فقال عمر: أَجَنَّ القوم موتاهم فلم يضيّعوهم. قالوا: وقد قال: وما سُمّي العَجلانَ إلا لقيلهــم ** خذِ القَعْبَ8واحْلب، أيها العبد، واعْجلِ فقال عمر: خير القوم خادمهم(وكلنا عبيد الله)؟. شعر عمر بن الخطاب. "9 ولمّا رأى عمر، رضي الله، الناس مصرين على دعواهم لا يتزحزحون عنها، أرسل إلى حسان-وفي رواية "الشعر والشعراء" أرسل إلى حسان والحطيئة-فسأله، فقال "مثل قوله في شعر الحطيئة"10، أي أن النجاشي لم يهجهم فقط، ولكن سلح عليهم. "وكان عمر، رضي الله، عنه، أبصر الناس بما قال النجاشي، ولكن أراد أن يدرأ الحدّ بالشبهات، فلمّا قال حسان ما قال، سجن النجاشي، وقيل: إنه حدّه. "11 وهناك روايات كثيرة تؤكد أن عمر، رضي الله عنه، في مثل هذه الشكاوي، التي يكون الشعراء مدّعى عليهم فيها، كان أحرص ما يكون على أن ينأى برأيه وذوقه وعلمه وحسه الشعري عن الحكومة، وكان يستشهد للفريقين(المدّعي والمدّعَى عليه) رجالا، كحسان بن ثابت، يسلم النظر إليهم، "فرارا من التعرض لأحدهما"12، "فإذا سمع كلامهم[أي الرجال المحكّمين] حكم بما يعلم، وكان الذي ظهر من حكم ذلك الشاعر مقنعا للفريقين. "13 ونخلص من كل هذا إلى أن الإسلام، ممثلا في أولياء الأمر، أي المسؤولين الحكوميين بعبارة العصر، لم يتعرض للشعر بما هو فن، ولا للشعراء بما هم شعراء يلتزمون حدود قانون المجتمع وآدابه وأخلاقه.
تاريخ النشر: الخميس 11 رمضان 1434 هـ - 18-7-2013 م التقييم: رقم الفتوى: 213961 30318 0 351 السؤال ما حكم تطويل الشعر للرجل؟ وهل هو من السنة؟ وهل كان سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لديه شوارب ملفوفة؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن كان قصدك تطويل شعر رأس الرجل: فإنه من سنن العادات، وليس من السنن التعبدية الشرعية, كما سبق بيانه في جملة من الفتاوى، انظر مثلًا الفتاوى التالية أرقامها: 64156 ، 5068. أما عن الشق الثاني من السؤال: فلعل قصد السائل ما ورد في بعض الآثار أن عمر - رضي الله عنه - كان يفتل شاربه, قال ابن عبد البر في الاستذكار: وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ نَفَخَ وَفَتَلَ شَارِبَهُ. قصيدة عمر بن الخطاب لحافظ إبراهيم (2). وقال في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: وما احتج به مالك أن عمر كان يفتل شاربه إذا غضب أو اهتم فجائز أن يكون كان يتركه حتى يمكن فتله ثم يحلقه. والله أعلم.
حارثة بن سراقة. حريث بن زيد. خالد بن زيد. أبو أيوب الأنصاري. خليفة بن عدي. المقداد بن عمرو. خلاد بن رافع. خوات بن جبير. ذكوان بن عبد قيس. رافع بن سهل. رافع بن الحارث بن سوادٍ. رافع بن عنجة. رافع بن المعلا. رافع بن يزيد. ربعي بن أبى رافع. ربيع بن إياس. ربيعة بن أكثم. رفاعة بن قيس. زيد بن أسلم بن ثعلبة. زيد بن المزين. زيد بن وديعة. زيد بن خارجة. زيد بن الحارث بن الخزرج. زياد بن لبيد. زياد بن عمرو الجهني. سعد بن معاذ. سعد بن خيثمة. سعد بن زيدٍ. سعد بن يزيد بن عثمان. سعد بن النعمان. سعد بن سهل. سعيد بن عثمان أبو عبادة. سلمة بن سلامة. أبو دجانة. سهل بن قيس. سهل بن عدي. سهل بن رافع بن أبي عمرو. سهيل بن عبيد. عاصم بن عدي. طفيل بن النعمان. عبد الله بن حرام. عبد الله بن سرجس. عبد الله بن سعد بن خيثمة. عبد الله بن طارقٍ. عبد الله بن سلمة بن مالكٍ. عبد الله بن عرفطة. عبد الله بن عمير. عبد الله بن سهلٍ. عبد الله بن ربيع بن قيس. عبد الله بن ثعلبة بن خزمة. مِن قِصَص الشعراء مع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. عبد الله بن الجد بن قيس. عبد الله بن الحمير. عبد الله عبد بن منافٍ. عبد الله بن قيس بن صخر. عبد الله بن كعب بن عاصم. عثمان بن عمرو. عمارة بن حزم بن زيدٍ.
والبراغماتية كما لا يخفى على أحد تقوم على مبدأ قوامه أن الفكرة لا تكون صائبة إلا إذا كانت نافعة. وعليه، متى كان الشعر ينفع المسلمين، عده عمر "علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه"، لا بل وجدنا عمر يمني النفس أن يقال في قومه آل الخطاب ما قيل بقوم الرجل الشاكي له شاعرا هجا قومه -على حد تعبير الرجل الشاكي- من شعر غني بالقيم الحميدة من منظور عمر. ولما كان عمر يقوم بأول غزوة بعد تسنمه إمارة المؤمنين، وجدناه يطلب من رفاقه أن ينشدوه لشاعر الشعراء لغاية في نفس يعقوب، واللبيب بالإشارة يفهم مغزى طلب عمر أن ينشد شعر وهو يغزو. شعر عن عمر بن الخطاب. نأتي الآن إلى حادثة عمر وحسان. إن براغماتية عمر هنا ظاهرة بالنسبة لي من خلال دليل واحد ظاهري نستدل عليه من مكان القصة نفسها. ومكان القصة: المسجد، ولعل عمر توجس خبفة أن يلهي حسان الناس بشعره عن أداء الصلاة. والصلاة أحد أركان الإسلام الخمسة، والقصة زمانها صدر الإسلام؛ ولنا أن نتخيل كيف سيكون حال الإسلام في بدايته والناس يتبعون الشعراء! وأين يتبعونهم؟ في المسجد! ونستطيع أن نستخلص براغماتية عمر من دليل باطني تحمله القصة في ثناياها كان الدكتور طه حسين قد أشار إليه عندما قال بأن حسان كان يذم قريش في أشعاره كعادته في زمن المصطفى.