والظن: هو التردد بين أمرين أو تجويز أمرين - كأن تقول: جائز أن يكون موجوداً، وجائز أن يكون غير موجود، جائز أن يكون طاهراً، وجائز أن يكون نجساً- أحدهما راجح، فالراجح هو الذي يسمى الظن. والشك: هو التردد بين أمرين، أو تجويز أمرين، كوجود عدمه، ولا مرجح في ذلك، وهذا يسمى ريباً أو شكاً. Kaedah اليقين لا يزول بالشك. والوهم: تجويز أمرين أحدهما أضعف، والأضعف هو الذي يسمى الوهم؛ لأنه المرجوح، فإذا جاء الدليل يبين الراجح منهما من المرجوح، فالراجح يسمى ظناً، والمرجوح يسمى وهماً، فهذه مدركات العقل. ومعنى: اليقين لا يزول بالشك، باصطلاح الفقهاء: ما ثبت بالدليل القطعي، أو الواقع المشاهد بالفطرة، سواءً كان وجوداً أو عدماً، كأن نقول: ثبتت طهارة المرء الذي توضأ، حيث نزل الرجل تحت الماء وتعمم جسده بالماء بعدما كان جنباً، فاستيقن أنه على طهارة، فجاء ليصلي صلاة الفجر فشك في اغتساله من عدمه، فهذا الشك يسمى شكاً طارئاًن والأصل: اليقين. إذاً: اليقين على أمر موجود لا يزول بشك طارئ، بل يبقى على ما هو عليه، كما فرع العلماء وقالوا: بقاء ما كان على ما كان، إذاً: الطهارة بيقين تبقى، وهذا الشك الطارئ لا يمكن أن يزيل هذا اليقين، وأيضاً: اليقين لا يزيله الشك الطارئ، كأن يقوم رجل من النوم، فهو على يقين أنه فاقد الطهارة، ثم ذهب إلى المسجد وجلس يقرأ القرآن، ثم تذكر فقال: أتوضأت أم لم أتوضأ، فهنا شك طارئ في الطهارة؛ لأنه قام من النوم واليقين هو عدم الطهارة، فنقول: الشك في الطهارة لا يزيل يقين عدم الطهارة، فعليك أن تنزل وتتوضأ.
كما ذكرنا في الفتوى: 236266. واليقين لا يزول إلا بيقين مثله, فلا يلزوم بالشك, ولا بالظن. جاء في الاختيار لتعليل المختار: لمجد الدين أبو الفضل الحنفي: ولو ظن أن ماءه قد فني ولم يتيقن، لم يجز تيممه؛ لأن اليقين لا يزول بالظن. القاعدة الفقهية اليقين لا يزول بالشك معناها ودليلها - استشارات قانونية مجانية. انتهى. وقال الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح: فاليقين لا يزول بالظن، لا يزول اليقين إلا باليقين، وعلى هذا؛ فمن علق طلاق امرأته على شيء، وشك هل حصل هذا الشيء أم لم يحصل، فلا طلاق عليه، حتى لو غلب على ظنه أنه حصل، فلا طلاق عليه. انتهى. والله أعلم.
وروى الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سها أحدكم في صلاته، فلم يدر: واحدة صلى، أم اثنتين؟ فليبن على واحدة، فإن لم يتيقن: صلى اثنتين، أم ثلاثا؟ فليبن على اثنتين، فإن لم يدر: أثلاثا صلى أم أربعا؟ فليبن على ثلاث، وليسجد سجدتين قبل أن يسلم». اعلم أن هذه القاعدة تدخل في جميع أبواب الفقه، والمسائل المخرجة عليها تبلغ ثلاثة أرباع الفقه وأكثر، ولو سردتها هنا لطال الشرح، ولكني أسوق منها جملة صالحة، فأقول: يندرج في هذه القاعدة عدة قواعد: منها: قولهم: "الأصل بقاء ما كان، على ما كان". فمن أمثلة ذلك: من تيقن الطهارة، وشك في الحدث، فهو متطهر. قاعدة اليقين لا يزول بالشك pdf. أو تيقن الحدث، وشك في الطهارة، فهو محدث. ومن فروع الشك في الحدث أن يشك هل نام أو نعس؟ أو ما رآه رؤيا، أو حديث نفس؟ أو لمس محرما أو غيره؟ أو رجلا أو امرأة؟ أو بشرا أو شعرا؟ أو هل نام ممكنا أو لا؟ أو زالت إحدى إليتيه، وشك: هل كان قبل اليقظة أو بعدها؟ إلى آخر كلامه. وننصح السائل بالرجوع إلى أمثلة هذه القاعدة في كتب قواعد الفقه, ومنها الأشباه والنظائر للسيوطي. ومعنى الشك هو استواء الطرفين المتقابلين، اللذين لم يترجح أحدهما على الآخر، لوجود أمارتين متكافئتين في الطرفين، أو لعدم الأمارة فيهما.