الحمد لله. أولا: هذان الوصفان للملائكة التي وُكِّلت بكتابة كل ما يعمله ابن آدم من خير أو شر ، وهما وصفان صادقان على كل منهما ، فالملك الذي عن اليمين صفته أنه رقيب وعتيد ، والملك الذي عن الشمال صفته أنه رقيب وعتيد. يقول الله عز وجل: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ. إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ. مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) سورة ق/16-18. يقول الإمام القرطبي رحمه الله: " في الرقيب ثلاثة أوجه: أحدها: أنه المتتبع للأمور. الثاني: أنه الحافظ ، قاله السدي. الثالث: أنه الشاهد ، قاله الضحاك. وفي العتيد وجهان: أحدهما: أنه الحاضر الذي لا يغيب. وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد تفسير آخر view another. الثاني: أنه الحافظ المُعَد ، إما للحفظ ، وإما للشهادة " انتهى. " الجامع لأحكام القرآن " (17/11) ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: " ( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ) يعني: الملكين اللذين يكتبان عمل الإنسان ، ( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ) أي: مترصد. ( مَا يَلْفِظُ) أي: ابن آدم ( مِنْ قَوْلٍ) أي: ما يتكلم بكلمة ( إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) أي: إلا ولها من يراقبها معتد لذلك يكتبها ، لا يترك كلمة ولا حركة ، كما قال تعالى: ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) الانفطار/10-12 " انتهى. "
شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
تفسير الاية ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد