– وبالفعل دخلت على النساء إلى المغسلة وقاموا بجلدها ثمانين جلدة، وبانتهاء الجلدة الاخيرة تحررت يد المرأة المغسلة عن جسد المتوفية التي كانت تطالب بالحد من قذف المحصنات، ومن بعد ذلك الحادث قيل (لا يفتى ومالك في المدينة). – وقد ذكر هذه القصة الحافظ ابن حجر عن امرأة أيوب بن صالح قالت: (غسلنا امرأة بالمدينة فضربت امرأة يدها علي عجيزتها فقالت ما علمتك إلا زانية أو مأبونة ؟ فالتزقت يدها بعجيزتها فأخبروا مالكا فقال هذه المرأة تطلب حدها فاجتمع الناس فأمر مالك أن تضرب الحد فضربت تسعة وسبعين سوطا ولم تنتزع اليد فلما ضربت تمام الثمانين انتزعت اليد وصلي على المرأة ودفنت).
فقال الإمام مالك رضي الله عنه: يقام عليها حد القذف وتجلد ثمانو ن جلدة مصداقا… لقوله تعالى: ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون). فجلدت المرأة المغسلة القاذفة وبعد تمام الثمانين رفعت يدها عن جسد الميتة ومن هنا قيل لا يفتي ومالك في المدينة. الشاهد في القصة: أن الله سبحانه وتعالى دافع عن الميت وأخذ حقها من الحي حتى نفذ فيها الحكم الشرعي لأن الله سبحانه تولى أمرها فهي بين يديه عز وجل وليس من شأن الأحياء التدخل في الخصوصية بين العبد وربه فقد يكون الله عفا عنها فكيف بك أيها الإنسان يوم ترى نفسك في خلوة مع الميت تغتابه تقذفه بأبشع الأوصاف وهو بين يدي الله. أليست أفعالنا الآن تجاه إخوتنا في الإسلام تجاوزت حد الإفراط في الغيبة وأكل لحوم البشر ؟؟. وهل تعتقد أن الله غافل عما يفعلون ؟؟ ألا نسمع الكثير من عبارات القذف وخاصة بين الشباب وان كانوا مازحين ، فالقذف من الكبائر ورب كلمة لا يلقي لها الشخص بالا تهوي به في نار جهنم سبعين خريفا فاتقوا الله أنقر هنا لمتابعة صفحة السمير على الفايسبوك
ويعتبر مالك صاحب مذهب فردي مستقل جاء نتيجة اجتهاده هو بنفسه وليس لأصحابه إلا القليل من الأحكام التي استنبطوها بناء على أصول إمامهم، وكان لمالك تلاميذ كثيرون منهم عليّ بن القاسم وسحنون وأسد بن الفرات. وقد ذاع صيت مذهب مالك في جميع الأقطار، فرحل الناس إليه من كل مكان وظل يعلم ويفتي قرابة سبعين عامًا؛ فكثر تلاميذه في الحجاز واليمن وخراسان والشام ومصر والمغرب والأندلس. وبسبب هذا فقد انتشر هذا المذهب في مصر والمغرب الأقصى والجزائر وتونس وطرابلس، وهو الغالب في السودان وبعض دول إفريقيا والأندلس والبصرة والكويت وقطر والبحرين، وقل شيوعه في بغداد بالعراق والأحساء من المملكة العربية السعودية. نقلا عن الموسوعة العربية العالمية