سئل الشيخ ابن باز رحمه الله ما حكم قراءة دعاء القنوت في الوتر في ليالي رمضان وهل يجوز تركه ؟. القنوت سنة في الوتر وإذا تركه في بعض الأحيان: فلا بأس. وسئل: عمن يستمر على القنوت في الوتر كل ليلة فهل أثر هذا عن سلفنا ؟. دعاء صلاة الوتر المأخوذ عن السنة النبوية - شبابيك. لا حرج في ذلك بل هو سنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما علم الحسين بن علي رضي الله عنهما القنوت في الوتر لم يأمر بتركه بعض الأحيان ولا بالمداومة عليه فدل ذلك على جواز الأمرين ، ولذا ثبت عن أبي ابن كعب رضي الله عنه حين كان يصلي بالصحابة رضي الله عنهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يترك القنوت بعض الليالي ولعل ذلك ليعلم الناس أنه ليس بواجب. والله ولي التوفيق. " فتاوى إسلامية " ( 2 / 159).
ما هو الدعاء الذي يقال في صلاة الوتر ؟ من الأسئلة الهامة التي سيتم الإجابة عليها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن الدعاء من أحب العبادات إلى الله تعالى، ولا سيما في شهر رمضان المبارك والذي هو من أعظم أشهر السنة عند الله تعالى، وتجدر الإشارة إلى أن صلاة الوتر هي الصلاة التابعة لصلاة العشاء عمومًا وصلاة التراويح خصوصًا.
دعاء القنوت في صلاة الوتر يقول المصلي أحد الأدعية الواردة في الأحاديث التالية عند القنوت وله أن يقول أكثر من دعاء: 1- عن الحسنِ بنِ عليٍّ رضيَ عنْهما قال: " علَّمَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كلماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ: اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ " ( رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني). 2- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي آخر وِتْرِهِ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ " ( رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني). 3- عن عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه قال: صلَّيتُ خلفَ عمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنهُ صلاةَ الصبحِ فسمعتُهُ يقولُ بعدَ القراءةِ قبلَ الركوعِ: " اللهمَّ إياكَ نعبُدُ، ولكَ نُصلِّي ونَسجُدُ، وإليكَ نَسْعَى ونَحْفِد، نرجو رحمتَكَ ونخشى عذابَكَ، إنَّ عذابَكَ بالكافرينَ مُلْحِقٌ، اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ ولا نَكْفُرُكَ ونُؤمنُ بكَ ونخضعُ لكَ ونَخلعُ من يَكْفُرُكَ " ( رواه البيهقي وصححه الألباني).
السؤال: تقول: أنا عندما أصلي الشفع، وأوتر في بعض الأحيان، لا أدعو بعد الركوع من الوتر، فقط أسجد، ثم أسلم، هل صلاتي صحيحة؟ أم أن هناك غير ذلك؟ وهل يجوز لي أن أدعو بعد التشهد من الوتر، بدلًا من كوني أدعو بعد الركوع؟ أفتوني جزاكم الله خيرًا. الجواب: القنوت مستحب بالوتر، ليس بواجب، لكن يستحب لمن حفظه أن يقنت في الوتر بعد الركوع في الركعة الأخيرة، وهي الواحدة التي يوتر بها في أول الليل، أو في آخره، يقنت بقوله: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت.. إلى آخره؛ لأن الرسول ﷺ علمه ابن بنته الحسن، وتعليم النبي ﷺ لواحد، تعليم للجميع، فإذا تيسر ذلك فهو أفضل، وإلا فلا حرج، والحمد لله، فليس بواجب، وإذا دعا الإنسان بعد التشهد، قبل أن يسلم؛ فهذا مستحب أيضًا، الدعاء في آخر التحيات، قبل أن يسلم، النبي ﷺ علم الصحابة، لما علمهم التشهد قال ﷺ: ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو ، وفي اللفظ الآخر: ثم ليختر من المسألة ما شاء. وكان النبي يدعو ﷺ في صلاته، في آخر التحيات، قبل أن يسلم، بعد التشهد، وبعد الصلاة على النبي ﷺ، يدعو، ويستحب أنه يقرأ التحيات، ثم يصلي على النبي ﷺ، ثم يستعيذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ، ثم يدعو بما يسر الله من الدعوات الطيبة، الواردة عن النبي ﷺ، مثل: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك ، اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم ، هذا دعاء عظيم.