تاريخ النشر: الأحد 2 محرم 1433 هـ - 27-11-2011 م التقييم: رقم الفتوى: 168173 27874 0 374 السؤال ماهو حكم الشخص الذي يضع الأحجار والخشب والزيت في طريق المسلمين وغير المسلمين ليؤذيهم ويمنع وصولهم إلى أعمالهم صباحا ومساء؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد ورد الوعيد الشديد في أذية المسلمين، قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً {الأحزاب:58}. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان وأسباب دخول الجنان، وأنها من أنواع الصدقة والإحسان، وبالمقابل أن وضع الأذى في الطريق من الإساءة والعصيان ومن أسباب اللعنة والخذلان، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم: الإيمان بضع وستون ـ أو سبعون ـ شعبة، أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان. رواه مسلم والبخاري وغيرهما. والأذى كل ما يؤذي المار كالحجر والشوكة والعظم والنحاسة والحديد والزجاج وغير ذلك، وإماطته: تنحيه وإزالته. إماطة الأذى عن الطريق من شعب - المصدر. وعن أبي هريرة قال: قال النبي: عُرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخامة تكون في المسجد لا تدفن.
إماطة الأذى عن الطريق من، كان الفضل لله سبحانه وتعالى ولرسوله الكريم محمد على كل القيم التي جاء بها رسول الله من عند الله وألزمنا نحن المُسلمون بها، ومن ضمنها مُساعدة الفقراء، واماطة الأذى من أمام أي شخص أو الموجودة على الطرقات، كي لا يتعثر بها الأشخاص ولا تكون سبباً في الحاق الأذى به، وهذا الأمر موجود في الاسلام وديننا الحنيف أمرنا به أيضاً. إماطة الأذى عن الطريق من؟ الجميل في أنّنا نحن المسلمون نتربى منذ الطفولة على أنَّ القيم الجميلة التي جاء بها رسول الله من عند الله، والتي تنصح المُسلمون أن يكونوا على خُلُق حسن كي يكون ذكرهم حسن، وترى الشعوب كلها أنَّ الاسلام هو دين العطاء والخير وأنَّهم هم أصحاب الضلالة، وتُعتبر اماطة أي أديَّات من على الطريق صدقة يُكافئ الله تعالى بها المُسلم. درس إماطة الأذى عن الطريق صدقة من جميل الأمر أنَّ الانسان المُسلم اذا رأى أذى موجود على الطريق، وقام بالفعل برفعه لتجنب أن يكون هناك أي أذيَّة أو ضرر لأحد من الناس، وهذا الأمر مهم أن يعرفه الناس والعباد كلهم، وانَّ التخلص من أي أذى موجود على الطريق يعني أنَّ هناك من الاشخاص كانوا سيؤذَون بهذا الأذى، كما وتمَّ شرح هذا الدرس هنا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ، وجد غصنَ شوكٍ على الطريق فأخَّره، فشكَرَ الله له، فغفر له ". رواه البخاري ومسلم من فوائد الحديث – أن الله لا يُضِيعُ على الإنسان مثقال ذرَّة. – أن الله ذو فضل على الإنسان. – أن الله أثاب هذا الرجل على إبعاده غصن الشوك عن الطريق. – الشوك يؤذي المار في الطريق. – فضل إماطة الأذى عن الطريق. – إماطة الأذى عن الطريق من أدنى شعب الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون – أو ستون – شُعبة؛ أعلاها: شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق))، وإذا كان كذلك وقد غفر لفاعله، فكيف بمن أزال ما هو أشد من ذلك؟ – شكر الله له؛ أي: رضي فعله ذلك، وأثابه عليه بالأجر والثناء الجميل. إماطة الأذى عن الطريق من شعب - منبع الحلول. – نعمة المشي على القدمين، ونعمة البصر؛ حيث رأى غصن الشوك في الطريق، هي نِعَمُ كثيرة قد لا يشعر الإنسان بها إلا إذا فقدها، أو أُصيب بمرض فيها. – قيل: معنى الصدقة: إيصال النفع إلى المُتَصَدَّق عليه، فأما إماطة الأذى عن الطريق فقد تَسَبَّبتْ إلى سلامة أخيه المسلم من ذلك الأذى، فكأنَّه قد تصدَّق عليه بالسلامة منه، فكان له على ذلك أجر الصدقة.
لكي يصل المسلمين إلى كمال الإيمان لا بد عليهم أنّ يأخذوا من النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- قدوة لهم، والقيام بإتباع جميع الأمور التي كان يفعلها النبي.
رواه مسلم. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه شمس تعدل بين الاثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمل عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم. والسُلامى: هي العظام الدقيقة والمفاصل التي في جسم الإنسان، ومعنى الحديث: أن تركيب هذه العظام وسلامتها من أعظم نعم الله على عباده فيحتاج كل عظم منها إلى صدقة يتصدق ابن آدم عنه بها ليكون ذلك شكراً لهذه النعمة، ومن أنواع هذه الصدقة: إزالة الأذى عن طرقات المسلمين، عن أبي هريرة عن النبي قال: بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فأخذه فشكر الله له فغفر الله له. رواه البخاري ومسلم. وفي روايه لمسلم قال: لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين. وكما جاء الترغيب في إزالة الأذى عن طرقات المسلمين من أجل سلامة المارة، فقد جاء الوعيد الشديد في حق من يلقي الأذى في الطرقات ويؤذي المارة ويعرقل السير في الطريق، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: اتقوا اللاعنين الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم. ومعناه النهي عن قضاء الحاجة في الطريق الذي يسلكه الناس أو في الظل الذي يجلسون فيه، وأن من فعل ذلك فهو مستحق للعنة والعقوبة، لأنه يؤذي الناس بذلك وينجسهم أو يحرمهم المرور في الطريق والجلوس في الظل، وهم بحاجة إلى ذلك فيدعون عليه باللعنة، فعلم من هذا أن هذا الفعل حرام، وأنه لا يجوز للمسلم أن يلقي ما يؤذي في طريق الناس، وانظري لمزيد الفائدة الفتوى: 11737.
فلا إله إلا الله معناها الحقيقي: لا معبود بحقٍّ إلا الله، فهي العُروة الوثقى، وهي كلِمة التقوى، وهي أصل الإسلام، لأجلِها خلَق الله الخلقَ وأنزل الكتب وأرسل الرّسل. وبعد ذلك شعبٌ متفاوتة، فأدناها إماطةُ الأذى عن الطريق، أدنى شُعب الإيمان أن إزالة الأذى عن طريق المسلمين، تزيل ذلك الأذى الذي يعكِّر طريقَ المسلمين، يحول بينهم وبين انتظامِ سيرِهم في طريقهم، ذلك الأذى الذي يلحَق بالمارّ إما لكونه يمنَع من الطريق أو كونِه يلوّث ملابسهم ويؤذيهم برائحتِه المنتِنة إلى غير ذلك، فكلّ ما كان أذًى في الطريق فأزلتَه فإنك قد أتيتَ شعبةً من شعب الإيمان. إذًا فالعناية بطريق المسلمين والاهتمامُ به خُلُق من خُلُق الإيمان، شعبةٌ من شعب الإيمان، خَصلةٌ من خصال الإيمان، وأدناها ـ أي: أدنى شعب الإيمان ـ أن تميطَ الأذى عن الطريق. فالنبي صلى الله عليه وسلم يرشِدنا أنَّ إزالة الأذى إيمان وعمَل صالح يتقرّب به العبدُ إلى الله