فَوَ الَّذِي شَرَّفَنَا بِالْوَحْيِ وَالْكِتَابِ وَالنُّبُوَّةِ وَالِانْتِجَابِ لَا تُدْرِكُ أَمَدَنَا وَلَا تَبْلُغُ غَايَتَنَا. وَلَا تَمْحُو ذِكْرَنَا وَلَا تَرْحَضُ عَنْكَ عَارُنَا. وَهَلْ رَأْيُكَ إِلَّا فَنَدٌ وَأَيَّامُكَ إِلَّا عَدَدٌ وَجَمْعُكَ إِلَّا بَدَدٌ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي أَلَا لُعِنَ الظَّالِمُ الْعَادِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَكَمَ لِأَوْلِيَائِهِ بِالسَّعَادَةِ وَخَتَمَ لِأَوْصِيَائِهِ بِبُلُوغِ الْإِرَادَةِ نَقَلَهُمْ إِلَى الرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ وَالرِّضْوَانِ وَالْمَغْفِرَةِ وَلَمْ يَشْقَ بِهِمْ غَيْرُكَ وَلَا ابْتَلَى بِهِمْ سِوَاكَ وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُكْمِلَ لَهُمُ الْأَجْرَ وَيُجْزِلَ لَهُمُ الثَّوَابَ وَالذُّخْرَ وَنَسْأَلُهُ حُسْنَ الْخِلَافَةِ وَجَمِيلَ الْإِنَابَةِ إِنَّهُ رَحِيمٌ وَدُودٌ. [٤] مصادر الخطبة المصادر التي ذكرت خطبة العقيلة زينب عليها السلام هي: بلاغات النساء، لأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر طيفور الخراساني - المشهور بابن أبي طيفور( ت 280 هـ) ص 70 - 73. طبع دار الفضيلة، القاهرة، تحقيق د. خطبة زينب في مجلس يزيد - ويكيبيديا. عبدالحميد هنداوي نثر الدر، لأبي سعيد الآبي ج4 / 26 التذكرة الحمدونية ، لابن حمدون ج6/262 رقم (631) مقتل الحسين عليه السلام، للخوارزمي ج2 / 64 أعلام النساء لمحمد رضا كحالة ج2 / 504 الهوامش يعقوب، أحمد حسين، المواجهة مع رسول الله وآله، ص170.
( ثمّ توجّهت بالتوبيخ إلى يزيد قائلةً له): فوَ اللهِ ما فَرَيتَ إلاّ جِلْدَك، ولا جَزَزْتَ إلاّ لحمك، ولَتَرِدنّ على رسول الله بما تحمّلت مِن سَفكِ دماءِ ذريّتهِ، وانتهكتَ مِن حُرمته في عِترته ولُحمته! حيث يجمع الله شملهم، ويَلُمّ شعَثَهم، ويأخذ بحقّهم.. ولا تَحسَبنَّ الذينَ قُتِلوا في سبيلِ اللهِ أمواتاً بل أحياءٌ عندَ ربِّهم يُرزَقون. حَسْبُك بالله حاكماً، وبمحمّدٍ خَصيماً، وبجبرئيل ظَهيراً، وسيعلم مَن سوّى لك ومكّنك من رقاب المسلمين ( أي أبوك معاوية) بئس للظالمين بدلاً! خطبة زينب في مجلس يزيد - معنى الحب. وأيُّكم شرٌّ مكاناً وأضعَفُ جُنْداً! ولئن جَرَّت علَيّ الدواهي مُخاطبتَك، إنّي لأستصغرُ قَدْرَك، وأستَعظمُ تَقريعك، واستكبر توبيخك!! لكنّ العيون عَبْرى، والصدور حَرّى ( وهنا جاء التنبيه إلى عظم المصيبة والفاجعة التي أوقعها يزيد في آل بيت المصطفى). ألا فالعَجَب كلّ العجب.. لقتلِ حزبِ الله النجباء، بحزب الشيطان الطلقاء! ( ومنهم يزيد الطليق بعد فتح مكّة، ولم يسمح الشرع الشريف للطلقاء أن يتقلّدوا الحُكْم! )، فهذه الأيدي تَنطِف من دمائنا، والأفواه تَتَحلّب مِن لحومنا، وتلك الجُثث الطَّواهر الزواكي تنتابها العَواسِل ( أي الذئاب)، وتهفوها أُمّهاتُ الفَراعل.
اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا واحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا. خطبه السيده زينب في مجلس يزيد مكتوبة. فوالله ما فريت إلا جلدك، وما حززت إلا لحمك ولتردن على رسول الله صلّى الله عليه وآله بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ لهم بحقهم (ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) وحسبك بالله حاكماً وبمحمد صلّى الله عليه وآله خصيماً وبجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من سوّل لك ومكنك من رقاب المسلمين، (بئس للظالمين بدلا)، وأيكم (شر مكاناً وأضعف جندا) ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى والصدور حرّى. ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل، ولئن اتخذتنا مغنماً لتجدنا وشيكاً مغرماً حين لا تجد إلا ما قدمت، وما ربك بظلاّم للعبيد، فإلى الله المشتكى وعليه المعوّل. فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي (ألا لعنة الله على الظالمين).
الرواية التاريخية للأحداث وقصة الخطبة وغيرها من الخطب ينكر حدوثها أغلب علماء أهل السنة والجماعة ، ويعتبروها من القصص المُختلقَة. محتويات 1 مكان إلقاء الخطبة 2 مقتطف من الخطبة 3 طالع أيضا 4 مصادر مكان إلقاء الخطبة [ عدل] بعد وصول سبايا الحسين بما فيهم اخت الحسين زينب بنت علي بن أبي طالب من كربلاء مرورا بالكوفة إلى الشام ، عقد يزيد مجلسا في دمشق ، وأدخل السبايا في جمع من الناس. حيث كان قد وضع رأس الإمام الحسين في طشت أمامه ضاربا إياه بعصاه، كما وكان يشتم رأس الإمام وصرح بأن المعركة كانت للأخذ بثأر بدر ، واستشهد بشعر لـابن الزبعري: لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرٍ شَهِدُوا جَزَعَ الْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الْأَسَلْ لَأَهَلُّوا وَاسْتَهَلُّوا فَرَحاً وَ لَقَالُوا يَا يَزِيدُ لَا تُشَلْ فَجَزَيْنَاهُمْ بِبَدْرٍ مِثْلَهَا وَ أَقَمْنَا مِثْلَ بَدْرٍ فَاعْتَدَلْ لَسْتُ مِنْ خِنْدِفَ إِنْ لَمْ أَنْتَقِمْ مِنْ بَنِي أَحْمَدَ مَا كَانَ فَعَلْ [2] وبعد أن سمعت السيدة زينب شماتة يزيد خطبت خطبتها المشهورة.
والحمد لله رب العالمين، الذي ختم لأوَّلنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة،إنّه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وَأَنَّى يُرْتَجَى مُرَاقَبَةُ مَنْ لَفَظَ فُوهُ أَكْبَادَ الشُّهَدَاءِ وَنَبَتَ لَحْمُهُ بِدِمَاءِ السُّعَدَاءِ وَنَصَبَ الْحَرْبَ لِسَيِّدِ الْأَنْبِيَاءِ وَجَمَعَ الْأَحْزَابَ وَشَهَرَ الْحِرَابَ وَهَزَّ السُّيُوفَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ أَشَدُّ الْعَرَبِ لِلَّهِ جُحُوداً وَأَنْكَرُهُمْ لَهُ رَسُولًا وَأَظْهَرُهُمْ لَهُ عُدْوَاناً وَأَعْتَاهُمْ عَلَى الرَّبِّ كُفْراً وَطُغْيَاناً. [4] [5] [6] [7] [8] طالع أيضا خطبة زينب في الشام خطبة علي بن الحسين في الكوفة خطبة علي بن الحسين في الشام الخطبة الشقشقية الخطبة غير المنقوطة الخطبة القاصعة الخطبة الفدكية مصادر ^ الملهوف، 214 ^ يعقوب، أحمد حسين، المواجهة مع رسول الله وآله، ص170. ^ الروم، 10 ^ بلاغات النساء، لأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر طيفور الخراساني - المشهور بابن أبي طيفور( ت 280 هـ) ص 70 - 73. طبع دار الفضيلة، القاهرة، تحقيق د. عبدالحميد هنداوي ^ نثر الدر، لأبي سعيد الآبي ج4 / 26 ^ لتذكرة الحمدونية، لابن حمدون ج6/262 رقم (631) ^ مقتل الحسين عليه السلام، للخوارزمي ج2 / 64 ^ أعلام النساء لمحمد رضا كحالة ج2 / 504 بوابة الإسلام بوابة الشيعة
محاور الخطبة يمكن أن تقسم الخطبة إلى أقسام، كما أنها تتمحور على عدة قضايا، منها: الحمد والثناء: بعد ما شاهدت السيدة زينب (ع) من الأفعال الشنيعة ليزيد وما کان یفعله برأس الحسين (ع) قامت خطيبة، فاستهلت كلمتها بالحمد لله والصلاة على النبي (ص)، واستشهدت بآية من الذكر الحكيم بالمناسبة. توبيخ يزيد: ثم تابعت خطبتها موبخة يزيد على السياسات التي اتخذها في حكمه بحق أهل البيت (ع) ومن المضايقات التي عملها، مشيرة إلى بطره وتبختره. إمهال الظلمة: استشهدت السيدة زينب (ع) بآية من القرآن الكريم؛ لتذكر يزيد بسنة إمهال رب العالمين للظلمة، وأنهم يلقون عذاباً أليماً. استمرارها في التوبيخ: بعد الآية الشريفة تتابع توبيخها إياه بما فعله من تصرفات شنيعة بحق أهل بيت النبي (ص)، وتسييرهم في البلاد بتلك الصورة التي تعتبر تجاوزاً لحدود الله وإساءة لرسوله (ص). التذكير بالتاريخ: ثم تشير السيدة زينب (ع) إلى تعنته وغلظته وطغيانه وكفره، وتتابع أن هذا نتيجة الأحقاد والأضغان الكامنة والمتبيقية من غزوة بدر ومعارك صدر الإسلام. المصير والعاقبة: كما تحذره (ع) مما ارتكب بهتك حرمات بحق سيد شباب أهل الجنة، وجميع ذلك بعين الله، وسيحل عليك سخط الله، ويخاصمك رسول الله (ص)، حتى تتمنى أن أمك لم تلدك.