فعرفوا الكثير عن البلاد المفتوحة ودروبها وجوادها وجبالها وأنهارها وغلة أرضها ومتنوع ثمارها ليجمعوا الخراج على قدر ذلك وليفرضوا الأموال على نسبته. ولم تكن هذه المعرفة مبنية على علم دقيق أو بحث متين ولكنها كانت تميل إلى التقريب أكثر منها إلى التحديد ثم كثرت الرحلات التجارية بين أجزاء المملكة الإسلامية - وهي تذكرنا برحلتي قريش في الشتاء والصيف - إلا أن هذه كانت بين أقطار بعيدة وكانت تحمل من عروض التجارة ألواناً عديدة ولقد ساهم الشعراء في نوع جديد من الرحلات يلتمسون به المال ويطلبون العطاء من ممدوح يقصدونه، أو عظيم يندبونه، فيكون ذلك الاتصال سبباً في بروز الشعراء وتألق نجمهم.
المصدر: ديوان امرئ القيس دار صادر، بيروت 1421هـ/2000م، ص: 29 التسجيل بصوت الأستاذ عارف حجاوي من مختارات كتابه أول الشعر/ دار المشرق 2016، ص: 18. الشاعر امرؤ القيس بن حجر الكندي شاعر عاش في العهد الجاهلي وتوفّي نحو 544م. ويعتبر أشهر شعراء هذا العهد وأجودهم إنتاجا خاصة في مجال الغزل والوقوف بالأطلال. وقد كان بعض النقاد يقول إنه "أول من وقف واستوقف وبكى واستبكى في بيت واحد"، وهو مطلع معلقته المشهورة (قفا نبك) التي يمثل هذا النص مقاطع منها. البلاغة التشبيه: * الأسلوب البارز في هذا النص هو أسلوب التشبيه وهو أسلوب بلاغي يستعمل لإيضاح الصفات والأفعال وترسيخها في ذهن السامع. * يتألف أسلوب التشبيه من أربعة أركان هي: المشبه، والمشبه به، وأداة التشبيه (كَـ، كأن... )، ووجه الشبه (ويكون غالبا محذوفا يفهم من السياق). مثال: وليلٍ كَمَوْجِ البحرِ. الليل: مشبه. موج البحر: مشبه به. الكاف: أداة تشبيه. وليل كموج البحر ارخى سدوله نوع التشبيه الضمني. ووجه الشبه مفهوم من السياق، وهو الظلام والاضراب. ملاحظة: يمكن أن يحذف وجه الشبه أو أداة التشبيه أو هما معًا مثل قوله: له أيطلا ظبي؛ حيث شبه الشاعر الفرس بالظبي في ضمور الخاصرتين، ولم يذكر الأداة ولا وجه الشبه.