الخطبة الأولى ( أكثر أهل الجنة) 11 ذو الحجة 1436 ه إنَّ الحمدَ لله ،،،، أمَّا بعد أيُّها المسلمون عباد الله: فاضَل الله بينَ عِباده بالرِّزق والعطاءِ ابتلاءً لهم وامتِحانًا ، قال جلّ وعلا: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ. أغنى من شاءَ منهم بفضله ، وأفقَر آخرين بحِكمته ، قال عز وجلّ: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ. أكثر أهل الجنة من النساء - فقه. والفقراءُ هم أكثرُ أهلِ الجنة ، أعلَى الله منزلتَهم وإن احتقَرهم بعضُ الخلق ، أدناهم الله مِنه وإن جفَاهم النّاس ، يقول عليه الصلاة والسلام: " اطَّلعتُ في الجنّة فرأيتُ أكثرَ أهلها الفقراءَ، واطّلعتُ في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ". هم أقرَب النّاس إلى الأنبياءِ وأكثرُ أتباعِ الرّسل ، قال جل شأنه حكايةً عن قوم نوحٍ عليه السلام: قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ ، وقال هرقل لأبي سفيان: سألتُك عن أتباعِ محمّد ، فذكرتَ أنّ ضعفاءهم اتَّبعوه ، قال: وهم أتباعُ الرسل. أمر الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يكون إقبالُه عليهم، وأنزلَ اللهُ العتاب في الإعراضِ عنهم: عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى.
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} [غافر:47-48]. والسبب في كونهم تبعاً لهم؛ لأن الله قد دعاهم في الدنيا إلى الهدى واتباع الرسل عليهم السلام فأبوا إلا أن يكونوا تبعاً همجاً رعاعاً لقادتهم من الكفار والمنافقين، ولو اتبعوا أنبياء الله ورسله لأفلحوا كل الفلاح، ولوجدوا في دين الله ما فيه العزة في الدنيا والآخرة. وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وعدله في أرضه وسمائه، فإنه لن يجمع للمؤمن المستضعف عذابين عذاباً في الدنيا وعذاباً في الآخرة، فمن عاش في هذه الحياة من المسلمين الصادقين مستضعفاً مهضوماً مبتلىً أكرمه الله جل وعلا في الآخرة برحمته ومغفرته وجنة عرضها السماوات والأرض. اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين. اكثر اهل الجنة النساء. والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. المصدر: موقع إمام المسجد 153 0 21, 119
السؤال: سمعت من بعض الخطباء في إحدى الجمع حديثًا استوقفني كثيرًا، ونصه كما ذكره الخطيب أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: "أكثر أهل الجنة البُلْه" أي الموصوفون بالغباء والبلاهة، لا بالذكاء والنباهة، وقد سألت بعض الأصدقاء ممن أعتبرهم أعلم مني بأمور الدين، فأكد لي أنه قرأه كذلك في "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي. فهل هذا الحديث ثابت حقًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ وكيف يتفق هذا مع ما دعا إليه الإسلام من التنويه بالعقل والعلم، حتى كانت أول آية من كتابه أنزلت على رسوله: "اقرأ باسم ربك الذي خلق" (العلق:1) ، بينوا لنا الحق في ذلك بارك اللّه فيكم ومد في عمركم في خدمة الإسلام. جواب فضيلة الشيخ: آفة كثير من الخطباء في مساجدنا أنهم "حاطبو ليل" فهم يأخذون الأحاديث من أي كتاب وجدوه، أو من أي مقال قرأوه، أو من أي متحدث سمعوه، دون أن يكلفوا أنفسهم معرفة مصدر الحديث، ومن أخرجه من أصحاب الكتب المعتمدة؟ ومن رواه من الصحابة؟ وما قيمته من حيث الصحة والضعف، والقبول والرد؟ وهل يصلح الاستشهاد به في هذا الموضع أو لا يصلح؟ وهل يليق ذكره لكل الناس بكل مستوياتهم أو هو لا يليق إلا بالخاصة؟ إن كثيرًا من الخطباء، بل أكثرهم يعتمدون على كتب الوعظ والتصوف، وهي تجمع الغث والسمين ولا تمحص ما تنقله، وكذلك معظم كتب التفسير.
ولا أظنه يصح ، لإنه يخالف الحديث الصحيح الذي فيه أن النساء أكثر أهل النار.. فعن أبي سَعيد الخُدْرِي ـ رضي الله عنه ـ قال: (( خَرَجَ رسولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلّم ـ في أضحى ـ أو في فِطرٍ ، إِلى المصلَّى ، فمرَّ عَلَى النساءِ فقال: يا مَعشرَ النساءِ تَصَدَّقْنَ ، فإني أُرِيتكُنَّ أكثرَ أهلِ النارِ)). الحديث. رواه البخاري ومسلم. والله أعلم. أما وحديث (( لا يسأل بوجه الله إلا الجنة)): فكما قال أخي الكريم عبد الرحمن التونسي: أخرجه أبو داود (1671): من طريق سليمان بن معاذ التميمي ، حدثنا ابن المنكدر ، عن جابر قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (( لا يسأل بوجه الله إلا الجنة)). أهل الجنة كل ضعيف متضعِّف - طريق الإسلام. والحديث ضعفه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في ضعيف أبي داود (297) ، وفي ضعيف الجامع الصغير 6351 ، وفي تخريج أحاديث المشكاة 1944 ". وقال في ضعيف الترغيب ( 1 / 256) ح (506): " قلت: في إسناده سليمان بن معاذ التميمي ، وهو ابن قرم بن سليمان ، ضعيف لسوء حفظه ".
ونصيحتنا للأخوات الحرص على التمسك بشعائر الإسلام وفرائضه لاسيما الصلاة والبعد عما حرمه الله سبحانه وتعالى وبخاصة الشرك بصوره المتعددة التي تنتشر في أوساط النساء مثل طلب الحاجات من غير الله وإتيان السحرة والعرافين ونحو ذلك ، والواجب عليهن أن يحافظن على أمر الدين ليسلمن من النار. ومن أهم الفوائد والدرر المستخلصة من هذا الحديث النبوي الكريم: أولا: أن الفقراء في الجنة أكثر من الأغنياء, والفقير لم يدخل الجنة بسبب فقره, وإنما دخلها بعمله الصالح. ثانيا: التحريض على ترك التوسع في الدنيا والاستزادة من متاعها. ثالثا: تحريض النساء على المحافظة على أمر الدين ليسلمن من النار, والإخبار بأنهن أكثر أهل النار. رابعا: أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان. خامسا: أن من أساليب الدعوة: الترهيب. الدعاء
أكثر أهل الجنة هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم: (حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين)أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(يقول الله: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكرى وما هم بسكرى، ولكنَّ عذاب الله شديد). فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ قال: (أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم رجلاً، ثم قال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة). قال: فحمدنا الله وكبَّرنا، ثم قال: (والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرُقْمة في ذراع الحمار). (حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم. [*]قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: قَوْلُهُ: ( أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ) أَيْ قَدْرُهَا أَوْ صُوِّرُوا صُفُوفًا.