أثارت الكاتبة والناشطة السعودية حصة آل شيخ أزمة في السعودية بعد أن نشرت تغريدة في حسابها الشخصي على موقع تويتر قالت فيها في حديث عن الفنان محمد عبده "سبحان من أبدع صوت محمد بين البقية ما تدري لما تباشر به أذنك هل أنت تسمع الله أم الله يطربك أم أنه الله يحير عجزك بنغم أوتار أو وتر نغم". التغريدة أثارت ردود فعل غاضبة بشكل واسع في السعودية، سواء من جانب القراء أو على مستوى شخصيات دينية معروفة مثل الشيخ عبد العزيز الفوزان ، من جانبها نفت الكاتبة السعودية حصة آل الشيخ، علاقتها بـ "حساب تويتر" والتغريدة المُسيئة التي نُشرت، مؤكدةً أن الحساب منتحل لشخصيتها، والتغريدة لا تخصّها، وأنها لا يمكن أن تصدر منها أو تمثلها، نافيةً مسؤليتها عنها تماماً.
وضربت حصة آل الشيخ أمثلة عن أبرز العوائق المتمثلة في "عقبة الحركة والسفر واشتراطات المحرم حتى في الابتعاث فأتوقع أن هذا الأمر تعد بزيادة على حقوقها وهذا أمر ليس من حق أحد أن يفعله ويقرره سوى أسرتها"، موجهة أصابع الاتهام إلى المؤسسات "التي يديرها رجال". كما لا تبدي تفاؤلها في المستقبل فهي ترى أنه "لايزال أمام المرأة السعودية بحاجة لوقت طويل للحصول على كل حقوقها.. مازال الطريق أمامها طويلاً"، مطالبة بــ"تفعيل بنود معاهدة إزالة كل أنواع التمييز ضد المرأة (سيداو) التي وقعت عليها المملكة، وأعتقد بنظري أنها كافية لتعيد للمرأة وضعها الإنساني الطبيعي". ويأتي ذلك رغم اعترافها بوجود تحسّن ملموس عن السابق، "نحن الآن في وضع أفضل بكثير عما كانت عليه قبل 10 سنوات.. تحسّنا كثيراً ونحن في الطريق للأفضل". سنضغط لنيل حقوقنا وتعتقد حصة آل الشيخ أن حصول المرأة على حقوقها لا يحتاج إلى ما هو أكثر من المزيد من الضغوط، "بمزيد من الضغوط ستتغير نظرة الرجل القاصرة للمرأة.. لابد أن يخضع الرجل للضغوط.. لم يرفع الحجب عن تعليم المرأة أو توظيفها إلا بضغوط القرارات المتنفذة في الدولة". ومن جانب آخر تستغرب آل الشيخ محاولة تهميش صوت المرأة في البرامج الحوارية التي تناقش قضاياها الخاصة.. متهمة المرأة والقائمون على هذه البرامج بحد السواء بالتقصير.
الشيخ عبدالعزيز البازعي ذكر أن لها سوابق خطيرة في التطاول، فلعل عقاباً صارماً يصدر بحقها؛ لتكون عِبرة وليأخذ على يدها حتى لا تكرر فعلتها. الدكتورة نورة السعد قالت: إن حصة قد تعودت التطاول على الشريعة، ولهذا محاسبتها مطلب شرعي ردعاً لها ومَن على شاكلتها من النساء المتحديات للشريعة. الشيخ الدكتور عبدالعزيز الطريفي أوضح أن عدة وفاة الزوج من أحكام الله القطعية في القرآن ومنكرها كافر بإجماع المذاهب (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا …) وأضاف "لو أُقيم حد الردة على معتدٍ واحدٍ على الله ودينه لما تكرر التعدي مراراً، ولما وُجدت أقلام تهون ذلك. لا يستهزأ بالله ودينه في أمة إلا أهانها الله. وكانت الكاتبة حصة آل الشيخ كتبت في مقالتها اليوم أن "المرأة لا تزال تواصل سجنها بنفسها لوفاة زوجها أربعة أشهر بواسطة التعبد للزوج المتوفى". ويرى عشرات المغردين أن على وزارة الإعلام كما أوقفت -قبل أيام- إحدى الصحف الرياضية أن تُوقف كل وسائل الإعلام التي تتطاول على الدين والحدود الشرعية. الجدير ذكره أن الغضبَ اجتاح وسائل إعلام عربية وإسلامية، حيث إن هذا الجنوح يمس شريعة المسلمين.
وأضاف مناور سليمان: "من قريبة القاضي فمن تقاضي.. ليست هذه المرة الأولى ولا الثانية حصة آل الشيخ تتطاول على الشرع ولن تكون الأخيرة.. نشكوها إلى الله". واعتبر فراج الصهيبي أن "جهل بعض النساء بأحكام العدة ومبالغاتهم فيها شيء، والاعتراض على أمر الله بالعدة شيء آخر.. الاعتراض على القرآن كفر". ورأى خالد إبراهيم الصقعبي أن "مشكلة شراذم الفساد ليست مع المتدينين فحسب، بل مع الدين برمته"، متسائلا: "هل يتجرأ الشريان أن يقابلها كأنموذج موغل في التطرف والفساد؟". وقال محمد الشنار: "انتظروا منعها: يا حصة لقد قلت شيئا إدا! الله يقول: (يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا)". كما طرح الشيخ عادل الكلباني تساؤلا حول ماذا سيكون عذر المدافعين عن تجاوزات الكاتبة حصة آل الشيخ هذه المرة مشير إلى أن كلامها جاء في صحيفة رسمية بحسب قوله. وغرد الشيخ الكلباني معلقاً على هاشتاق #حصة_آل_الشيخ_تتطاول_على_الشرع قائلاً: أنقذوها تلك المرة بزعم اختراق أو تزوير حسابها في! فبم سينقذونها هذه المرة ؟ وكانت الكاتبة حصة آل الشيخ أثارت ضجة على عقب مقال نشر في صحيفة الرياض تحت عنوان " معتقل الوفاء التراثي النسوي " والذي انتقت فيه عدة الزوجة المتوفى زوجها ووصفت الشرعَ بالتراثو فيما يخص عدّة المرأة بعد وفاة زوجها، مصوّرة أن هذه العدّة الشرعية هي سجن تدخل فيه المرأة بذريعة عبودية الزوج، وما هو إلا تراث الكتب منذ ١٤٠٠ عام.
وقد واجه المقال هجوماً من علماء الدين وعامة الناس بسبب ما سمّوه بـ "التطاول" على النصوص القرآنية، والسنة النبوية.
واستنكرت آل الشيخ على ضيوف البرنامج وهم عدد من رجال الدين والقانون وأكاديميين وأحد أعضاء مجلس الشورى، أنه "بدلاً من مطالبة تنظيم الحياة بالقوانين التشريعية المدنية يكتفون بفرض عالمهم الخيالي، وبمزيد من سدود الذرائع التي صارت تذرع الواقع بكامله وتهيمن عليه، لأجل إقامة قداس فضيلة موهوم، يفشل ويكرر الفشل! ". وانتقدت آراء عديدة في سياق الحلقة للضيوف اعتبرتها مثيرة للاستغراب وفيه رمي للتهم في كل الاتجاهات، وأن بعض الآراء للضيوف كانت تمثل "الهوس الفحولي المكتسح الذي يمعن في إبعاد المرأة عن الفضاء العام ويصر على اعتبارها مصدر فتنة وفوضى".