قال ابن القيم - رحمه الله -: سُئل شيخنا - رحمه الله - [7] عن تفسير هذا الحديث فقال: كان لأُبي بن كعب دعاء يدعو به لنفسه، فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- هل يجعل له منه ربعه صلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- ، فقال: إن زدت فهو خير لك، فقال له: النصف، فقال: إن زدت فهو خير لك، إلى أن قال: إن زدت فهو خير لك، إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها، أي أجعل دعائي كله صلاة عليك، قال: إذاً تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك، لأن من صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة، صلى الله عليه بها عشراً، ومن صلى الله عليه كفاه همه وغفر له ذنبه، هذا معنى كلامه - رحمه الله - [8]. اهـ. ومن فوائد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: أولاً: امتثال أمر الله - سبحانه وتعالى. ثانياً: موافقته - سبحانه وتعالى - في الصلاة عليه، وإن اختلفت الصلاتان، فصلاتنا عليه دعاء وسؤال وصلاة الله تعالى عليه ثناء وتشريف. حديث الصلاة على النبي يوم الجمعة. ثالثاً: أنها ترفع الدرجات وتكفر السيئات كما وردت بذلك الأحاديث السابقة. رابعاً: أنه يرجى إجابة دعاء السائل إذا ختم بها، فبها يصعد الدعاء إلى رب العالمين. روى الديلمي في مسند الفردوس من حديث أنس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كُلُّ دُعَاءٍ مَحجُوبٌ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- » [9].
[١٠] قال الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ صاحبَ حُسنِ الخلقِ ليبلُغُ بِهِ درجةَ صاحبِ الصَّومِ والصَّلاةِ). حديث فضل الصلاة على النبي. [١١] قال الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمِنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسَنٍ، فإنَّ اللَّهَ تعالى ليُبغِضُ الفاحشَ البَذيءَ). [١٢] قال الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا ، وإنَّ مِن أبغضِكُم إليَّ وأبعدِكُم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفَيهِقونَ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ فما المتفَيهقونَ ؟ قالَ: المتَكَبِّرونَ). [١٣] قال الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ). [١٤] أجمل أحاديث الرسول عن الصبر قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مجموعة من الأحاديث النبويّة عن الصّبر، وفيما يأتي بعض منها: قال الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ، إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ).
كيف تعرض عليك، وقد أرمت، يعني: بليت؟ قال: إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.