تمتع صانعو الصابون في ما يعرف اليوم بلبنان وسوريا وإسرائيل وفلسطين والأردن بميزة المكان، غير أن نقل زيت الزيتون وزيت الغار لمسافات طويلة كانت عملية متعبة. في أول القرن العشرين تلقت صناعة الصابون الحلبي ضربة بسبب إغراق الأسواق العربية بكميات هائلة من المنتجات الأوروبية. عاد الأوروبيون واكتشفوا صابون الغار الحلبي مع موضة الإقبال على المنتجات الطبيعية-العضوية ومستحضرات التجميل الطبيعية. يتميز صابون الغار الحلبي بأنه يُنتَج من دون زيت النخيل ولا تدخل في صناعته مواد صناعية. حولت الحرب السورية صابون الغار الحلبي إلى منتج يتم تصنيعه في المنفى. غير أن معظم المنتجين على يقين بأن السلام آتِ يوماً ما. عندها تكون العودة لبناء مصانعهم وإنتاج صابون الغار الحلبي من مدينتهم، حلب. "الصابون الحلبي".. كنز من الفوائد للبشرة والشعر. مي دودين الترجمة من الألمانية: خالد سلامة حقوق النشر: موقع قنطرة 2017
إذا كانت بشرتكم عادية ولا تعاني من مشاكل معينة، يكفيكم استخدام صابون يحتوي على نسبة 20%من الزيت. فالصابون الحلبي قابل للتحلل، وهو أيضاً مضاد للتحسس ولا يحتوي على مواد حافظة أو ملونات. اختاروا النوع الجيد منه الصابون الحلبي هو صابون طبيعي ممتاز للعناية بالبشرة وهو صديق للبيئة. الأنواع الجيدة منه لا تكون دهنية أما لونها فيكون مائل إلى الأخضر. رائحة الصابون الحلبي تشبه رائحة الزيتون والغار، وعند قطعه إلى نصفين، يبدو من الداخل أغمق مما هو عليه من الخارج. وتماماً مثل صابون مرسيليا، غالباً ما يتم تقليد الصابون الحلبي، وليس من المضمون أن يحتوي هذا الصابون المقلّد على مكونات طبيعية وغير ملوثة مثل الصابون الحلبي الذي يشتهر بذلك. أنواع كثيرة من الصابون المقلد عن الصابون الحلبي الطبيعي. وهي غالباً ليست سوى أنواع من الصابون تقل فيها كثيراً نسبة زيت الزيتون بل قد تكون ضئيلة للغاية، لصالح زيت جوز الهند أو زيت النخيل. وقد تحتوي الأنواع المقلدة من الصابون الحلبي الطبيعي على مواد حافظة تضر بالبشرة وليست مؤاتية على الإطلاق للبشرة الجافة. وللتأكد من مكونات الصابون الطبيعي عند شرائه، اقرأوا دائماً مكوناته المدرجة.
ويُعتبَ ر الصابون الحلبي من أجود أنواع الصابون في العالم. ويعود ذلك لكونه مُكوَّناً من مكونات طبيعة، كما أنَّ للصابون قيمةً ثقافية، فالحلبيون حافظوا على الطريقة التقليدية التي يتمُّ فيها تصنيع الصابون. وتمكنوا، رغم ما مروا به من حروب طويلة عبر تاريخهم، أن يحموا هذه الصناعة التراثية لآلاف السنين. فالصابون الحلبي يتعدّى كونه مُنتجاً تصدره حلب للعالم، وإنما هو جزء عريق من تراث المنطقة، وتفصيلٌ مهمٌّ من تاريخها. فتصميمه البسيط ذو اللون الأخضر، والذي يحمل شعار قلعة حلب، وكذلك رائحته الطيبة، مرتبطة بالمدينة بشكل وثيق. ولكن التجار السوريون الذين توارثوا تقاليد هذه الصناعة، حاولوا أن يحموا التراث اللامادي الذي كاد النظام أن يمحيه. إذ قام، حسن الحرستاني، وهو واحد من التجار الذين قُصِفَت معاملهم في حلب، بنقل تقاليد صناعة الصابون وحرفتها معه، ولم يتخلّ عن حرفته. وحال الحرستاني، كحال باقي السوريين الذين لجؤوا إلى أوروبا هرباً من ويلات الحرب، إلا أنَّه، على عكس بعض اللاجئين، لم يحاول أن يتجرَّد من هويَّته وتراثه، التي قد لا يتقبلها المجتمع المضيف. بل سعى للمحافظة على تراثه ومهنته، وافتتح بمساعدة صديقه الفرنسي – السوري، سمير قنسطنطيني، معملاً لإنتاج الصابون الحلبي في فرنسا، في إحدى ضواحي العاصمة باريس.