من الواضح أن عدد الانحرافات التي تم رصدها على كل إطار زمني لا تعني أنه ليس هناك انحرافات لم تُرصد. من المحتمل أن يعثر أي راصدٍ دقيق على المزيد منها. ومع ذلك، فإن حقيقة وجود انحراف واحد تقريبا لكل 100 فترة زمنية على كافة الأطر، تعني أن هذا ما سيجده المتداول العادي على أي مخطط لا على التعيين. يبدو أن الانحراف الهابط المنتظم أكثر شيوعا مقارنة بالأنواع الأخرى، أما الصاعد الخفيّ فلم يظهر مطلقا على الشاشة. قد يكون هذا صحيحا بالنسبة للفترة التي تمت الدراسة خلالها والتي تأثرت على نحو كبير بتداعيات الفيروس. ومع ذلك، لا ينبغي أن تعزى وفرة الانحرافات الهابطة فقط إلى تحركات السعر الهابطة السائدة على مخطط السعر. نستنتج كذلك أن مخطط H4 يعطي نسبة توقعات صحيحة أكبر بكثير مقارنة بإطار H1 والإطار اليومي. كانت نسبة التوقعات الصحيحة على مخطط H4 أكبر من 50% (62. 5%)، فيما أعطى مخطط H1 والمخطط اليومي توقعات صحيحة بنسب أقل من 50% (37% و 33% على التوالي). من الناحية العملية، قد يكون من الأفضل والأدق والأكثر أمانا رصد وتأكيد الانحرافات على الإطار الزمني H4. التطبيق مع أخذ هذه النتائج بعين الاعتبار، لنلقِ نظرة على أحدث أداءٍ لسعر سهم أمازون.
الهدف كثيرا ما يستخدم مؤشر الانحراف للتنبؤ بالحركة المستقبلية للسعر. وكغيره من الأدوات المستخدمة في المخططات، فهو لا يقدم توقعات صحيحة بنسبة 100%. لذا يحتاج المرء أن يكون على دراية بمدى دقة هذه الأداة عند إجراء الصفقات اعتمادا عليها. هذا هو الهدف الرئيسي من هذه المقالة – اختبار دقة مؤشر الانحراف. سوف نتعرف على تواتر حدوث الانحراف على المخططات البيانية وإلى أي مدى تتبع الأسعار فعليا الاتجاهَ الذي يتنبؤ به المؤشر. موضوع الدراسة بالنسبة لمخطط السعر، اخترنا أحد مخططات أسهم S&P. يعود ذلك بشكل أساسي إلى أن سوق الأسهم تتجاوب مع الترندات العالمية بصورة أكثر تنظيما من سوق العملات. يُسهّل هذا عملية الربط بين تقلبات السعر التي يتم رصدها وبين العوامل الأساسية، وبالتالي فلترة الضجيج (التحركات غير المرغوبة). إضافة لذلك، أردنا تجنب النظرة الأحادية السلبية التي طالت معظم الأسهم على خلفية تفشي الفيروس. لهذا السبب، قمنا باختيار أمازون: التي لم تشهد ارتفاع أو هبوط خاص، علاوة على أنها أظهرت مرونة عالية فيما يتعلق بالتعافي من الخسائر حيث ارتفعت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق مؤخرا. كنظير لمخطط السعر، سنقوم باستخدام أحد مؤشرات بيل ويليامز - المذبذب الرائع «Awesome Oscillator».