وقد أجمع العلماء بالاستناد إلى الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة على أن للمسلمين عيدين فقط هم عيد الفطر وعيد الأضحى، وأي أعياد غير ذلك هي أعياد تم ابتداعها لا يجوز للمسلمين الاعتراف والاحتفال بها، لأن في ذلك تعدي صريح على حدود الله. وقال الشيخ ابن جبرين: لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة؛ لأنه بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود على من أحدثه. كما أن فيها مشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم وفي الحديث: " من تشبه بقوم فهو منهم ". حكم عيد الحب. عيد الحب في الدين الإسلامي أما الفريق الآخر من العلماء فقد رأى أنه يجوز الاحتفال بعيد الحب بشرط ألا يحدث فيه أي شيء يخالف الشرع والدين مثل الفجور والفسق والاختلاط المحرم بالنساء، وبالتالي يُعد هذا الاحتفال حلال شرعًا في حال تقيده بالآداب الشرعية. وبالتالي فإن الاحتفال بعيد الحب مناسبة اجتماعية لا ترتبط بالدين، يحدد أيامها الناس للاحتفال بها، وهو مثل الأعياد الاجتماعية الأخرى مثل عيد الأم وعيد الزواج، وغيرها من الأعياد التي تعزز الروابط الاجتماعية والإنسانية بين الناس.
وهذا يدل على أن العيد من الخصائص التي تتميز بها الأمم، وأنه لا يجوز الاحتفال بأعياد الجاهليين والمشركين. و قد أفتى أهل العلم بتحريم الاحتفال بعيد الحب: 1- سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ما نصه: انتشر في الآونة الأخيرة الاحتفال بعيد الحب خاصة بين الطالبات وهو عيد من أعياد النصارى، ويكون الزي كاملًا باللون الأحمر، الملبس والحذاء، ويتبادلن الزهور الحمراء، نأمل من فضيلتكم بيان حكم الاحتفال بمثل هذا العيد، وما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور والله يحفظكم ويرعاكم؟ فأجاب: الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه: الأول: أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة. الثاني: أنه يدعو إلى العشق والغرام. الثالث: أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم. فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل، أو المشارب، أو الملابس، أو التهادي، أو غير ذلك. حقيقة عيد الحب والقصة الحقيقية له وحكم الاحتفال به - موقع محتويات. وعلى المسلم أن يكون عزيزًا بدينه، وأن لا يكون إمعة يتبع كل ناعق. أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه" انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (16/199).
ما حكم الاحتفال بعيد الحب، مع الدليل، مع بيان من قال بذلك من أهل العلم ؟ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالحب فطرة في النفوس ، وهدي الإسلام فيه معروف ، أما ما يسمى بعيد الحب فليس من هذا الباب ، بل هو من دين النصارى ، ومقاصده فاسدة ، كما سنبين. واحتفال بعض المسلمين بعيد الحب، أو ما يسمى بيوم "فالنتاين" سببه الجهل بدينهم، واتباع سنن الأمم الكافرة حذو القذة بالقذة. ويحسن بنا أن نبين أصل هذا العيد المزعوم ليقف عليه كل رشيد بصير فيتبين له حكم الشرع فيه دون شك أو مداراة. فنقول: يرجع أصل هذا العيد إلى الرومان القدماء ، فقد كانوا يحتفلون بعيد يسمى (لوبركيليا) في يوم 15 فبراير كل عام يقدمون فيه القرابين لإلههم المزعوم (لركس) ليحمي مواشيهم ونحوها من الذئاب، كي لا تعدو عليها فتفترسها. وكان هذا العيد يوافق عطلة الربيع بحسابهم المعمول به آنذاك، وقد تغير هذا العيد ليوافق يوم 14 فبراير، وكان ذلك في القرن الثالث الميلادي، وفي تلك الفترة كان حكم الامبراطورية الرومانية لكلايديس الثاني الذي قام بتحريم الزواج على جنوده، بحجة أن الزواج يربطهم بعائلاتهم فيشغلهم ذلك عن خوض الحروب وعن مهامهم القتالية.