وذُكر أنَّ رسول الله قد جمع بين الصلاتين في الظروف العادية لكي يوسع على أمته، حتى لا تقع في الحرج. [9] بنظر الشيعة، إنَّ التفريق بين الصلاتين من قبل رسول الله يدل على الاستحباب [10] وعلى اشتراك الوقت. [11] يذهب أغلب فقهاء السنة أنه لا يجوز الجمع بين الصلاتين في الظروف العادية، [12] ويجوزون الجمع في حالة وجود ظرف غير عادي مثل السفر، والمرض. [13] كما أن الروايات التي وردت عن رسول الله في الجمع بين الصلاتين في الظروف العادية، يؤولها على أنها كانت في ظروف غير عادية. [14] ولكن أجمع فقهاء المذاهب الإسلامية على جواز الجمع بين الصلاتين في أيام الحج ، فالظهر والعصر في عرفة ، والمغرب والعشاء في المزدلفة ، [15] واعتبر محمد بن إدريس الشافعي أنَّ السفر سبب في جواز الجمع بين الصلاتين، وهذا على خلاف ما ذهب إليه فقهاء أهل السنة الأربعة الذين يعتبرون الحج والعمرة سبباً في جواز الجمع بين الصلاتين. [16] سبب الاختلاف بين السنة والشيعة الاختلاف بين آراء الشيعة وأهل السنة مسألة الجمع يرجع إلى اختلاف آرائهم في وقت الصلاة اليومية. [17] فعلماء الشيعة وأستناداً إلى هذه الآية ﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً﴾ [18] يذهبون إلى أنَّ هناك وقت مشترك، ووقت فضيلة، ووقت خاص لصلاة الظهر والعصر وكذلك لصلاة المغرب والعشاء.
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع محمد إدريس فضل المولى من السودان ومقيم في نجران، أخونا يقول: هناك مكان نعمل فيه ويوجد به عدد من الناس يقيمون صلاة الجماعة لكني لا أكون معهم للأسباب الآتية: أولاً: أنهم يجمعون صلاة الظهر والعصر دائمًا بدون سبب، وأيضًا المغرب والعشاء، ولا يمسكون بأيديهم أسفل الصدر، فهل تصح الصلاة معهم؟ وجهونا جزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فليس للمسلم أن يجمع بين الصلاتين في الحضر من دون علة كالمرض أو الاستحاضة للمرأة، بل يجب أن تصلى كل صلاة في وقتها، الظهر في وقتها، والعصر في وقتها، والمغرب في وقتها، والعشاء في وقتها، ولا يجوز الجمع بين الصلاتين من دون علة شرعية. وما ورد عنه ﷺ أنه صلى في المدينة ثمانًا جميعًا وسبعًا جميعًا، يعني الظهر والعصر والمغرب والعشاء هذا عند أهل العلم لعلة، قال بعضهم: إنه كان هناك وباء - مرض - فشق على المسلمين وجمع بهم عليه الصلاة والسلام، ولم يحفظ إلا مرة واحدة عليه الصلاة والسلام، لا يحفظ أنه فعل هذا إلا مرة واحدة، لم يحفظ عنه أنه كان يفعل هذا في أوقات متعددة أو دائمًا إنما جاء هذا مرة واحدة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام.
2 ـ روى مالك بن أنس عن معاذ بن جبل: فكان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء. والعارف بأساليب الكلام يستفيد من هذا الحديث انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يفعل ذلك ، أيّ يجمع بين الصلاتين بصورة مستمرّة لا أنّه جمع بينها في مورد أو موردين. 3 ـ روى مالك بن أنس عن علي بن الحسين عليه السلام: « كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا أراد أن يسير يومه جمع بين الظهر والعصر وإذا أراد أن يسير ليلة جمع بين المغرب والعشاء ». ومن المعلوم انّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يجمع بين المغرب والعشاء في أوّل وقت المغرب ليتمكّن من السير في ليله ، لا أنّه كان يسير ثمّ يصلّي صلاة المغرب آخر وقتها ويجمع بينهما وبين العشاء ثمّ يسير بعد ذلك ، لأنّ ذلك كان خلاف غرضه حيث كان يريد السير في اليل مستمرّاً ومتّصلاً. [ موطأ مالك كتاب الصلاة ح 181]. 4 ـ روى الزرقاني عن الطبراني عن ابن مسعود: جمع النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء فقيل له في ذلك فقال: صنعت هذا لئلّا تحرج اُمّتي. ومن معلوم أنّ العلّة عامّة تشمل الجمع بين الصلاتين « شرح الزرقاني على موطأ مالك ج 1 / الجمع بين الصلاتين ص 294 » في أوّل الظهر أو المغرب كما تشمل الجمع بينهما في آخر الظهر والمغرب فانّ الجرح يرتفع بكلّ منها كما هو واضح.
بيانات الكتاب العنوان الجمع بين الصلاتين المؤلف عبد الله بن عبد العزيز التميمي عدد الأجزاء 1 عدد الأوراق 280 رقم الطبعة 1 بلد النشر السعودية المحقق عبد العزيز بن فوزان الفوزان نوع الوعاء ماجستير دار النشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تاريخ النشر 1428هـ 2007 م المدينة الرياض
لا يعتقد علماء أهل السنة بوجود وقت مشترك بين الصلاتين، لذلك لا يجوز عندهم الجمع بين الصلاتين إلا في ظروف خاصة كالسفر والمرض. كُتبت مجموعة من الكتب حول مسألة الجمع بين الصلاتين، منها: كتاب الجمع بين الصلاتين على ضوء الكتاب والسنة، من تأليف الشيخ جعفر السبحاني. محتويات 1 التعريف 2 الدليل على مشروعية الجمع 3 سبب الاختلاف بين السنة والشيعة 4 الكتب المؤلفة حول الجمع 5 الهوامش 6 المصادر والمراجع التعريف الجمع بين الصلاتين مصطلح فقهي يراد منه الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، أو صلاتي المغرب والعشاء، وتعاقب الصلاتين في الوقت المشترك، بأن يأتي بالثانية عقيب الاُولى من غير تأخير إلى وقتها المختصّ بها، حسب ما ذهب إليه الشيعة. [1] وأما عند أهل السنة كل صلاة لها الوقت الذي يختص بها. [2] فالشيعة يجمعون عادة بين صلاة الظهر والعصر وكذلك بين صلاة المغرب والعشاء، وأما أهل السنة يفصلون فيما بينهما. [3] لقد ذكر الفقهاء في كتبهم الفقهية بحث الجمع بين الصلاتين في باب أوقات الصلاة ، [4] وكذلك في أبواب الطهارة ، والحج. [5] الدليل على مشروعية الجمع ذكر الشهيد الأول ، أنه لا خلاف بين فقهاء الشيعة في جواز الجمع بين الصلاتين، [6] مستندين في ذلك على الأحاديث التي وردت عن رسول الله [7] والأئمة المعصومين أنهم كانوا يجمعون ويفصلون [8] بين الصلاتين في الظروف العادية وغير العادية كالحرب، والخوف، والسفر.
[3] المراجع [ عدل] ^ إسلام ويب كيفية الجمع بين الصلوات نسخة محفوظة 12 سبتمبر 2014 على موقع واي باك مشين. ^ إسلام ويب أحوال الجمع بين الصلاتين عند الفقهاء نسخة محفوظة 23 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين. ^ "هل يشرع الجمع والقصر للأسير - إسلام ويب - مركز الفتوى" ، ، مؤرشف من الأصل في 14 يناير 2022 ، اطلع عليه بتاريخ 14 يناير 2022.