كيف يقدم القاتل على الفعل وهو يعلم بشاعة جرمه، وفظاعة فعله، فقد نصب له خصمًا يوم القيامة، ففي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت نبيكم r يقول: « يجيء المقتول متعلقًا بالقاتل، تشخب أوداجه دمًا، يقول: يا رب، سل هذا فيم قتلني ؟ ». أفلا يتذكر القاتل كم نفس آذى، وكم قلب أفزع، فهذان الوالدان المكلومان عصر الألم قلوبهما، وأذاقهما القاتل كؤوس العلقم والصبر، فحنى الحزن ظهورهما، وهد قوامهما، وأطفال صغار، فقدوا عائلهم ومربيهم، ينشدون الرحمة في قلوب الناس، وربما تشتت أحوالهم، وتغيرت أخلاقهم. قتل نفسة ب مضاد الدبابات في فورت نايت!! He killed himself with an anti-tank in fortnite - YouTube. في أي حفرة أردى القاتل فيها نفسه، وأي ورطة تورط فيها، يقول ابن عمر رضي الله عنهما: « إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها:سفك الدم الحرام بغير حله». عباد الله: لقد شدد الإسلام على أمر القتل، وعظمه، ولم يعصم دم المسلم فحسب، بل عصم دم المسلم ودم الكافر، فحرم الاعتداء على من أمنه المسلمون ؛ لأن المسلمين يد واحدة، يسعى بذمتهم أدناهم، فمن قتل من أمنوه، فقد خانهم، واستحق عقاب الله تعالى، فقد أخرج البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي r أنه قال: « من قتل معاهدًا، لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا » قال ابن حجر رحمه الله: «والمراد به من له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية، أو هدنة من سلطان، أو أمان من مسلم ».
وينظر جواب السؤال رقم: ( 147017). والله أعلم.
وعن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة) 1 ، فدم المسلم حرام وماله حرام وعرضه حرام. وقد صان الإسلام الدماء والأموال والفروج، ولا يجوز استحلالها إلا فيما أحله الله فيه وأباحه، وقتل المسلم بغير حق من كبائر الذنوب، والقاتل معرض للوعيد، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن قتل النفس بغير حق فقال تعالى: { وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ} (33) سورة الإسراء. يعاني من مرض نفسي.. السجن عامين لابن قتل والدته في نهار رمضان بالغربية. وحفاظاً على النفس المسلمة البريئة من إزهاقها وقتلها بغير حق نهى رسول الله عن الإشارة إلى مسلم بسلاح ولو كان مزاحاً سداً للذريعة، وحسماً لمادة الشر التي قد تفضي إلى القتل، فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار). 2 وفي رواية لمسلم قال: قال أبو القاسم: ( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينزع، وإن كان أخاه لأبيه وأمه). 3 فإذا كان مجرد الإشارة إلى مسلم بالسلاح نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحذر منه ولو كان المشير بالسلاح مازحاً، ولو كان يمازح أخاه من أبيه وأمه؛ لأنه قد يقع المحذور ولات حين مندم، فكيف بمن يقتل الأنفس البريئة ويروع المسلمين ويرمل النساء وييتم الأطفال، ويستهدف أرواح الأبرياء، فيقتل الأنفس المسلمة بغير حق، فيالها من جريمة نكراء، ويالها من بشاعة تقشعر منها الأبدان!