السؤال: أحيانا أسافر وقد يصعب عليَّ أن أخلع الحذاء والجورب لأغسل رجلي عند الوضوء فهل يجوز لي أن أمسح على الحذاء أو الشراب أم لا بد من خلعهما ؟ الجواب: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بالتواتر أنه مسح على الخفين بدلا عن غسل الرجلين في الوضوء. تعرف على الحالات التي يجوز فيها المسح على الحذاء أثناء الوضوء. والخف عبارة عن حذاء من الجلد يُلبس في القدم ويغطيها مع الكعبين بغرض حمايتها وتدفئتها ويشق نزعه كل وقت صلاة لأجل الوضوء ، فرخَّص الشرع في المسح عليه ـ بشروط معينة ـ صدقة من الله تعالى تصدق بها على عباده. أما المسح على الحذاء الذي يلبسه الناس اليوم فله حالات: أولها: إن كان هذا الحذاء مصنوعا من الجلد أو من نسيج سميك ويغطي القدم مع كعبيها فهذا لا إشكال في جواز المسح عليه لأنه بهذه الحال لا فرق بينه وبين الخف. ثانيها: إن كان الحذاء لا يبلغ الكعبين لكنه يلبسه والجورب معا والقدم تستتر بهما معا فلا إشكال في جواز المسح على الحذاء عندئذ ، فإن خلع الحذاء في مدة المسح مسح على الجورب وأتم مدة المسح الأولى فقط ولا يبتديء المدة من وقت مسحه على الجورب. ثالثها: إن كان يلبس الحذاء فقط أعني بغير جورب والحذاء لا يبلغ الكعبين فإن كان مقدار ما يظهر من القدم كثير فهذا لا يجوز المسح عليه ، وأما إن كان ما يظهر منها يسير كغالب أحذية الناس اليوم فهذا قد اختلف العلماء في جواز المسح عليه ، فأجازه بعضهم إلحاقا لهذا الظاهر بالخرق ـ الثقب ـ اليسير في الخف ، ومنعه آخرون لأنه لم تستتر القدم كلها بالخف فوجب غسل القدم على الأصل ، والراجح أن لا يمسح على هذا الحذاء لاسيما مع عدم المشقة في نزعه.
حيث تبدأ مدة المسح من أول مسح قام بها الشخص لتجديد الوضوء. ومن الجدير بالذكر أنه عندما تنتهي مدة المسح والشخص طاهر ومحتفظ بوضوئه فلا ينقض ذلك الوضوء. أما في حالة أن تنتهي مدة المسح ويريد الشخص أن يجدد وضوءه فلا يجوز له أن يمسح. ومن الضروري ليصبح المسح صحيح أن يكون الشخص قد ارتدى الجورب أو الحذاء وقدميه طاهرتين بعد الوضوء. والدليل على ذلك ما تم ذكره في الصحيحـــين وغـيرهما عـن المغيرة بن شعبـة رضي الله عنه أنه ذات ليلة كان مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي أثناء السير ذكر وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح برأسه ثم هوى المغيرة لكي ينزع خفي النبي فقال صلى الله عليه وسلم: "دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ومسح عليهما" (البخاري 1 / 213 مسلم 1 / 158). ومن المعروف أن الضرورات تبيح المحذورات فإن كل أمر يعتبر ممنوع من الممكن فعله إذا كان الأمر ضرورة قصوى. فإذا اضطر الشخص إلى الوضوء بالمسح على الحذاء فلا شيء في ذلك. وإذا اضطرت المرأة إلى المسح على الخمار فلا شيء في ذلك. ومن الممكن أيضًا الصلاة بالحذاء إذا لزم الأمر واضطر الشخص إلى ذلك. ففي كل الأحوال ندعو الله أن يتقبل الله منا صالح الأعمال ويرزقنا التوفيق.
تاريخ النشر: الإثنين 14 رجب 1438 هـ - 10-4-2017 م التقييم: رقم الفتوى: 350362 66903 0 120 السؤال منذ ما يقارب شهرين وأنا أمسح على حذائي في العمل، واليوم وأنا قادم إلى العمل اكتشفت أن الحذاء يسرب الماء بسبب المطر، فهل علي إعادة الصلوات، مع العلم أنه ربما يكون قد خرق في وقت قريب؟ وكيف أقدر عدد الصلوات إن كانت علي الإعادة؟. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الحذاء له حالتان: الأولى: أن يكون تحته جورب قد لبس على طهارة وضوء: فهذا يجوز المسح عليه يوماً وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليهن للمسافر. الثانية: أن يُلبس الحذاء على الرجل مباشرة دون جورب, فإن كان ساتراً لمحل الفرض فإنه يجوز المسح عليه عند بعض أهل العلم إن كان قد لبس على طهارة، فإن كان الحذاء لا يغطي محل الفرض لم يجز المسح عليه، بل يجب نزعه عند الوضوء وغسل الرجل، وراجع الفتوى رقم: 60322.