ومعنى قوله: " وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ ". أي خير ما فطرتها عليه من خلق فاضل؛ فإن الجبلة والفطرة بمعنى واحد، وهي الطبع الراسخ في الإنسان. يقال: فلان فُطِرَ أو جبل على كذا أو كذا من الأخلاق، أي خلق به وكان طبعاً فيه لا يستطيع التخلي عنه في الغالب. وقوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: " وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ " توكيد للدعاء الأول؛ فمن سأل الله الخير، فقد استعاذ من الشر ضمناً، لكن إذا أردف الاستعاذة من الشر بعد سؤال الخير، كان ذلك أولى؛ لأن مقام الضراعة يقتضي ذلك. فالداعي كلما كرر الدعاء بلفظه أو بمعناه كان ذلك أحب إلى الله – عز وجل -، وكان هذا الإلحاح في الدعاء معيناً على قبوله إن شاء الله. اللهم اني اسالك خير ما في هذا اليوم. والاستعاذة معناها: طلب العون والحماية والعصمة من الله تبارك وتعالى من كل ما من شأنه أن يتقي ويحذر. وكل أمريء فيه جانب من الخير وجانب من الشر يضيق هذا ويتسع ذاك، وليس الكمال البشري إلا للأنبياء. فلكي يستجاب للرجل في هذا الدعاء عليه أن يدعو لزوجته بأن يرزقها خيره ويكفيها شره. قد تقول: إن هذا ليس مذكوراً في الحديث. أقول: نعم ولكن لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، كما قال – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –.
والمرأة التي يغلب خيرها على شرها قليل أمثالها، لذا كان من الواجب على الرجل أن يتخير لنفسه ذات الخلق والدين. فإن وجدها، فليحمد الله حمداً كثيراً متواصلاً على نعمة التوفيق. فإن دخل بها ونظر إليها وتمكن منها، فليضع يده اليمنى على ناصية رأسها اليمنى وليقل هذا الدعاء المذكور في الحديث فعسى الله أن يستجيب له. وكذلك يفعل إذا اشترى خادماً، أي امرأة مملوكة من اللاتي أخذن في الحرب سبباً، وكذلك الحال لو اشترى بعيراً فإنه يدعو بهذا الدعاء. وتعالوا بنا ننظر في هذا الحديث نظرة أخرى أوسع دائرة من هذه النظرة التي هي بمثابة تقدمة توضيحية له. اللهم اني اسالك خير هذا اليوم واكفنا شره. قوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: " إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً " أي إذا أدخلت عليه وأسلمت نفسها إليه، فإنه يأخذ بناصيتها ويدعو بهذا الدعاء بعد أن يحمد الله – عز وجل – بقلبه ولسانه ويثني عليه بما هو أهله، ويصلي ويسلم على نبيه محمد – صلوات الله وسلامه عليه – كما هو معروف عند البدء في الدعاء. وقد ذكرت آداب الدعاء بتوسع في كتاب: "صفحات من نور في الدعاء المأثور" فراجعه إن شئت. وقوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: " فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ ", معناه: اللهم إني أسألك أن تنفعني بما فيها من خير، فتجعلها حصناً لي من الحرام، وتغنيني بها عن التطلع إلى ما لا يحل لي النظر إليه، وتمتعني بمالها وجمالها – إن كانت ذات مال وجمال – وتؤنس بها وحدتي، وتفرج بها همي، وتوفقها لطاعتك ثم توفقها لطاعتي، وترزقني منها البنين والبنات، إلى غير ذلك من المطالب التي يستحضرها الداعي في دعائه؛ فإن الخير كلمة واسعة الدلالة تشمل هذه كله وغيره.
الأحد، ٢٤ أبريل / نيسان ٢٠٢٢ الرئيسية عاجل كورونا العالم رياضة إقتصاد صحة منوعات تكنولوجيا سيارات حواء المعرفة الطهي السياحة دول الكويت السعودية مصر الإمارات لبنان البحرين الأردن فلسطين اليمن المغرب ليبيا تونس عمان العراق الجزائر البث المباشر منذ يوم CBC دراما أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين.. اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه.. وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده السبت، ٢٣ أبريل / نيسان ٢٠٢٢ الأكثر تداولا في مصر صحيفة اليوم السابع منذ 36 دقيقة صحيفة الوطن المصرية منذ 5 ساعات بوابة الأهرام منذ ساعتين منذ 3 ساعات منذ ساعة صحيفة المصري اليوم منذ 5 ساعات