قال الحسن البصري: إنما الفقيه: الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخِرة، البصير بدينه، المُداوِم على عبادة ربه، الوَرِع، الكافُّ عن أعراض المسلمين، العفيف عن أموالهم، الناصح لهم [8]. [1] "مختصر منهاج القاصدين"؛ لابن قدامة المقدسي. [2] رواه البخاري ومسلم. [3] رواه الإمام أحمد وابن ماجه. [4] رواه مسلم. [5] رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه. [6] رواه أحمد في "العلل"، وهو حديث حسن بطرقه؛ كما قال المزي. موضوع عن فضل العلم - موضوع. [7] حسنه السيوطي بمجموعه، وصححه الألباني. [8] "مختصر منهاج القاصدين"؛ لابن قدامة المقدسي.
العلم معرفة الشيء على حقيقته، ولا يكون العلم إلا بعد جهد تدرك به هذه المعرفة. ويطلق العلم على معان كثيرة كالعلم بالعقائد، وعلم اللغات، والتراجم، والأنساب، وعلوم الطبيعة كالرياضيات والكيمياء والفيزياء أو العلوم الحديثة كالحاسب الآلي والإنترنت، وأي علم آخر يجتهد الإنسان لمعرفته. فضل العلم وأهميته. وقد اهتم ديننا الحنيف بالعلم أعظم اهتمام، يقول الله عز وجل في أول ما نزل: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم) ففي هذه الآيات المحكمات أمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل فرد من أمته أن يقرأ ويتعلم أي علم يكون له ولغيره نفع في دينه ودنياه. وقد رافق هذا الأمر بيان سماوي آخر عن مكانة العلماء، ومآثرهم في مواضيع عديدة من القرآن الكريم ومنها قوله سبحانه في سورة آل عمران: ( شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) وقوله عز وجل: ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقوله عزّ من قائل: ( يرفع الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات). ففي الآيات إشارة واضحة بأنّ الذين يشهدون بالوحدانية المطلقة هو الله عز وجل وملائكته وأولو العلم وفيها دلالة بأنَّ العلماء يتميّزون بعلومهم ومعارفهم ،وبإدراكهم عن الذين لا يعلمون.
والشعوب التي فشلت في ميادين التنمية ما كانت لتصل إلى هذا الفشل إلا بعد فشلها في إدارة دوائرها ومؤسساتها التنموية وعدم استثمار الوسائل بطريقة مثلى. إن حاجة الشعوب المسلمة إلى العلم الشرعي تمتد بالضرورة إلى حاجتها لعلوم ومعارف أخرى كعلم الحاسب ، والطب ، وعلم صناعة الأسلحة وغيرها، بل يجب أن تكون هذه العلوم محل عناية المسلم واهتمامه في عصرنا الحاضر لأنها لم تعد مجرد حاجة بل أصبحت ضرورة قصوى في وقت تخلَّف فيها المسلمون عن غيرهم من الأمم. اهمية التعليم للطفل - الطير الأبابيل. يقول الله عز وجل: ( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم). أضف إلى ذلك كل علم نافع تحتاج له الأمة الإسلامية في حاضرها ومستقبلها للدفاع عن عقيدتها وشريعتها. ونحن نعلم علم اليقين أنَّ سلف هذه الأمة قد اهتم بالعلوم الشرعية وما يتفرع عنها و في الوقت نفسه اعتنوا بعلوم ومعارف أخرى كعلم الطب و الجراحة و علم الرياضيات وعلوم الزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من العلوم التي كانت لها دور كبير في بلوغ الحضارة الإسلامية مرحلة ازدهارها.
وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا: الحكمة القرآن؛ يعني: تفسيره، قال ابن عباس: فإنه قد قرأه البر والفاجر، رواه ابن مردويه. وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد يعني بالحكمة: الإصابة في القول. وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ [البقرة:269] ليست بالنبوة، ولكنه العلم والفقه والقرآن، وقال أبو العالية: الحكمة: خشية الله، فإن خشيه الله رأس كل حكمة، وقد روى ابن مردويه من طريق بقية عن عثمان بن زفر الجهني عن أبي عمار الأسدي عن ابن مسعود مرفوعا: (رأس الحكمة مخافة الله). وقال أبو العالية في رواية عنه: الحكمة الكتاب والفهم. وقال إبراهيم النخعي: الحكمة: الفهم. وقال أبو مالك: الحكمة: السنة. وقال وهب عن مالك: قال زيد بن أسلم: الحكمة: العقل، قال مالك: (إنه ليقع في قلبي أن الحكمة: هي الفقه في دين الله، وأمر يدخله الله في القلوب من رحمته وفضله. ومما يبين ذلك أنك تجد الرجل عاقلا في أمر الدنيا إذا نظر فيها، وتجد آخر ضعيفا في أمر دنياه عالما بأمر دينه بصيرا به يؤتيه الله إياه ويحرمه هذا، فالحكمة: الفقه في دين الله). ا. هـ كلام ابن كثير رحمه الله. ولكي ندرك أهمية الفقه في دين الله وأنه نور لحامله والعامل به في الدنيا والآخرة.