- ما الأسباب التي دفعتك للاهتمام بهذا التخصص؟ من أهم الأسباب التي دفعتني لدراسة هذا التخصص هو عملي كموظفة جمارك وللدور الكبير الذي تقوم به الجمارك كحائط الصد الأول لحماية المجتمع من الجريمة بأنواعها مثل محاولة دخول المخدرات لوطننا الغالي وغيرها من الممنوعات. ولكوني مدربة للعديد من الدورات ومنها أساليب وطرق التفتيش وكذلك دورات الضبط والتحري وغيرها من الدورات التي لها علاقة بالاشتباه بالمجرمين من خلال لغة الجسد وبعض المؤشرات الأخرى التي يستند لها رجال الجمارك بعملية الاشتباه. كل ذلك دفعني إلى أن أتوج خبرتي العملية بدراسة علمية بجامعة أمنية، وبتخصص يتناسب مع طبيعة عملي كتخصص علم النفس الجنائي. - هل مجال العلم الجنائي مناسب لطبيعة المرأة؟ أصبحت المرأة شريكا حقيقيا في العمل بجوار الرجل في عدة مجالات مختلفة عززت من الدور الذي تقوم به، وعلى الرغم من هذه المسؤولية الكبيرة التي تتحملها المرأة اليوم إلا أن مسؤوليتها أكبر بتوظيفها في المجال الأمني الذي يحتاج إلى أن تكون بحجم الثقة التي أسندت إليها حتى أصبحت تعمل في عدة مجالات، كان على رأسها إلحاقها في مجال الأمن والتفتيش الجمركي بالمنافذ الجمركية، والمرأة تتحمل مسؤولية التفتيش على السيدات بالمنافذ الجمركية.
علم النفس الجنائي يعتبر أحد المساقات الرائعة والمثيرة، وهو مجال كنت أتمنى لو تخصصت به للدراسة، خاصة أننا نعيش اليوم في زمن تكثر فيه أنواع الجرائم المختلفة، وهو يعتبر أحد فروع علم النفس التطبيقية ، لأنه بشكل أساسي يوظف علم النفس للكشف عن الجريمة، ودراسة السلوك الإجرامي دراسة علمية بهدف وصفه وصفا علميا دقيقا وضبطه والتحكم به والتنبؤ فيه، لذلك لا تصنف على أنها علمية كدراسة الصيدلة أو أدبية كدراسة اللغات، إلا أنها أقرب إلى التخصصات القانونية. فيه يتعلم دارس هذا العلم تعريفات الجريمة المختلفة سواء كان تعريفا قانونيا أو تعريفا نفسيا أو تعريفا اجتماعيا إلى جانب أركان الجريمة والظروف المخففة للجريمة وأهداف هذا العلم والصعوبات التي تواجه باحث علم النفس الجنائي، وكذلك النظريات المختلفة المفسرة للجريمة كالنظرية البيولوجية والنظرية النفسية والنظرية الاجتماعية وفي البلدان المسلمة يتم التطرق إلى التفسير الإسلامي للجريمة. كما أنه علم يصف وسائل كشف الجريمة، والآثار النفسية لإيداع مرتكب الجريمة في السجن، وجنوح الأحداث ودراسة بعض الشخصيات منها الشخصية السايكوباثية وبعض الجرائم كالقتل والسرقة والتخابر مع الأعداء وتعاطي وترويج المخدرات وغيرها، كما يتعرف باحث علم النفس الجنائي عن طرق الوقاية والعلاج.
إن القسوة والتسلط والتذبذب والتمييز والتفرقة من أساليب التربية السيئة التي تترك بصمة سلبية في شخصية الإنسان، لذلك بقدر الإمكان علينا معاملة الأبناء معاملة وسطية جيدة، ليس فيها الكثير من القسوة ولا الكثير من الحماية لأن هدفنا هو بناء شخصيات صالحة. يدرس علم النفس الجنائي الظواهر الخطيرة والتي تضر بالشعور الجمعي وبقيم وعادات وأعراف المجتمع، لأنها تهدد الجماعة واستقرار المجتمع، والجريمة ليست أمرا حديثا، بل هي موجودة منذ وجد الإنسان على هذه الأرض، وقصة قابيل وأخوه هابيل هي أشهر مثال على ذلك مع اختلاف التفاصيل. وهي موجودة في جميع أنواع المجتمعات ، سواء كانت مجتمعات عربية أو مجتمعات متخلفة أو مجتمعات متحضرة أو النامية، بل تجد معدل الجريمة مرتفع أكثر في المجتمعات الغربية لانعدام الترابط الأسري وافتقارها لبعض القيم. لذلك نرى أن الإنسانية عانت عبر الزمن من الجريمة، وحاولت وعملت على مكافحتها بشتى الطرق والوسائل. يرى علم النفس الجنائي أن العدوان هو أساس الجريمة، وهو الأساس لجميع الأفعال التي تلحق الأذى والضرر بالغير والاعتداء عليهم، سواء كان بالقتل أو السرقة أو التعامل مع المخدرات تعاطيا أو ترويجا أو غيرها.