حكم كل لهو يضل عن سبيل الله هل هو محرم لمعرفة ماهو حكم كل لهو يضل عن سبيل الله، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ * خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. من قول الله سبحانه و تعالى لنتعرف على معنى لهو الحديث: هو عبارة عن كل عمل وفعل يلهي الإنسان ويشغله عن طاعة الله سبحانه و تعالى وعن ما خلق الإنسان لأجله، فلله سبحانه وتعالى خلق الإنسان للعبادة وجعله خليفة في الأرض، فكل ما يعرقل قيا الانسان عن العبادة هو لهو الحديث، من الاستماع للأغاني و التلفظ بالكلمات الدالة على الكفر و العصيان والتي تقود للباطل المجادلة في غير سبيل الحق. ليضل عن سبيل الله: أي كل الاعمال التي اعتبرت لهو الحديث هي ضالة وغيرة لطريق المرء المقرب له من الله ، فتبعد الإنسان عن سبيل الله وتجعل قلبه نفر من الاستماع للحق وقول الحق، أي هذه الأقوال تصد المرء عن سبيل الله وسبيل الحق، ويسخر و يستهزء بكلام الله كافة فقد توعده الله في العذاب المهين، وبعد الفهم البسيط للآية الكريمة، نتمكن من بيان مدى صحة أو خطأ العبارة التي تنص على: كل لهو يضل عن سبيل الله هل هو محرم؟ والإجابة الصحيحة لسؤال على كل لهو يضل عن سبيل الله محرم أو مباح أو مكروه كانت هي عبارة عن الآتي: صحيحة وهذا كما وضحته لنا الآية الكريمة حول كل لهو يضل عن سبيل الله هو محرم.
كل لهو يضل عن سبيل الله فهو اللهو هو الانشغال عن طاعة الله عز وجل، وترك العبادة من أجل تفاهات الدنيا، ويوجد الكثير من الناس التي تهوى اللعب، واللهو، وقال الله سبحانه وتعالى عنهم في كتابه العزيز "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ"، وللهو أحكام شرعية وردت عن الفقهاء، والعلماء رضوان الله عليهم، ومدعمه بالأدلة المأخوذة من القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي: حدثنا وكيع ، عن خلاد الصفار ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ، وأكل أثمانهن حرام ، وفيهن أنزل الله عز وجل علي: ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث). وهكذا رواه الترمذي وابن جرير ، من حديث عبيد الله بن زحر بنحوه ، ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب. وضعف علي بن يزيد المذكور. قلت: علي ، وشيخه ، والراوي عنه ، كلهم ضعفاء. والله أعلم. وقال الضحاك في قوله تعالى: ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث) يعني: الشرك. وبه قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم; واختار ابن جرير أنه كل كلام يصد عن آيات الله واتباع سبيله. وقوله: ( ليضل عن سبيل الله) أي: إنما يصنع هذا للتخالف للإسلام وأهله. وعلى قراءة فتح الياء ، تكون اللام لام العاقبة ، أو تعليلا للأمر القدري ، أي: قيضوا لذلك ليكونوا كذلك. وقوله: ( ويتخذها هزوا) قال مجاهد: ويتخذ سبيل الله هزوا ، يستهزئ بها. وقال قتادة: يعني: ويتخذ آيات الله هزوا. وقول مجاهد أولى. وقوله تعالى: ( أولئك لهم عذاب مهين) أي: كما استهانوا بآيات الله وسبيله ، أهينوا يوم القيامة في العذاب الدائم المستمر.
كذلك لهو الحديث هو كثرة المِراء والجدال في قضايا وأمورٍ دينيّة تكون نهايتها ونتيجتها هي ازديادٌ في النّزاعات والخلافات والشّقاق بين المسلمين في العالم الإسلاميّ. وأنّ لهو الحديث هو كلّ ما يشغل قلب وعقل المسلم عن طاعة الله تعالى وذكره وكلّ ما يلهيهما عن العبادات. وكذلك لهو الحديث هو الغناء والمعازف الّتي تلهي المسلم عن ذكر الله تعالى وتحجب قلبه عن الدّعاء وتصمّ أذنيه عن سماع القرآن الكريم فتزيد في قسوة القلب والتّقصير في طاعة الله سبحانه وتعالى وهذا هو المعنى الأصح كما ورد عن ابن عبّاسس وعن ابن مسعودٍ والله أعلم.