دعا إلى إعمال العقل، والاستنباط، والتَّفكُر في آيات الله في الأرض والسَّماء وفي النَّفس؛ فالتأمّل مفتاح الإبداع العلميّ وسببٌ لكثيرٍ من الاختراعات في مختلف العصور.
لا يمكن لأمة أن تنهض، وتتقدم وتزدهر إلا إذا كان العلم هو المحرك لفكرها، وثقافتها، والمعبر عن تطلعاتها وآمالها ومستقبلها، فبالعلم النافع تقوى وترقى الأمم، وتغدو منارة وانموذجاً يحتذى، قال الله تعالى: أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى (الرعد: 19). والحق الذي أنزله الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم حض على العلم، وأعلى من قدر أهله فأي شيء أجل وأعظم من الإشادة بأهل العلم في قول الله تعالى: شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم (آل عمران: 18).
أما شعبة النُّظم، فحسبنا في نهوضها بالإنسان - وفي حمْله على النهوض - أنها مبنية على أساسين، يُؤازرهما أساس ثالث، وثلاثتُها أقوى العُمُد التي تشاد عليها الصروح العالية للمجتمع الإنساني الفاضل؛ المصلحة والعدل تُؤازرهما الشورى الحقَّة الصادقة. أما مكانة الشورى في الإسلام، فبيِّنة واضحة، تجلَّت في نصوص القرآن، كما تجلَّت في عمل الرسول مع أصحابه، وفي عمل أصحابه بعضهم مع بعض، أما المصلحة، فنراها ماثلة فيما نصَّ عليه من أحكام، ومأمورًا بمراعاتها فيما فوَّض من الأحكام إلى اجتهاد أُولي العلم والمعرفة بوجوه المصالح والنَّفع العام.