكانَ كلَّما افتتحَ سورةً يقرأُ بِهَا لهمْ في الصلاةِ ممَّا يقرأُ به، افتتح بـ (قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) حتى يفرغُ مِنْها، ثُمَّ يقرأُ سُورةً أُخرَى مَعَهَا، وكانَ يصنعُ ذلكَ في كلِّ ركعةٍ، وذكرَ الحديثَ، وفيه: فقالَ النبي – صلى الله عليه وسلم – "يا فلانُ، ما حملكَ على لزوم هذهِ السورةِ في كلِّ ركعةٍ؟ " فقال: إني أُحِبُّها، فقالَ: "حُبُّكَ إياهَا أدخلكَ الجنَّةَ".
ويقول عقبة بن عامر رضي الله عنه قال لي النبي صلى الله عليه وسلم وهـو يتحدث عن فضائل هذه السور الثلاث: • ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، وَ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾، وَ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾-: (( يَا عُقْبَةُ، لاَ تَنْسَاهُنَّ، وَلاَ تَبِتِ لَيْلَةً حَتَّى تَقْرَأَهُنَّ))، قَالَ: فَمَا نَسِيتُهُنَّ قَطُّ مُنْذُ قَالَ: لاَ تَنْسَاهُنَّ، وَمَا بِتُّ لَيْلَةً قَطُّ حَتَّى أَقْرَأَهُنَّ [4]. رابعًا: قراءتها تبني لقارئها بيتًا في الجنة: وهذا ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم بأن من قرأ سورة الإخلاص عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة ، فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( مَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ، بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ)). فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: إِذًا نَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (( اللهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ)) [5].
وعلى كل مسلم محب لله ورسوله ان يحرص على قراءة سورة الاخلاص كثيرا بعد ان عرف فضلها وثواب قراءتها. وفقنا الله لما يحب ويرضى.
والدليل من السنة النبوية الشريفة: انه قد ثبت في "صحيح البخاريِّ " عنْ عائشةَ: "أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – كانَ إذَا أوَى إلى فِراشِهِ قرأَ سورة الاخلاص مع المعوذتينِ ومَسَحَ ما استطاعَ مِنَ جسدِهِ ". #سنة_مهجورة .. فضل قراءة #سورة_الإخلاص من سناب#هاني_مقبل - YouTube. وايضا في مسند الامام أحمد عنْ أبي أمامةَ، عنْ عقبةَ بنِ عامر قالَ: قالَ لي رسولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: "ألا أَعلمُكَ خيرَ ثلاثِ سورٍ أنزِلَتْ في التوراةِ والإنجيلِ والزَّبور والقُراَنِ العَظيم؟ " قلتُ: بَلَى. قالَ: "فَأَقرَأَنِي: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّه أَحَدٌ ﴾ و﴿ قلْ أَعُوذ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ و﴿ قل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ " ثُمَّ قالَ لِي: "يا عقْبةُ، لا تنْسَهُن ولا تَبِتْ ليلة حَتَى تَقْرَأهُن". ومن فضائل وثواب قراءة سورة الاخلاص أنَّها صفةُ الرحمنِ جل في علاه: فالله هو الواحد الاحد الذي لا شريك له وهو الفرد الصمد الذي نلجأ له في كل امورنا واحوالنا وهو الذي لم يكن له ولد ولم يولد فهو الاول الذي ليس قبله شئ ولم يكن له كفوا احد اي لم يكن له مثيل ولا شبيه فمن يقرأها يقر بالتوحيد لله ويتعبد لله بصفاته واسماؤه. ومن فضائل وثواب قراءة سورة الإخلاص ايضا ان محبتها توجب محبة الله تعالى: لأنها صفة الرحمن أنه الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد.
ومن فضائلها مع المعوذتين أنها رقية، ومن أسباب الشفاء، فروى البخاري عن عائشة –رضي الله عنها- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما، وقرأ فيهما: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ ، و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ [الفلق:1] ، و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ [الناس:1] ، ثم يسمح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. فضل قراءة سورة الإخلاص 11 مرة. وأما الأحاديث الواردة في فضل المعوذتين، فمنها ما روى مسلم في صحيحه عن عقبة بن عامر –رضي الله عنه- قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط، ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ ، و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ ». وروى البخاري ومسلم عن عائشة –رضي الله عنها- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذات، وأمسح بيده عليها رجاء بركتها. وروى النسائي عن عبد الله بن خبيب –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ ، و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ ما تعوذ الناس بأفضل منهما».
ثانيًا: قراءتها تعـدل ثلث القـرآن: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (( أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْـرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُـرْآنِ؟)) قَالُوا: وَكَيْـفَ يَقْـرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ:﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ﴾ [2]. قال العلماء (رحمهم الله): هذه سورة عظيمة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن، فإذا كررها ثلاثًا كان بمثابة من ختم القرآن كله، فينبغي الإكثار من قراءتها.