وهذا القول رواية أخرى عن الإمام أحمد ، واختارها شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، ومال إليها من المتأخرين: الشيخ ابن عثيمين. وهذه أقوال بعض العلماء في هذه المسألة: قال الخرشي (مالكي) (2/142): " وصلاته عليه الصلاة والسلام على النجاشي من خصوصياته " انتهى. ونحوه في " بدائع الصنائع " للكاسائي ( حنفي) ( 1/ 312). وقال النووي رحمه الله في "المجموع" (5/211): " مذهبنا جواز الصلاة على الغائب عن البلد ، ومنعها أبو حنيفة. دليلنا حديث النجاشي وهو صحيح لا مطعن فيه وليس لهم عنه جواب صحيح " انتهى بتصرف. حكم صلاة الجنازه. وقد قيَّد الشافعية جواز الصلاة على الغائب بقيد حسن وهو أن يكون المصلِّي على الميت من أهل الصلاة عليه يوم مات. قال زكريا الأنصاري رحمه الله في "أسنى المطالب" (1/322): " وإنما تجوز الصلاة على الغائب عن البلد لمن كان من أهل فرض الصلاة عليه يوم موته " انتهى بتصرف يسير. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " إلا أن بعض العلماء قَيَّده بقيد حسن قال: بشرط أن يكون هذا المدفون مات في زمن يكون فيه هذا المصلي أهلا للصلاة. مثال ذلك: رجل مات قبل عشرين سنة ، فخرج إنسان وصلى عليه وله ثلاثون سنة فيصح ؛ لأنه عندما مات كان للمصلي عشر سنوات ، فهو من أهل الصلاة على الميت.
أما افضل دعاء يدعي للميت هو الدعاء الذي أشار إليه أبى هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " اللهم إنه عَبْدُكَ وابنُ عَبْدِكَ وابنُ أَمَتِكَ ، كان يشهدُ أن لا إله إلا أنتَ ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ ورسولُكَ ، وأنت أَعْلَمُ به ، اللهم إن كان مُحْسِنًا فَزِدْ في حَسَناتِهِ ، وإن كان مُسِيئًا فتَجَاوَزْ عن سيئاتِهِ ، اللهم لا تَحْرِمْنا أَجْرَهُ ، ولا تَفْتِنَّا بعدَه". كذلك يمكن أن يزيد الدعاء ويطول بإضافة " وابدله دار خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وعافه من فتنة القبر وعذاب جهنم. حكم صلاه الجنازه للمرأة. يذكر في حالة المتوفي كان انثي تستبدل صيغة الدعاء إلى صيغة التأنيث. حكم قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة عند المالكية اختلفت المذاهب حول وجوب قراءة الفاتحة عند صلاة الجنازة، نعرض لكم حكم قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة عند المالكية فيما يلي: اتجه المالكية انه غير مستحب قراءة الفاتحة عند صلاة الجنازة واتفق معه المذهب الحنيفي. أما مذهبي الشافعي واحمد اقر بوجوب قراءة الفاتحة أثناء الصلاة إذ إنها سنه، كذلك تم ذكر إن من قام بالدعاء بدون قراءة فهي جائزة. اتجه بعض العلماء إلى ضرورة قراءة الفاتحة عند صلاة الجنازة استنادا إلى صول رسول الله صلي الله عليه وسلم" صلوا كما رأيتموني اصلي" بالإضافة إلى ذكره لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، فأخذوا منها دليل علي وجود قراءة الفاتحة أثناء قيام صلاة الجنازة.
والخروج مع الجنائز فيه جبر للمصابين، وتعزية لهم، ومواساة لهم، فإنه إذا خرج معهم جبر قلوبهم، وعزاهم بعمله وقوله جميعًا، ولهذا شرع الله الصلاة على الموتى، واتباع الجنائز لهذه الفوائد الكثيرة، للإحسان إلى الميت والدعاء له، ولجبر المصابين ومواساتهم؛ ولتذكر الموت، وما يكون بعد الموت من العجائب والأهوال والأخطار، حتى يستعد المؤمن للموت وما بعده. نسأل الله للجميع العافية والسلامة، نعم. المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خير الجزاء، وأحسن إليكم.