ولو كان القول كما قال الذين زعموا انه لا يكفر بالله احد الا من حيث يعلم، لوجب ان يصبح هؤلاء القوم فعملهم الذي اخبر الله عنهم انهم كانوا يحسبون به انهم يحسنون صنعة ، كانوا مثابين ما جورين عليها، ولكن القول بخلاف ما قالوا، فاخبر جل ثناؤة عنهم انهم بالله كفرة، وان اعمالهم حابطة. وعني بقوله: انهم يحسنون صنعا عملا و الصنع و الصنعة و الصنيع واحد، يقال: فرس صنيع بمعني مصنوع. ربنا لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياه الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا الذين ضل سعيهم في الحياة الدينا الاية الذين يظنون انهم يحسنون صنعا ربنا لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياه الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون 956 مشاهدة
قال: وسمعت العرب تقول: الأولات دخولا والآخرات خروجا ، فصار للأول والثاني كسائر الباب قال: وعلى هذا يقاس.
ولو كان القول كما قال الذين زعموا أنه لا يكفر بالله أحد إلا من حيث يعلم ، لوجب أن يكون هؤلاء القوم في عملهم الذي أخبر الله عنهم أنهم كانوا يحسبون فيه أنهم يحسنون صنعه ، كانوا مثابين مأجورين عليها ، ولكن القول بخلاف ما قالوا ، فأخبر جل ثناؤه عنهم أنهم بالله كفرة ، وأن أعمالهم حابطة. وعنى بقوله: ( أنهم يحسنون صنعا) عملا والصنع والصنعة والصنيع واحد ، يقال: فرس صنيع بمعنى مصنوع.
فلهذا علموا إخوانكم أن النفس البشرية لا تطيب ولا تطهر حتى يرضى الله عنها ويقبلها في السماء إلا إذا كانت زكية نقية طيبة طاهرة، ولا تطهر بالماء والصابون أو بالعطورات، وإنما بالإيمان الحق بأنه لا إله إلا الله محمد رسول الله، والإيمان بلقاء الله تعالى، ثم بالعمل الصالح الذي أنزل الله في كتابه وبينه الرسول صلى الله عليه وسلم، وتأديته كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم، فمثلاً هذه الصلاة، لو أنك تصلي الظهر قبل وقتها لا تعتبر صلاة ولا تثاب عليها، بل والله لا يقبل منك شيئاً، وكذلك لو صليت الآن الصبح قبل وقتها، لا ينفعك ذلك ولا تزكو نفسك، وأيضاً لو قلت: نزيد ركعتين في الصبح! ثم صليت الصبح أربع ركعات، فوالله لا تزكو نفسك بذلك أبداً، إذ لا تزكو النفس إلا بما شرع الله وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، مع النية الصادقة، فهذا الذي تزكو عليه النفس وتطيب وتطهر، فاللهم ارزقنا نفوساً طيبة طاهرة. قال: [ ثالثاً: لا قيمة ولا ثقل ولا وزن لعمل لا يوافق رضا الله تعالى وقبوله له، كما لا وزن عند الله تعالى لصاحبه، وإن مات خوفا من الله أو شوقاً إليه]، من كان له أعمال كثيرة عملها، كبناء الكنائس والمساجد، وإعطاء الأموال للمحتاجين، وهو لم يعرف الله ولم يؤمن به، فهذه الأعمال كلها لا تزن عند الله شيئاً أبداً، بل لو أن مسيحياً بنى ألف مسجد فإنه لا يدخل الجنة وهو كافر.
وَخَسِرَ بَيْعه, وَوُكِسَ فِي الَّذِي رَجَا فَضْله. وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الَّذِينَ عُنُوا بِذَلِكَ, فَقَالَ بَعْضهمْ: عُنِيَ بِهِ الرُّهْبَان وَالْقُسُوس. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ. الجواهر اللغوية في الآيات القرءانية (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) - YouTube. 17625 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد, قَالَ: ثنا الْمَقْبُرِيّ, قَالَ: ثنا حَيْوَة بْن شُرَيْح, قَالَ: أَخْبَرَنِي السَّكَن بْن أَبِي كَرِيمَة, أَنَّ أُمّه أَخْبَرْته أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَا خَمِيصَة عَبْد اللَّه بْن قَيْس يَقُول: سَمِعْت عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب يَقُول فِي هَذِهِ الْآيَة { قُلْ هَلْ نُنَبِّئكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا}: هُمْ الرُّهْبَان الَّذِينَ حَبَسُوا أَنْفُسهمْ فِي الصَّوَامِع. * - حَدَّثَنَا يُونُس, قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب, قَالَ: سَمِعْت حَيْوَة يَقُول: ثني السَّكَن بْن أَبِي كَرِيمَة, عَنْ أُمّه أَخْبَرْته أَنَّهَا سَمِعَتْ عَبْد اللَّه بْن قَيْس يَقُول: سَمِعْت عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب يَقُول, فَذَكَرَ نَحْوه. 17626 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار, قَالَ: ثنا عَبْد الرَّحْمَن, قَالَ: ثنا سُفْيَان, عَنْ مَنْصُور, عَنْ هِلَال بْن يَسَاف, عَنْ مُصْعَب بْن سَعْد, قَالَ: قُلْت لِأَبِي: { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} أَهُمْ الْحَرُورِيَّة ؟ قَالَ: هُمْ أَصْحَاب الصَّوَامِع.