اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا قصص عن الإمام أحمد بن حنبل سعة علمه قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبو زرعة: أنّ والدي يحفظ ألفي حديث، فسُئل من الناس: وكيف عرفت؟ فقال: ذاكَرتُهُ فأخذتُ عليه الأبواب، وقال الإمام الذهبي أنّ القصة صحيحة فقد تكررت روايتها ووردت بالأثر. وفاه الامام احمد بن حنبل. [١] عبادته قال عبد الله بن أحمد: كان أبي من أصبر الناس على الوَحدة، لم يُرَ إلا في مسجد، أو جنازة، أو عيادة مريض، وكان يصلِّي كل يوم ثلاثمائة ركعة، فلما مرض من الأسواط بعدما خرج من سجنه ضعف جسده، فأصبح يصلّي كل يوم مئة وخمسين ركعة، وقد اقترب سنّه من الثمانين. [٢] وكان يختم القرآن في سبعة أيام، وكانت له ختمة في كلِّ سبع ليالٍ، سوى صلاة النهار، وكان يُصلّي العشاء ثمّ ينام نومة خفيفة، ثم يقوم حتى الصباح يُصلّي ويدعو، وحجّ خمس حجّات، ثلاثة منهم ماشياً واثنتين راكباً، وأنفق في بعضها عشرين درهماً. [٢] فضله وبركته قال أبو بكر بن شاذان: حدّثنا أبو عيسى أحمد بن يعقوب، حدّثتني فاطمة بنت أحمد بن حنبل، أنّ حريقاً وقعت في بيت أخيها صالح، وكان قد تزوّج وحُمِل إليه جهاز مقداره أربعة آلاف دينار، فأكلته النار، فقال صالح: ما أحزنني إلا ثوب أبي كنت أصلي به، وبعد انخماد الحريق، دخلوا فوجدوا الثوب على السرير لم يمسّه شيء والنار أكلت ما حوله.
وكان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده، وهذا الحق لا يجوز مطلقًا أن يتساهل أو يتهاون فيه. أما في المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة والصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك: "الأصل في العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص"، بينما عند بعض الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص. وفاة الامام احمد بن حنبل. وكان شديد الورع في الفتاوى، وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا عنه الأحاديث، فإذا رأى أحدًا يكتب عنه الفتاوى نهاه، وقال له: "لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغيِّر فتواي، فأين أجدك لأخبرك؟! ". وقال الإمام أحمد: إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكما ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد. ولما علم الله تعالى صدق نيته وقصده، قيَّض له تلامذة من بعده يكتبون فتاويه، وقد كتبوا عنه أكثر من ستين ألف مسألة. ولقد أخذ بمبدأ الاستصحاب، كما أخذ بالأحاديث المرسلة. ثبات الإمام أحمد رغم المحنة كان الإمام أحمد على موعد مع المحنة التي تحملها في شجاعة، ورفض الخضوع والتنازل في القول بمسألة عمَّ البلاء بها، وحمل الخليفة المأمون الناس على قبولها قسرًا وقهرًا دون دليل أو بيِّنة.
[٤] المنهج العلمي للإمام أحمد بن حنبل كان الإمام أحمد محدثاً أكثر من كونه فقيهاً، وكان لا يكتب إلّا القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، لذلك عرف فقهه بالفقه المأثور، فكان لا يفتي في مسألة إلّا إن أفتى بها أحد من قبل سواء صحابي أو تابعي، أو إمام، وكان الإمام أحمد شديد التحفظ بالأمور التي تتعلق بالعبادات، أمّا في المعاملات فتميز فقهه بالسهولة، والمرونة، فتمسك أحمد بنصوص الشرع التي تيسر ولا تعسر، وكان أيضاً شديد الحرص فيما يتعلق بالفتاوى، فلم يسمح لتلاميذه أن يكتبوا الفتاوى الخاصة به؛ وذلك لأنّه قد يغيرها. [١] وفاة الإمام أحمد بن حنبل مرض الإمام أحمد قبل وفاته مرضاً شديداً، فكان ينام محموماً ويأخذ نفسه بصعوبة، وتوفي رحمه الله يوم الجمعة الموافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة 241 هجري، وكان يبلغ من العمر سبعة وسبعين سنة، [٥] اجتمع الناس في الشوارع لحضور جنازته، وحضر تغسيله ما يقارب مئة شخص من بيت الخلافة من بني هاشم، فكانوا يقبلوه بين عينيه، ويدعون له، ويترحمون عليه، وقد أدخل في قبره بعد صلاة العصر؛ وذلك لكثرة عدد الناس. [٤] المراجع ^ أ ب ت ث "الإمام أحمد بن حنبل" ، ، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 9-3-2018.