عزيزي القارئ أرجو في النهاية شرح الآية رقم 286 من سورة البقرة وهي الآية التي بها موضوع مقال اليوم ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به أن يكون الشرح والتفسير قد نال اعجابكم. شاهد أيضا: حج مبرور وذنب مغفور وسعي مشكور إلى هنا نكون وصلنا إلى نهاية مقال اليوم وأن تكونوا قد استمتعتم بالقراءة والفهم والاستفادة من هذا المقال تحت عنوان ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به، وأرجو لكم حسن الحياة وحسن الخاتمة. ويجب على أن أذكرك أن الاستغفار الدائم هو ما يجعل الله-سبحانه وتعالى-يعفو ويغفرنا ولكم نفعني الله وإياكم استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم وأتوب إليه.
الصوت الأصلي.
[ ص: 129] الوجه الثالث: هب أنهم سألوا الله تعالى أن لا يكلفهم بما لا قدرة لهم عليه لكن ذلك لا يدل على جواز أن يفعل خلافه ، لأنه لو دل على ذلك لدل قوله ( رب احكم بالحق) [ الأنبياء: 112] على جواز أن يحكم بباطل ، وكذلك يدل قول إبراهيم عليه السلام ( ولا تخزني يوم يبعثون) [ الشعراء: 87] على جواز أن يخزي الأنبياء ، وقال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ( ولا تطع الكافرين والمنافقين) [ الأحزاب: 48] ولا يدل هذا على جواز أن يطيع الرسول الكافرين والمنافقين ، وكذا الكلام في قوله ( لئن أشركت ليحبطن عملك) [ الزمر: 65] هذا جملة أجوبة المعتزلة. أجاب الأصحاب فقالوا: أما الوجه الأول: فمدفوع من وجهين: الأول: أنه لو كان قوله ( ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) محمولا على أن لا يشدد عليهم في التكليف لكان معناه ومعنى الآية المتقدمة عليه وهو قوله ( ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا) واحدا فتكون هذه الآية تكرارا محضا وذلك غير جائز. الثاني: أنا بينا أن الطاقة هي الإطاقة والقدرة ، فقوله ( ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) ظاهره لا تحملنا ما لا قدرة لنا عليه أقصى ما في الباب أنه جاء هذا اللفظ بمعنى الاستقبال في بعض وجوه الاستعمال على سبيل المجاز إلا أن الأصل حمل اللفظ على الحقيقة.